+A
A-

“سيكو” تستعرض استراتيجية الاستثمار بالسندات والصكوك وسط اضطرابات السوق العالمية

ألقت سيكو ش.م.ب (م)، البنك الإقليمي الرائد في مجال إدارة الأصول والوساطة والخدمات المصرفية الاستثمارية، الضوء على التحديات التي تواجه أدوات الدخل الثابت الصادرة من قبل أسواق الدول الناشئة وأسواق دول مجلس التعاون الخليجي والناتجة عن ارتفاع مستويات التضخم، والزيادة المطردة في أسعار الفائدة التي أعلنها المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وذلك في مذكرة أصدرتها سيكو مؤخرًا للمستثمرين. 
وارتفعت عائدات سندات الخزينة الأميركية بمتوسط 160 نقطة أساس هذا العام، مع زيادة التخمينات من قبل المتداولين في السوق أن يشهد هذا العام 8.5 ارتفاعات مستقبلية متتالية على أسعار الفائدة، حسب ما أشارت إليه الصناديق الفيدرالية. ويرجع هذا الارتفاع إلى المخاوف من تزايد معدلات التضخم التي وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 40 عامًا عند 8.4 %، وهو ما دفع بدوره إلى انخفاض أسعار السندات العالمية بنسبة 11.3 %، حسب مؤشر بلومبيرغ جلوبال للسندات. 
وتؤكد سيكو التي حصلت مؤخرًا على جائزة أفضل مدير لأدوات الدخل الثابت لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأفضل مدير للصكوك للعام، بأن التضخم أصبح الآن أكثر تغلغلا في الاقتصاد العالمي، بسبب اضطرابات سلاسل الإمداد عالميًا، والديناميكيات الهيكلية الجديدة في سوق العمل نتيجة لتفشي وباء كوفيد 19. وتفاقمت مخاوف التضخم مع اندلاع الحرب الأوكرانية-الروسية التي ساهمت في ارتفاع أسعار السلع، خاصة منتجات الطاقة والمنتجات الزراعية. وقد ارتفعت أسعار النفط إلى 140 دولار في شهر مارس لتستقر في النهاية عند مستوى 100 دولار. 
وكان المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد رفع أسعار الفائدة بنسبة 0.75 % هذا العام، ولكن كما يقول علي مرشد، رئيس إدارة الأصول لأدوات الدخل الثابث في سيكو، فإن الولايات المتحدة ستواصل جهودها الصارمة لتشديد سياستها النقدية على ضوء البيانات الصادرة من المجلس الفيدرالي، بينما من المتوقع الإعلان عن زيادتين جديدتين بمتوسط 50 نقطة أساس لكل مرة وذلك خلال اجتماعي اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة والمزمع عقدهما في يونيو ويوليو، علاوة على 25 نقطة أساس إضافية وذلك في الاجتماعات المتبقية خلال السنة.
“إن انخفاض معدلات التضخم لن يكون مفاجئًا للمستثمرين، حيث ما يهمهم هو مدى سرعة الانخفاض وكيفية تفاعل أسعار الخدمات. ومع تحسن معدلات التضخم على السلع الغذائية، فإنه من المتوقع انخفاض أرقام التضخم المعلنة في الولايات المتحدة في الشهور المقبلة، وبالتالي نتوقع أن ينخفض مؤشر أسعار المستهلك الأميركية الأساسية إلى 5 % في الربع الثالث من 2022، و4.5 % في الربع الأخير من 2022. لكن ومع إمكانية حدوث كساد في ظل حالة عدم التيقن بشأن سياسة أسعار الفائدة، فضلا أن اندلاع الحرب، فقد أدى إلى تقلص الفارق بين العائد على السندات قصيرة الأجل وطويلة الأجل”، كما يقول مرشد. 
وبلغ العائد على سندات الخزينة لـ 30 سنة في الوقت الحالي 3.05 %، ولعشر سنوات 2.85 %، بينما يتم تداول السندات لفترة السنتين عند عائد 2.62 %، بما يعكس المستويات المختلفة من التضخم وتوقعات النمو. يذكر أن عادة ما تظهر مؤشرات الدخول في حالة كساد عند نهاية دورة الارتفاع في أسعار الفائدة، وليس في بدايتها، كما يقول علي مرشد. 
من جانبها، تقول الرئيس التنفيذي لسيكو نجلاء الشيراوي “حتى قبل الحرب الأوكرانية – الروسية، شهد الربع الأول من 2022 تقلبات ملموسة، وارتفعت معدلات التضخم بشكل مفاجئ عالميًا، حيث اتجهت البنوك المركزية إلى اتباع سياسة متشددة في نهاية 2021، وواصلت هذا الاتجاه من بداية هذا العام”. وتضيف “مع أخذ ذلك في الاعتبار، حرصنا على إتباع استراتيجية قصيرة المدى لجميع محافظنا لأدوات الدخل الثابت، وهو ما ساعد على تفوق أدائنا. لقد حقق صندوق سيكو لأدوات الدخل الثابت أفضل أداء بين صناديق السندات في دول مجلس التعاون الخليجي في العام 2022، بانخفاض 4.2 % فقط مقارنة بانخفاض مؤشر بلومبيرغ للسندات الخليجية بنسبة 10.1 %”. 
وأضاف مرشد أن أسعار النفط العالية على وجه التحديد قد ساهمت في تحقيق عائدات عالية للبحرين وعُمان. وأظهر التقرير الشهري لشهر مارس 2022، أن سندات البحرين تشكل ما نسبته 36 % من موجودات صندوق سيكو لأدوات الدخل الثابت مع الحفاظ على فترة استثمار منخفضة بلغت 4 سنوات فقط.
وحول استراتيجية الاستثمار التي يجب تطبيقها في المستقبل، حث مرشد المستثمرين بالاحتفاظ بالأدوات ذات العائدات المرتفعة، وانتقاء الفرص التي قد تسنح لاستبدالها بمثيلاتها لكن بعائد أكثر ارتفاعًا، وذلك عند نهاية الفترة الزمنية لازدياد معدلات الفائدة، خصوصا في ظل الخلفية الاقتصادية الجيدة لدول الخليج العربي، والتي يدعمها ارتفاع أسعار النفط، والتصنيفات المستقبلية الإيجابية. وقال “نحن نفضل الاستثمار في السندات قصيرة الأجل ذات العائد المرتفع والصادرة من قبل مصدري النفط و شركات العقارات والمؤسسات المالية”.
وحذرت سيكو من أن منطقة الخليج مازالت معرضة لتقلبات أسعار النفط، وتذبذب رغبات المستثمرين في الاستثمار في الأسواق الناشئة، مع تنبيه المستثمرين إلى التأثيرات السلبية التي قد تحدث بسبب أخطاء السياسات، إذ يدرس المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إمكانية خفض ميزانيته من خلال بيع السندات في السوق، وهو ما قد يؤدي إلى خفض السيولة وتباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي إلى درجة الركود.
واختتمت المذكرة الاستثمارية أن استراتيجيات باربل للاستثمارات ودور الائتمان في الأدوات قصيرة المدى ذات العائد العالي تعد من أفضل الطرق الموصي بها للتعرف على الظروف الاستثمارية الحالية.