+A
A-

البحريـن والإمـارات... علاقات مزدهرة ومصيـر مشترك

ترتبط دولة الإمارات مع مملكة البحرين بعلاقات تاريخية تمتد جذورها لعقود طويلة، ساعد في نموها وتطورها الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بين البلدين وإن الأخبار والبيانات المفتوحة التي تتحدث عن حجم العلاقة الثنائية بين مملكة البحرين ودولة الامارات العربية الشقيقة هي بلا أدنى شك قاعدة خلقتها الروح الأخوية التاريخية حيث تعد تبيانا وانعكاسا للصورة المثلى في العلاقات ما بين الدول تتوج حاضرها ومستقبلها مبادئ المصير الواحد، والتي تزداد صلابة على مر الأيام وتسهم في بناء صرح متكامل ونموذجي من العلاقات المتميزة بين البلدين.
شهدت العلاقات البحرينية الإماراتية مرحلة متميزة من التقارب والتكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني والإعلامي والثقافي، تعززت برؤية قيادة البلدين الشقيقين والزيارات المتبادلة، التي ساهمت في تميز العلاقات بين مملكة البحرين ودولة الامارات العربية الشقيقة، ما يجمع  عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، من علاقات المحبة مع أخيه المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وإخوانه قادة دولة الإمارات، مما جعل العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين تأخذ أفاقًا أوسع تحقق المصالح المشتركة وتلبي تطلعات البلدين والشعبين الشقيقين.


اتحاد الأخوة
اتخذت علاقة البلدين في عام 2000 أبعادا جديدة وآفاقا رحبة على كافة المستويات، ونشأ عن ذلك تشكيل اللجنة العليا المشتركة بينهما، وعلى أثرها وقّع البلدان الشقيقان خلال السنوات الأخيرة العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات عدة، أبرزها استكشاف واستخدام الفضاء للأغراض السلمية، وبروتوكول تعاون في البحوث والتراث، ومذكرة تفاهم في مجالات الثقافة ودعم الشباب، ومذكرة تفاهم المؤهلات وضمان الجودة، ومذكرة تفاهم في المجال الزراعي والثروات المائية الحية.
وتتميز المسيرة بين البلدين بتنوع أطرها واتجاهاتها، لتشمل مجالات التربية والتعليم العالي، والعمل وتنمية الموارد البشرية، والصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والصحة، الطاقة، النقل والمواصلات والخدمات اللوجستية، التجارة، الاستثمار، أسواق الأوراق المالية، الأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي، والتعاون البيئي بشأن تغير المناخ، إضافة إلى الشراكة القائمة بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والسياحية والإعلامية والاجتماعية، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال الاتفاقيات الموقعة في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
تلاحم الاقتصادي
تشهد العلاقات الاقتصادية الثنائية تطوراً ملحوظاً في مجالات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة والتعاون في قطاعات المال والأعمال والسياحة والنفط والطاقة، في ظل تبادل الزيارات الرسمية بين البلدين على أعلى المستويات، والوفود التجارية والاستثمارية، وإقامة المؤتمرات الاقتصادية والمعارض التجارية المشتركة، واكتسبت تلك العلاقات تطوراً ملحوظاً خلال العهد الزاهر لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين، في إطار العلاقات الأخوية الحميمة التي تربطه بالقيادة السياسية الإماراتية ويمثل التعاون الاقتصادي واتفاقيات التفاهم والتعاون التي تربط البلدين ملمحاً مهماً في مسيرة العلاقات المزدهرة بينهما وعلى الرغم من تعدد وتنوع مجالات العلاقات بين البلدين بشكل عام، حيث حجم التبادل التجاري بحسب وزارة المالية الإماراتية  2.47 مليار دولار منها 618 مليوناً صادرات بحرينية وإن عدد المستثمرين البحرينيين في الشركات المساهمة العامة المسجلة لدى هيئة الأوراق المالية والسلع بلغ 13 ألفاً و978 مستثمراً بحرينياً في حين يبلغ عدد رخص الأنشطة الاقتصادية الممنوحة للمواطنين البحرينيين في الإمارات نحو 331 رخصة.
كما أن صفقات العقارات في دولة الامارات العربية الشقيقة واصلت تسجيل معدلات أداء جيد مستقطبة المزيد من المستثمرين البحرينيين الراغبين بدخول السوق العقاري الإماراتية، وبلغت قيمة الصفقات العقارية للمواطنين البحرينيين في الإمارات خلال العام 2020 أكثر من 228 مليون درهم في حين بلغ عدد مالكي العقارات من المواطنين البحرينيين في الإمارات 237 مواطناً بحرينياً ما يجسد قوة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ويعزز مسيرة التنمية المستدامة في البلدين.
وتثمن مملكة البحرين المواقف الإماراتية المشرفة في دعم مسيرتها الاقتصادية، من خلال مساهمة صندوق أبوظبي للتنمية وحكومة أبوظبي في تنفيذ 26 مشروعًا تنمويًا واستثماريًا في مملكة البحرين منذ عام 1974، عبر تقديم قروض ميسرة ومنح واستثمارات مباشرة بقيمة تجاوزت 2.9 مليار دولار، تمثل المنح نسبة 90% منها، ومن أبرزها تدشين مدينة الشيخ زايد الإسكانية (المرحلة الثانية ببناء 200 وحدة)، والوحدات السكنية بالمدينة الشمالية، ومحطات كهرباء وماء في سترة والرفاع ومعالجة مياه الصرف الصحي، ومشروعات زراعية، ومشروع الوحدات الصناعية الصغيرة، ودعم الخدمات الاجتماعية والصحية بإنشاء مركز القلب ومعهد خليفة بن زايد، وفي قطاع النقل والمواصلات عبر تمويل شراء خمس طائرات بوينج، وردم الميناء الجديد والمنطقة الصناعية في الحد، وطريق الشيخ زايد، ومشروع توسعة مطار البحرين الدولي، إلى جانب المساهمة في دعم برنامج التوازن المالي، وغيرها من المشروعات.


الجغرافيا والعلاقات المتوازنة  
إن العلاقات بين البلدين خصوصية نابعة من وشائج القربى والصلات الحميمة والعلاقات الأخوية المتميزة بين قياداتهما علاوة على ما يجمع بين البلدين من روابط مشتركة، سواء في إطار مجلس التعاون الخليجي، أو في الإطارين العربي والإسلامي، ولذلك، لم يكن من المستغرب أن تدعم دولة الإمارات بكافة إمكاناتها السياسية والأمنية والاقتصادية البحرين في مختلف القضايا والتوجهات.
وتكتسب العلاقات أهمية كبيرة في ظل تمتع البلدين بثقل سياسي وموقع جغرافي واستراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتبنيهما سياسة خارجية عقلانية ومتوازنة ومعتدلة وتوجه جعل البلدين من النماذج الرائدة على مستوى المنطقة في مجالات الديمقراطية وحقوق الإنسان وتنفيذ سياسات طموحة للإصلاح والتطوير والتحديث وتكريس دولة المؤسسات والقانون.
المجال الثقافي
تتقاسم مملكة البحرين ودولة الامارات العربية الشقيقة موروثاً ثقافياً مشتركاً من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية، إلى جانب ما يتصل بأساليب وطرائق الحياة بصفة عامة.
ووقعت البلدان خلال السنوات السابقة العديد من مذكرات وبروتوكولات التعاون في مجال التعاون الثقافي للحفاظ على الإرث التاريخي المشترك للبلدين، وفي هذا الإطار جاء مشروع استعادة المباني التراثية في البحرين الذي تدعمه الإمارات، والذي يهدف إلى إعادة إحياء بيت «فتح الله» التراثي في مدينة المحرق وغيره من المواقع التراثية.
ضوء1
ضوء1 هو مفهوم ورؤية ولغة تواصل مختلفة بين أبناء اللغة الواحدة والدين الواحد وإن أهمية هذا المشروع العلمي المشترك، الذي يضاف إلى سجل العمل الدؤوب المشترك والعلاقات الأخوية التاريخية الراسخة بين مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في كافة المجالات والأصعدة، وتأتي دلالة الاسم المستلهم من عنوان كتاب جلالة الملك المفدى الضوء الأول على المشروع الواضح الذي ينتهجه البلدين ليثبت رفعتهما أمام بقية دول العالم.