العدد 4932
السبت 16 أبريل 2022
banner
احترموا عقل الناس
السبت 16 أبريل 2022

السمّة الطاغية على الأعمال الدرامية والحوارية في الموسم الرمضاني لهذا العام أنها سطحية ومملة وفارغة من أيّ مضمون أو هدف، وكأنها أعدت على عجل، بل هي كذلك دون تجنّ، وإلا أليس من المستغرب أن بين هذا الكم الهائل من الأعمال من النادر أن نلمس عملا يخاطب عقل المشاهد، فالأغلبية الساحقة منها تدور حول هدف محدد سبق أن تمت معالجته مرارا وتكرارا على مدى الأعوام الفائتة، أما موضوعاتها فإنها هامشية جدا ومستهلكة إلى حد كبير.


شخصيّا لا يبرح ذاكرتي أحد الأعمال المتميزة إعدادا وتقديما، ويحمل عنوان “خواطر”، وكنت أتمنى لو كان هناك عمل بمستوى ما كان يقدمه قبل سنوات الإعلامي البارز والاستثنائي أحمد الشقيري، حيث استطاع أن يستقطب آلاف المشاهدين، ولعل السر في نجاحه يكمن في بساطته من جهة، ومعالجته الجريئة، إضافة إلى كونه يتناول قضايا تمس حياة الإنسان البسيط دون مبالغة. بيد أنّ الذي أحزنني أن البعض وبدلا من أن يثني على البرنامج والمقدم فإنهم اتهموا مقدمه بتهم هو منها براء، وأفدحها أنه كان يضع نصب عينه الهدف التجاري حين حصل على أقل ما يمكن أن يحصل عليه إعلاميّ في كفاءة وموهبة ومقدرة وإبداع الشقيري. محزن أن يوجه مثل هذا الاتهام لإنسان كرّس وقتا طويلا لإبراز عمل بهذا المستوى، ناهيك عن كونه إعلاميا يحترم عقل المشاهد، وحاولت عبثا أن أجد برنامجا يوازي ما كان يقدمه الشقيري لكن جهدي ذهب هباء.


كما أنّ نجاح أحمد الشقيري والتفاف آلاف المشاهدين حول البرنامج ممن يتمتعون بذائقة مرهفة تجعلهم قادرين على التمييز بين العمل الجيد والرديء لم يكن مصادفة، وكانت سعادتي كبيرة حين علمت أنه ستكون للشقيري إطلالة جديدة عبر برنامج جديد في النصف الثاني من شهر رمضان لهذا العام.


بقي القول إنه لو خرج صاحب “خواطر” بآلاف الدنانير إزاء ما يقدم من متعة وفائدة لا حد لها لكنّا نحن الرابحين، أما لو كانت خواطر كسائر ما تبثه الفضائيات هذه الأيام لما كانت تساوي قشرة بطيخ. إن عالمنا العربي بحاجة إلى كفاءات بحجم الشقيري لجهده البارع في الإعداد وأسلوبه في التقديم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .