العدد 4947
الأحد 01 مايو 2022
banner
وماذا بعد رمضان
الأحد 01 مايو 2022

يوم غد يحل علينا عيد الفطر السعيد الذي ينتظره المسلمون على أحر من الجمر، إذ يعتبر جائزة صيام شهر كامل، وهو شهر رمضان المبارك، إذ يفرح المسلمون في صبيحة العيد بأنهم أتموا عبادة الشهر الكريم، من صيامٍ، وصلاةٍ، وصدقاتٍ على أكمل وجه، وبما يرضي الله تعالى.
وشهر رمضان الكريم هذا العام مثل كل عام مر سريعًا كسرعة البرق، لكن كان مختلفًا بسبب عودة الحياة إلى طبيعتها بعد أكثر من عامين بسبب وباء كوفيد 19، ومما لا شك فيه أن عددا كبيرا من أصحاب المجالس الرمضانية تحفظوا على فتح مجالسهم حرصا على عمل كل ما هو صحيح وعقلاني في سبيل الحفاظ على الأرواح البشرية، وفي المقابل، قام البعض الآخر بفتح مجالسهم الخاصة وبتحفظ للحد من عدد الزوار، ولم يكن الحضور في تلك المجالس كثيفًا من وجهة نظري، ما أعتبره شخصيًا من الحكمة والعقلانية من قبل أصحاب المجالس ومرتاديها، وفي المقابل، قامت المؤسسات الخاصة من بنوك وشركات وغيرها بتنظيم غبقاتها الرمضانية لموظفيها، ما أعطى روحًا جميلة بعد فترة انقطاع تجاوزت العامين، ولا شك أن الموظفين كانوا متلهفين لمثل هذه اللقاءات التي تؤثر إيجابًا في تحسين الأداء الوظيفي من خلال خلق روح الفريق الواحد.
لا أدري إذا كان المهنئون بالعيد يتقبلون فكرة وضع زجاجات التعقيم في مجالسنا، وعدم التقبيل في هذا العيد على أقل تقدير، لأن التقارير الصحية اليومية تظهر أن الحالات القائمة مازالت مستمرة وإن قلت كثيرًا، وكما يقولون الوقاية خير من العلاج. أتمنى أن يأتي عيد هذا العام بممارسات جديدة، وأن نستفيد من الدروس والعبر، وأن تبقى تجمعاتنا العائلية مستمرة للمحافظة على مبدأ صلة الرحم وضرورة زرع هذه الثقافة في أبنائنا من هذا الجيل الذي يفتقدها مع الأسف الشديد! ما هو مطلوب الآن العودة إلى تلك التجمعات العائلية التي تعزز العلاقات بين أفرادها والتي بلا شك تأثرت كثيرًا.. أنا لا أتكلم عن الأنشطة الاجتماعية فحسب، بل الرياضية والثقافية والعلمية وغيرها.
لا شك أن ما هو أهم هو إصلاح أنفسنا قبل كل شيء والعمل على تثقيف أرواحنا والالتزام بالقيم والأخلاق والإخلاص والحب والاحترام والصدق والمعاملة الحسنة، فالكثير منا يلتزم ويخشى أن يقع في المحظور خلال شهر رمضان فحسب! وبعد نهاية الشهر الفضيل نجده يضرب كل تلك القيم والأخلاق عرض الحائط وكأنها عملت فقط لشهر واحد من السنة !
يا رب، اجعل وطني آمناً مستقراً وسائر بلاد المسلمين، واهدنا لما تحبه وترضاه. وكل عام والجميع بألف خير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية