تشرفت كغيري بأن أكون ضمن وفد أهالي المحافظة الشمالية في لقاء جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، في قصر الصخير العامر، وذلك في إطار عادة جلالته السنوية بالالتقاء بجميع أهالي محافظات المملكة خلال شهر رمضان المبارك.
وكما كان متوقعًا فإن اللقاء كان حميميا جدًا كعادة جلالته في جميع مجالسه، فالابتسامة لا تفارق محياه لكل الحضور، ويتبادل جلالته مع الجميع الأحاديث بكل محبة، فجلالته يملك كاريزما مميزة قل ما تجدها في قادة الدول، ويؤمن إيمانًا قويًا بأن المواطن هو الأغلى، وأن حماية مصالحه وحقوقه شغله الشاغل.
كلمة جلالته كانت شاملة، ولامس العديد من المواضيع المهمة على الساحة المحلية والإقليمية والدولية، إذ شدد في كلمته على ضرورة السماح بتأدية الفروض بأمن واطمئنان للجميع في القدس الشريف احتراما لقدسية بيوت الله، ومن منطلق احترام جميع الأديان بهذه الأرض المقدسة، والعيش بتسامح ووئام وسلام، مؤكدًا جلالته أنه لا حل للصراع الفلسطيني إلا بقيام الدولتين وفق خطة المبادرة العربية.
وفي الشأن المحلي أثنى جلالته على عزيمة أبناء البحرين الأبرار وخطواتهم الواثقة نحو غدهم المشرق، والعودة الجميلة لصور الحياة التي عهدناها في التقارب والتواصل، ورفع راية الوطن الغالي، مجددًا جلالته الشكر والامتنان لكل جهد مخلص يمثل صمام أمان للمجتمع البحريني وقيمه، والذي يقف متأهبًا ومستعدا لحماية سلامة ووحدة الوطن.
شخصيًا أنتظر هذه المناسبة السنوية ببالغ اللهفة والاشتياق للقاء جلالته في قصره العامر وفي هذه الليالي المباركة من ليالي القدر، وما يميز هذا اللقاء الأبوي هو التشكيلة الرائعة للوفد الزائر، فنراه مزيجا من جميع مكونات الشعب ومن مختلف الأطياف والتخصصات والدرجات.
اللهم آمنا في أوطاننا وأدم نعمة الأمن والأمان في بلادنا وبلاد المسلمين، واكفنا شر الحسد والفتن.
أسأل الله أن يجنب بحريننا وأهلها مكر الماكرين وعبث المفسدين، وأدعو الله عز وجل أن يسبغ على جلالتكم ثياب الصحة والعافية، وكل عام وجلالتكم بألف خير.