العدد 4946
السبت 30 أبريل 2022
banner
كُن سعيدًا
السبت 30 أبريل 2022

يختلف منظور ومفهوم السعادة من إنسان لآخر، والسعادة شعور يتولد للفرد لفترة يُحددها سبب تلك السعادة؛ ثم يغادر، ويأتي سبب آخر يقلب السعادة غمًا وحزنا؛ وقد يأتي لاحقًا سبب آخر يجعله سعيدًا، فالسعادة تختلف لاختلاف حياة الأشخاص وطباعهم واتجاهاتهم وطريقة حياتهم وبيئتهم وثقافتهم، لذا، فالسعادة شعور نسبي يختلف باختلاف قدرات الفرد وإمكاناته ودوافعه وطريقة حياته، وتختلف السعادة وفقًا للمكان الذي يعيش فيه، فالمكان المُشبع بالإبداع الخالي من التلوث البيئي والفكري والاستلاب المادي تتوفر فيه السعادة أكثر من غيره.
فالمال يأتي ويذهب، وكذلك الممتلكات والمنصب والبنين والبنات وغيرها من ملذات الدنيا، وتبقى للإنسان المنفعة الحقيقية في الرضا والقناعة بكل ما هو جميل في الحياة وبعيد عن همومها ومثيراتها الصاخبة، وهي أشياء لا يمكن رؤيتها ولا لمسها بل متواجدة في الفرد الذي يعيش بمحيطها، تجعله فرحًا ومُبتهجًا ومُقبلًا على الحياة بسلوكه الإنساني والمعرفي والاجتماعي.
ليس للسعادة ترتيب إداري ولا معيار للقياس، ولا تنظيم يُبلور بالأمزجة، فذلك يُقلل أهميتها وحقيقتها، وهي ليست سلعة تباع وتُصاغ بابتسامة خادعة أو رصيد مادي مُنتفخ، ولا بعلاقات اجتماعية مُزيفة، نكون سعداء بكل يوم نعيشه بأمل جديد وعمل جديد، ونعيش الحياة دون أن ننظر للوراء إلا للذكريات السعيدة. ومن مُفردات السعادة (الإيمان، العِلم، الصبر، الشكر، العقل، النزاهة، الإخلاص، التفاؤل بالخير، العدل في الحياة، الرضا، الرأفة، الزهد، التواضع، التؤدة في الأمور، الحُلم، الرحمة، اليقين، الصفح، التواصل، القناعة، المواساة، المودة، الوفاء، الطاعة، المعرفة، المداراة، الكتمان، البِرّ، المعروف، التقى، الحياء، القصد، العافية، الوقار، الحكمة، الألفة، الفرح، السخاء، صون الحديث، الاستغفار، الكياسة والتسامح)، فمن كانت لديه بعضها فهو سعيد في حياته. 
على الإنسان أن يبحث عن السعادة في داخله، مع ذاته وأسرته، مع أصدقائه ومجتمعه، ويمكن قياس سعادة الشعوب بجودة المعيشة والعدالة في الحياة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .