العدد 4954
الأحد 08 مايو 2022
banner
محتوى المشاهير
الأحد 08 مايو 2022

من الجميل جداً أن يحظى بعض مشاهير “السوشال ميديا” بشعبية كبيرة، خصوصا بين الصغار والكبار، وهو قبول وتوفيق من الله سبحانه وتعالى أولاً، ثم بفضل تميزهم عن الآخرين، وليس من سبب بحد ذاته يجعل الفرد ناجحاً ومشهوراً، فقد تعددت الأسباب والشهرة واحدة، وهو ما يبدو جلياً في قياسات الرأي العام مثلاً، فمن الممكن جداً، بل وفي الكثير من الأحيان، أن يؤدي سبب ما إلى الإجماع العام أو إجماع الأغلبية حتى وإن لم يكن سبباً منطقياً أو بديهياً، وفي ذلك يحتار المتخصصون، لكنه الحاصل بالفعل على أية حال!
ومن الضروري جداً لمن حباه الله بهذه النعمة وهذا القبول، أن يحمل على عاتقه رسالة يؤديها لمجتمعه وسائر المجتمعات التي تهتم بمتابعته، ومنها الالتزام - على أقل تقدير - بأدنى مستويات الآداب والاحترام ما بين الأفراد؛ كاحترام الصغير للكبير، ولمن هو أعلى شأناً ومقاماً ومنزلةً أسرياً واجتماعياً، ومراعاة الكبير للصغير لاعتبارات صغر السن وما إلى ذلك من أخلاقيات تربينا عليها وأصبحت تميزنا كمجتمعات عربية إسلامية، وهي أخلاقيات وآداب ينبغي ألا يحاد عنها، خصوصاً لمن يعرف حق المعرفة أن متابعيه ليسوا من الكبار فقط، بل من صغار السن، ممن لم تتشكل شخصياتهم بعد؛ فهم في سن يعشقونه فيه تقليد من يحبون دون تفكير، وبالتالي فهم بأمس الحاجة إلى تطويع للسلوك وتعريف وتهذيب.
هذه دعوة لكل مشهور من مشاهير “السوشال ميديا” على ألا يجعل زيادة المتابعين همه الأول، وأن يرسم له قواعد أساسية وآدابا محددة يتزن في اتباعها، وأن يضع نصب عينيه العدد الهائل من الأبناء ممن يتابعونه ويتأثرون بكلامه وسلوكياته، وألا يكون هدفه الإضحاك وزيادة المتابعين فقط، بل أسمى من ذلك بكثير، في وقت يبدو فيه أن محتوى وسائل التواصل الاجتماعي قد خرج بشكل مريب عن الوضع الطبيعي والصحي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .