رصد 3 % من ميزانيات مؤسسات التعليم العالي للبحث العلمي
الجامعات البحرينية قادرة على توفير الكوادر المناسبة لسوق العمل بحلول 2030
أكد منتدون في جلسة حوارية نظمتها جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة البحرينية بعنوان “التعليم العالي وسوق العمل في البحرين حتى العام 2030” أن الجامعات ومؤسسات التعليم العالي البحرينية قادرة على تأهيل وتدريب الكوادر البشرية المناسبة لسوق العمل، بما يتماشى مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030.
وكانت الجلسة الحوارية برئاسة وزير العمل والشؤون الاجتماعية الأسبق رئيس الاتحاد العالمي لمنظمات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (اليونيسمو) عبدالنبي الشعلة، وبمشاركة كل من رئيس الجامعة الأهلية منصور العالي، رئيس جامعة البحرين للتكنولوجيا (UTB) حسن الملا، رئيس الجامعة الأميركية بمملكة البحرين سوزان ساكستون، رئيس الجامعة البريطانية في البحرين جولي كروس.
وركزت الجلسة على ربط مخرجات التعليم بسوق العمل ومتطلباتها المتجددة والمتغيرة منذ الآن وحتى العام 2030، وردم الهوة بين سوق العمل والجامعات، من أجل خلق تعاون مشترك يصب في صالح البحرين وسوق العمل وأصحاب الأعمال الذين يتطلعون إلى خريجين متميزين يلبون متطلبات سوق العمل والمؤسسات العاملة.
وشهدت الجلسة لقاء بين مسؤولي التعليم العالي وأرباب الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال لخلق بيئة تعاونية تسهم في رفد سوق العمل بما تحتاجه من خريجين أكفاء يأخذون على عاتقهم قيادة سوق العمل وقيادة المؤسسات العاملة في السوق مستقبلا وحتى العام 2030.
وقال الشعلة إنه عندما كان وزيرًا للعمل توصلوا إلى أن التعليم هو المسار الوحيد لانضمام جميع خريجي الجامعات والمؤسسات التعليمية إلى سوق العمل بنجاح.
وأشار إلى أن دور المؤسسات التعليمية يشهد تعاظما بمرور الوقت، وسوق العمل تصبح أكثر تعقيدًا وطلبًا يوميًا، إذ تشهد طلبًا متزايدًا على باحثين عن عمل من المتعلمين، كما أن هنالك حاجة لأصحاب المهارات والقدرات العالية.
ورأى أن التعليم يجب ألا يوفر فقط احتياجات سوق العمل، وإنما يجب أن يخلق فرص عمل وظيفية لخريجين قادرين على المساهمة في النمو الاقتصادي، وخلق مزيد من فرص العمل الوظيفية وتوفير مزيد من الباحثين عن فرص عمل لسوق العمل. وأن المطلوب هو تهيئة مؤسسات التعليم العالي والمعاهد للوفاء باحتياجات سوق العمل.
بدوره، أكد العالي أن الجامعات قادرة على تدريب وتأهيل الكوادر المناسبة لتنفيذ رؤية البحرين الاقتصادية 2030، إذ يتم تدريب الطلبة والخريجين على اكتساب مهارات مختلفة لتتماشى مع سوق العمل في العام 2030.
وأشار إلى أن هيئة التدريس في الجامعة الأهلية تضم أساتذة من خارج البحرين، وبرامجها التعليمية تستند إلى مقررات وكتب دراسية من جامعات عالمية منها هارفارد.
ورأى العالي أن من دون بحث علمي فإنه ليس هنالك مؤسسات تعليم عال حقيقة، لذا فإن الوقت قد حان لترصد الجامعات ومؤسسات التعليم العالي 3 % من ميزانياتها للبحث العلمي، مؤكدًا ضرورة زيادة إنفاق الدول على البحث العلمي المرتبط بسوق العمل لمزيد من تطورها.
واقترح أن يتم النظر في السياسات والتشريعات المعنية بمؤسسات التعليم العالي، بمراجعة حقيقية لهذه السياسات للمضي قدمًا، وهذا يتم القيام به في مجلس التعليم العالي برئاسة الشيخة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة الأمين العام للمجلس.
كما اقترح “ضرورة الاستفادة من التكنولوجيا التي أمامنا، فالكثير من الجامعات في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية انتقلت إلى التعليم عن بعد، ومن هذه الزاوية وفرت الكثير من الخيارات أمام الأفراد”.
إلى ذلك، أشارت رئيس الجامعة الأميركية بالبحرين سوزان ساكستون إلى وجود فارق ما بين التعليم في الفصول الدراسية وتعليم القوى العاملة والموظفين، مؤكدة حاجة الموظفين إلى التدريب واكتساب المهارات.
مهارة التعلم والتحليل
وذكرت أن الطلبة بحاجة لاكتساب مهارة كيفية التعلم على الدوام، إذ إن طلبة السنة الدراسية الأولى أمامهم 4 أعوام لاكتساب المهارات، وقد جاءت جائحة كورونا وغيرت الكثير من الأمور في العالم، مؤكدة أن الجامعة تعمل على محاولة اكتساب الطلبة مهارة التعلم والتحليل.
من جانبه، قال رئيس جامعة البحرين للتكنولوجيا (UTB) حسن الملا إن سوق العمل تشهد تغيرات كبيرة، وتعمل مؤسسات التعليم العالي على مواكبة سوق العمل، وسد الفجوة بين ما تحتاجه سوق العمل والعمالة.
ورأى أن التحدي الأكبر أمام الجامعات هو مقدرتها على تخريج طلبة قادرين على مواصلة التعلم لحل المشكلات التي يواجهونها.
واستعرض الملا نتائج استبانة في الولايات المتحدة، إذ يرى 96 % من الأساتذة الجامعيين والأكاديميين في الجامعات أنهم قاموا بعمل جيد في تأهيل وتعليم طلبة مناسبين لسوق العمل، في حين يرى أقل 40 % من الطلبة أن لديهم المهارات اللازمة للعمل بكفاءة وريادة الأعمال، إلا أنه فقط 11 % من أصحاب وأرباب الأعمال يرون أن باستطاعتهم إيجاد الأشخاص المناسبين للأعمال من الخريجين، و98 % من الأعمال ترى أنها لا تنال ما تريده من الخريجين المناسبين للأعمال.
ورأى أن الحل لهذه المسألة أولا أن تكون الجامعات أقرب إلى الأعمال، ثانيًا أن يتم النظر في البرامج ومن هم المتلقون لها، والابتعاد عن المحاضرات واعتماد طرق جديدة للتعليم.
ورأى ضرورة أن يعمل الأساتذة الجامعيون والأكاديميون لفترة في القطاع، على سبيل المثال المهندسون يعملون في قطاع النفط والغاز وبالتالي يكونون على معرفة بالتحديات في سوق العمل. ورأى أن دور الجامعات هي خلق أفكار جديدة لسوق العمل وليس فقط مواصلة تزويد سوق العمل بما يحتاج إليه، ولتنفيذ ذلك لابد من توفير منصة يتم فيها تسجيل المشروعات.
وأشار إلى تنفيذ تجربة بإنشاء موقع إلكتروني تستطيع من خلاله الجامعات نشر ما يحتاج إليه رواد الأعمال لتنفيذ مشروعات، والجامعات تعمل على تنفيذ ذلك من خلال مشروعات الطلبة، ثم يتم عرضها ويكتسب الطلبة مهارات.
إلى ذلك، قالت رئيس الجامعة البريطانية في البحرين جولي كروس، إن جائحة كورونا في بريطانيا عملت على تغيير الكثير.
ولفتت إلى أن 60 % من الوظائف الحالية ستختفي من سوق العمل بعد 10 أعوام وسيتم استبدالها بوظائف أخرى.
جاء ذلك في الغبقة السنوية التي نظمتها جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة البحرينية برعاية وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان، أمس الأول، والتي شهدت حضور كبار المسؤولين والسفراء من الدول الصديقة ووزير العمل الأسبق عبدالنبي الشعلة، والرئيس الفخري للجمعية جواد الحواج. وبدأت الغبقة بكلمة افتتاحية ألقاها رئيس الجمعية عبدالحسن الديري، أعرب فيها عن سعادته بالترحيب بالحضور في هذه الأمسية الجميلة بعد انقطاع دام سنتين بعد طول جائحة كورونا (كوفيد 19) المريرة التي أثرت على كل العالم بجميع بقاع العالم والبحرين من ضمن الدول التي تأثرت بذلك، ولكن بفضل جهود القيادة بحكمة جلالة الملك وقيادة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الحكيمة منذ البداية لهذه الجائحة، استطاعت البحرين أن تمر بسلام وأن تطوي هذه الصفحة وبلا عودة.
الاحتفال باليوبيل الفضي
وتوجه الديري بالشكر والتقدير لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية وجميع الطاقم لدعمهم الدائم للجمعية، التي سوف تحتفل العام المقبل بمرور 25 عامًا على تأسيسها (اليوبيل الفضي).
وذكر أنه سيتم هذا العام الاحتفال بالمؤتمر السنوي العاشر لليوم العالمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، الذي بدأ في العام 2010 وبدعم من عبدالنبي الشعلة، وقد اتخذت منظمة الأمم المتحدة يومًا عالميًا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في يوم 27 يونيو كل عام بدءًا من العام 2017.
وتضمنت فعاليات الغبقة تقديم هدية تذكارية إلى وزير العمل والتنمية الاجتماعية، وتكريم نخبة من الداعمين للجمعية ومنحهم العضوية الفخرية للجمعية، وهم: عضو مجلس الشورى درويش المناعي، رجل الأعمال فؤاد شويطر، لما لهما من دور بارز في دعم عمل الجمعية طوال السنين السابقة.