العدد 4959
الجمعة 13 مايو 2022
banner
الاتجاه المتسارع نحو تحديد المصير داخليًّا وخارجيًّا (2)
الجمعة 13 مايو 2022

لقد وصل تراكم التناقضات حده داخل نظام الملالي، وتسعى وسائل الإعلام وخبراء هذا النظام الفاشي إلى إنقاذه، من خلال التستر على التناقضات؛ إلى درجة أنهم يعترفون بأن الفقر يُعتبر “سياسة” لممارسة السيادة والحفاظ عليها راسخة، ومن أوجُه ذلك: “إفقار المواطنين وتسييس الفقر، وتوسيع نفوذ الحكومة، وهو الأمر الذي تم تبنيه على مدى العقود الأربعة الماضية، وانتشر الفقر، في الوقت نفسه، وازدادت أشكال المعاناة اليومية للمواطنين لدرجة أنه لم تعد لديهم الفرصة للوقوف على أداء الحكومة ودراسته وانتقاده”. (صحيفة “جهان صنعت” الحكومية، 7 مايو 2022).
وتكون جميع القضايا السياسة والاقتصادية، في مثل هذه الحالة، مثل الشبكة المعقدة، والحقيقة هي أن مؤسسي السياسة والاقتصاد يلعبون بأنفسهم الدور الرئيسي في السماح بظهور الأزمة وتفاقمها، وتشير وسيلة الإعلام الحكومية المذكورة إلى أن “التضخم مُوجَّه”، وأن الشبكة المعقدة لـ “العملة التفضيلية” تنطوي على مثل هذا النوع من سير العمل داخل السلطة، (وبطبيعة الحال لم تُشر وسائل الإعلام الحكومية على الإطلاق، في سياق ثابت، إلى مصدر هذا الفساد المتجذر في مقر خامنئي والمؤسسات التابعة له)، والدليل على ذلك هو أن “الحكومة تقضي على الاقتصاد بدلًا من النهوض به... إلخ. إذ نجد أن العملة التفضيلية أصبحت أداةً في يد الجماعات المنتفعة بدلًا من أن تكون وسيلة للسيطرة على التضخم وإدارة سوق الصرف الأجنبي، لكي يتسنى لهم بهذه الطريقة توفير التربح الريعي الفلكي لأنفسهم وللمؤسسات التابعة لهم، كما تشير الإحصاءات والأدلة إلى التربح الريعي بالمليارات منذ تخصيص هذه العملة”.
“ومنذ تولي حكومة إبراهيم رئيسي، وصل سعر المواد الاستهلاكية الأساسية، خلال الفترة المذكورة، إلى ضعف سعرها الأصلي عدة مرات، وتعجز العديد من مجموعات أصحاب الدخل عن شراء بعض المواد الغذائية، من قبيل اللحوم والأرز، وانحدرت الطبقات المتوسطة أيضًا نحو مستنقع الطبقات الفقيرة”. (صحيفة “جهان صنعت” الحكومية)، ويتمثل جزء من ذلك التناقض الطافح والذي تجاوز الحد في السياسة والاقتصاد تحت وطأة سلطة نظام الملالي في أن الاقتصاد الإيراني يرمي إلى الحفاظ على نظام الملالي الفاشي، ويتماشى مع القوات العميلة لهذا النظام، ولا يرمي إلى تلبية احتياجات الإيرانيين. 
لهذا السبب، عندما تدرس أية قضية أو أمر حقيقي بدءًا من خميني وصولًا إلى خامنئي تدرك أن المصالح الوطنية لإيران ومصالح المواطنين تتعارض مع مصالح نظام الملالي. “مجاهدين”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .