لا أعلم لماذا يهاجم الشيخ عادل الكلباني فقط لخروجه في مقطع لا يتعدى ثواني في دعاية للسياحة تخص بلده، ما هو الحرام أو الفعل الفاضح الذي قام به إمام المسجد الحرام؟! لماذا يصمم البعض على تأليه الغير، فإذا ما ظهر منهم ما لا يسرهم نعتوهم بأشد الألفاظ؟!

يعجبني الكلباني، هو بشر مثلي ومثلك، لكن الله آتاه علما في الدين كما آتى المهندس علما في الهندسة والطبيب علما في الطب، إذا هو إنسان مثله مثل أي إنسان آخر وأتته فرصة للخروج في إعلان بعائد مغر كما وصف، وقد شاهدت الإعلان ولا أجد في أمره شيئا، فما المشكلة في ذلك!

الحقيقة أننا لم نعتد الوضوح، وشخصية الكلباني واضحة وصريحة، هذا الوضوح يضع البعض في مأزق في عدد من النواحي، الرجل لم يدع قط المثالية ومعروف بفطنته وخفة دمه في تعليقاته، لكننا كما أسلفت ربطنا الدين بتعنت غير مفهوم، وكأن من الحرام أن يضحك رجل الدين أو أن يظهر في مقطع ترويجي لبلاده كما فعل الكلباني، هي بالضبط نفس الفكرة القديمة التي كانت ولا تزال سائدة في بعض المجتمعات حول الإعلام، خصوصا حول النساء العاملات في هذا القطاع، فيعتقد البعض أن من تظهر في الإعلام قد تكون لقمة سائغة أو أنها إنسانة مفرطة في دينها ولا تقوم بفروضها، وهذا أمر مهين وخال من الصحة تماما وفيه انتقاص كبير لا يرضى به أحد!

سموا الأمور بمسمياتها، ذلك أقوم وأوضح، ولا أرى أن الرجل أتى بمنكر أو فعل فاضح أو حرام، وعليه بالعافية لما تقاضاه من مبلغ مقابل هذا المشهد التمثيلي البسيط، الدين يُسر لكننا نحب التعقيد ونستميت في إخراج عيوب الآخرين وكأننا نملك الأرض والبشر، ونسينا أن الله يعلم السر وأخفى.