العدد 4944
الخميس 28 أبريل 2022
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
هل عيد اليوم شبيه بعيد الأمس؟!
الخميس 28 أبريل 2022

شارف رمضان على الانتهاء بسرعة البرق، تاركاً في القلب شوقا لأيامه ولياليه الروحانية الإيمانية المباركة، وعاد العيد لنعيش لحظاته فرحة وتقاربا بين الأهل والأحبة، لكن هل عيد اليوم شبيه بعيد الأمس؟ هل نتحراه بلهفة الطفولة؟ ترى ما الأسباب التي استطاعت أن تغير لحظات جميلة كانت تخطف النوم من أعيننا فرحة بقدومها؟
كبرنا وتعرت الأيام أمامنا ليظهر منها ما لم تستوعبه طفولتنا، وأصبحنا ندرك ما معنى أن يختلط الحزن مع فرحة العيد ونحن بعيدون عن أحبة أرواحهم صعدت إلى السماء، كما أصبحنا ندرك اليوم معنى الموت وويلات الحرب والمرض، لقد اقتحمت الأحزان والآلام الحياة، فكيف تتعمق بنا مشاعر الفرحة واللهفة للعيد؟!
ظروف شردت الأذهان ورسمت ابتسامة مصطنعة، أينما تولي وجهك ترى أمة المليار تعاني الأسى والظلم والاضطهاد، عالم معتل بويلات أفقدته جماله، اعتل بعد موت الضمائر وانتكاس موازين الإنسانية، عالم انحدرت فيه مفاهيم الحب والسلام، لتحصرنا النزاعات والحروب، فهناك من يشرع الفوضى ويدس سمومه لإيقاع البشرية ونشر الفرقة والفساد لجر مجتمعاتنا للظلام، للأسف تحول الكثير منا إلى أعداء يكيلون لبعضهم البعض الحقد والضغينة، تفرقنا حتى ونحن إخوة.
“عيد بأية حال عدت يا عيد”، عبارة نرددها اليوم، لكن ستبقى الإرادة والأمل والعزيمة في البحث عن بارقة أمل لمحوها، فلنتعلم ونعتبر ونضع الأمور في موازينها، فلابد أن ننقي القلوب ونصفي النفوس، ونودع سوء الخلق ونرمم الشروخ، فالعيد فرصة للتقارب والمحبة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية