بعد أن انتهى دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الخامس لمجلس النواب، وبعيدا عن المجاملة التي لا تسمن ولا تغني من جوع فيما يخص أداء أعضاء المجلس المنتهية مدته، هدفنا الأول والأخير من كتابة هذه السطور هو المحافظة على سمعة مجلس النواب، والسعي قدر المستطاع لتطوير أداء أعضائه لينتقل لمرحلة جديدة تتماشى مع المكانة الدولية الرفيعة التي تحتلها المملكة، وتحقيق طموحات وتطلعات شعبها، وسيظل شغلنا الشاغل التركيز على رفاهية المواطن البحريني والسعي لتوفير الحياة الكريمة له ولأفراد أسرته، مع ذلك جعل تجربتنا البرلمانية أكثر ثراء وقوة ومتانة وصلابة، وإنقاذها من الضعف الذي تمر به ومحاولة توصيلها إلى المستوى الرفيع الذي من خلاله نستطيع التفاخر بها بين شعوب الأرض قاطبة.
في سياق الحديث نسمع ونقرأ تصريحات للنواب عبر الصحافة المحلية ومنصات التواصل الاجتماعي عن تحقيق إنجازات خلال المجلس الأخير، وبدورنا نقول “أكيد.. يبه ما يمدح السوق إلا من ربح فيه”، هنا من حق المواطن أن يسأل أين هي تلك الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع واستفاد منها وأنتم اليوم تتحدثون عنها بكل فخر واعتزاز “شاهر ظاهر”، خصوصا التي تهم معيشته اليومية مباشرة، والتي أصبحت “هم وغم” بالنسبة له ويبحث عن مخرج لما يئن منه من ضوائق مالية، ماذا أنجزتم له طيلة الأربع سنوات الماضية؟
كمراقب لأداء الكثير من النواب لم أسمع منهم إلا ازدياد الظواهر الصوتية “على ماميش” والاستعراضات “المغززة” كدعاية انتخابية “وتفقع لعيون، والواحد منهم تتنافض وتتراعد عافيته ويتلفت من الخوف، وكأن واحد لاحقه ولا تدري أشيّبي يقول”، وبالتالي لا تعدو كونها جعجعة تحت قبة البرلمان دون طحن يذكر، إضافة إلى ذلك، هناك نواب “لا حس ولا نس لهم، وجودهم كعدمه، ولا كأنهم نواب في المجلس، وطول الوقت يالسين على وضعية الصامت، برو برو بيو بيو، مع الخيل يا شقره”، والأدهى من ذلك يتباهون بإنجازاتهم من خلال وجودهم في المجلس. وعساكم عالقوة.