العدد 4957
الأربعاء 11 مايو 2022
banner
إن بعض الظن إثم
الأربعاء 11 مايو 2022

وردتني من أحد الأقارب خاطرة رائعة، تفاعلت كثيرًا معها وقررت أن أعمم المعلومة على قائمتي في وسائل التواصل الاجتماعي، كما قررت من خلال مقالي هذا أن أشارك القراء هذه الخاطرة لتعم الفائدة، وهذه نص الخاطرة “بسبب سوء الظن كرهنا بعضنا وقل لقاؤنا وقطعنا رحمنا، أنا أقول (٥+٥=١٠) وأنت تقول (٦+٤=١٠) وهو يقول (٣+7=١٠)، الجميع صح لكن بطرق مختلفة، إذا خالفتك لا يعني أنني على خطأ أو أنك على خطأ، اختلاف وجهة نظر فقط، والاحترام والتقدير واجب، والنتيجة واحدة، معظم مشاكلنا مع أحبابنا تقع لسببين :مقصود لم يُفهم، أو مفهوم لم يُقصد، والحل بخطوتين :استفسر عن قصده، وأحسن الظن به، وقد ذكر الله هذا الحل في سورة الحجرات: “فتبينوا أن تُصيبوا قوماً بجهالة فتُصبحوا على ما فعلتم نادمين”، “يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً منَ الظن إنَّ بعض الظنِ إثم”، والمعنى والخلاصة من ذلك: “إذا خانني التعبير، فلا يخونك التفسير، اليوم نصلي مع بعض، وغدا نصلي على بعض، وليس في الدنيا ما يستحق أن نختلف عليه”.
أنا على يقين بأن الخاطرة أعلاه إذا تمعنا فيها جيداً حتما سنجد حلولًا للكثير من مشاكلنا وخلافاتنا التي هي أصلًا لا تعد من الأساس مشكلة، إنما سوء فهم أو قصد ليس إلا، أجزم أننا جميعاً نعاني من هذا الأمر ليس في محيط العائلة فحسب، بل مع الأصدقاء وزملاء العمل، وكلي أمل أن نتعظ من الآيات والأحاديث في معالجة الكثير من الخلافات التي عصفت بنا وقطعت علاقاتنا وصلة الرحم.
أحد الأشخاص وبعد أن قرأ مقالي السابق عن قرار إدارة نادي بلاكبيرن الإنجليزي بإقامة صلاة العيد في ملعب النادي، حيث كتبت إشادة بهذا الموقف الشجاع، تفاجأت بأن هذا الشخص قام بتوبيخي بأشد العبارات، بالله عليكم هل يعقل هذا الأمر؟ لكن لابد هنا أن لا ننسى ما أمرنا الله به، وهو الابتعاد عن سوء الظن والتفكير دائمًا بشكل إيجابي، لأن إساءة الظن بالآخرين والشك فيهم سيجلب الكثير من المشاكل والخصومة بين الناس، لهذا يجب التماس الأعذار دائما. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية