العدد 4950
الأربعاء 04 مايو 2022
banner
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
الأربعاء 04 مايو 2022

نعم يعود علينا العيد بعد انقضاء شهر عشنا فيه الروحانية والعبادة واستشعار نعم الله علينا، كان لنا موعد مع الفرح بإكمال الصيام والقيام والعبادة، حيث التفاؤل بكل جميل، فها هي أيام شهر الصيام انتهت وأقبل علينا عيد الفطر المبارك، وقد أتى هذا العيد كي يدخل السعادة إلى قلوب المسلمين بعد أدائهم فرائض الله، واجتهادهم في الصيام، عيدنا هذا العام مُختلف، فيه من الفرح وفيه من الحزن.
يحلَّ عيد الفطر المبارك، ونحن في اشتياق تام لصور وأصوات غابت، لقد أتى رمضان والآن العيد دون ابتسامة وصوت ودعوات وملامح أبي، اللهم ارحم ابتسامته التي لم تختف من ذاكرتي وصوته الذي لم يفارق مسامعي وملامحه المرسومة بقلبي، اللهم ارحم من كان ينتظر معنا بشوق ليالي رمضان والعيد، والآن ينتظر منا الدعاء، يا رب اجمعنا معه في جنتك.
ويعود العيد محملاً بالفرح بإكمال الشهر، مستشعرين قول الله تعالى "وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (البقرة 185)، نعم جاء العيد ويعبر على مسامعنا قول شاعرنا المتنبي: عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ.. بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ، حيث يخاطب المتنبي العيد متسائلًا عن الحالة التي عاد فيها، ويستفهم إن كان هذا العيد قد جاء بأمر جديد مختلف عما مضى وسبق، أم أنه جاء بالهموم والمتاعب التي اعتاد عليها المتنبي من قبل. 
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ... فَلَيتَ دونَكَ بِيدًا دونَهَا بِيدُ، ويتأسف المتنبي على بعد أحبته عنه، نعم بعد الأحبة وفقدهم مُتعب ومؤلم، ولكن تجمعنا الذكرى والحنين لهم مع كل فرحة تكون لنا في الحياة، وتستمر عجلة الحياة، لذا ينبغي أن لا تمر أيام العيد دون فرح، لنسعد ونبتهج بهذا العيد وندعوا الله ونتقرب منه بأن يحفظنا من كل مكروه ودولنا، وأن نكبر ونهلل، نعم كبر المسلمون ربهم في هذا العيد تعظيماً وشكراً لله الذي هداهم للدين، وبلّغهم هذا الشهر، وأكمل لهم العدة، ووفقهم لأداء ما كتب عليهم من صوم، وكذلك كان إظهار الفرح والسرور والتهنئة بالعيد، وهناك فرصة كبيرة لعمل الخير، فمهما كبرنا، ومهما تعدّدت وكثرت مشاغلنا، وأخذتنا وباعدت بيننا الأيام والليالي، سيظلّ عيد الفطر رمزاً للفرح، وشاهداً على عبادة أروع الشهور وأكرمها، وختام المسك والعنبر لشهر القرآن الكريم، ففي عيد الفطر آلاف العبر والحكم والمواعظ، وفيه من الروعة والسحر ما يتركنا شاكرين لعظمة الخالق سبحانه، لنطلب منه وندعوه أن يديم علينا العيد ويعيده أعواماً عديدة، ولا يحرمنا الأجر والثواب والفرح به، وأن لا يموت الانتظار الطفولي ولهفتنا له.
نداء من القلب في هذا العيد وبعد تلك الأحوال التي مرت بنا، علينا بالكلمة الطيبة فهي أجمل الهدايا وأقلها سعراً، الكلمة الطيبة ليست سهماً، لكنها تخرق القلب، وندعوا لمن بعدوا عنّا وغيبهم الموت بأن يكون عيدهم بالجنة بإذن الله أجمل ويجعل قبورهم روضة من رياض الجنة.

ختاما
نقدم التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وكل حكام الخليج وجميع الأمة الإسلامية والعربية بمناسبة عيد الفطر المبارك، ونبتهل إلى الله بأن يحفظ دولنا من كل مكروه وأن يحقق السلام والأمن والاستقرار لها، وكل عام والجميع بخير ونكرر "دمت يا خليجنا شامخا".

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .