+A
A-

بكين توقع اتفاقاً أمنياً مع جزر سليمان.. لماذا تخيف واشنطن؟

تحققت مخاوف واشنطن أخيراً بعد تأكيد بكين توقيع اتفاق أمني واسع مع جزر سليمان الواقعة في المحيط الهادئ اليوم الثلاثاء، حيث تخشى حكومات غربية من أنه قد توفر تلك الاتفاقية للجيش الصيني موطئ قدم هناك.

فقد تحولت هذه الجزر في الفترة الأخيرة لساحة تنافس بين واشنطن وبكين، لكن ماذا نعرف عنها ولماذا تشكل هذه الأهمية لأميركا وحلفائها؟

 

 

انتشار أمني وعسكري للصين

ونبدأ من الاتفاقية الأمنية الموقعة اليوم، والتي قد تسمح للبحرية الصينية لرسو السفن الحربية في الجزر، ما جعل الولايات المتحدة وحلفاءها في أستراليا ونيوزيلندا في سباق دبلوماسي لوقفها.

وتنص الاتفاقية، وفق مسودة سربت على الإنترنت الشهر الماضي، على إجراءات تسمح بانتشار أمني وعسكري صيني في الجزيرة التي تشهد اضطرابات والواقعة في جنوب المحيط الهادئ، بحسب موقع "أكسيوس".

كذلك، تضمنت مقترحاً بأن "يمكن للصين، وفقا لحاجاتها وبموافقة جزر سليمان، إجراء زيارات للسفن والقيام بعمليات تموين لوجستية والتوقف والعبور في جزر سليمان".

ويمكن أيضاً وفق المسودة، لجزر سليمان أن تطلب من قوات الأمن الصينية إرساء "النظام الاجتماعي".

كما سيكون لبكين أيضا سلطة "حماية سلامة الموظفين الصينيين والمشاريع الكبرى" بمجرد وصولهم إلى الجزر.

 

سباق أميركي صيني

وكانت الجزيرة هادئة نسبياً قبل أن تصبح ساحة تنافس بين بكين وواشنطن، حيث قررت الأخيرة إرسال وفد رفيع المستوى من البيت الأبيض ووزارة الخارجية هذا الأسبوع إلى جزر سليمان.

في حين كان من المفترض أن يحاول المسؤولون الأميركيون بقيادة منسق البيت الأبيض لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، كورت كامبل، ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، دانييل كريتنبرينك، تغيير رأي رئيس وزراء جزر سليمان بشأن الاتفاقية.

يذكر أن الجزر أعلنت في مارس أن "مسؤولين من جزر سليمان وجمهورية الصين الشعبية وقعوا بالأحرف الأولى على بنود إطار تعاون أمني ثنائي بين البلدين".

يشار إلى أن القلق الأميركي تصاعد منذ تحويل الجزر ولاءها من تايوان إلى الصين عام 2019، لتزيد التباعد مع تسريب مسودة الاتفاقية الأمنية التي تمنح بكين موطئ قدم لبكين في المحيط الهادئ قريبا من أستراليا ونيوزلندا.

وتشكل جزر سليمان وهي أرخبيل في جنوب المحيط الهادئ يقل عدد سكانها عن 700 ألف نسمة بالإضافة إلى جزر فيجي وفانواتا وبابا غينيا الجديدة، مناطق استراتيجية مهمة في المحيطين الهادئ والهندي، تتسابق عليها كل من أميركا والصين للتوسع والتمدد فيها، لكن لحد الآن تدور هذه الجزر في فلك المحور الأميركي الأسترالي.