وردني خبر رائع يستحق أن نرفع لصاحبه القبعة، يقول الخبر ان الطبيب الاستشاري العراقي د. أنور نوري على الرغم من تقاعده عن عمله فقد أجرى 480 عملية جراحية معقدة في المخ والحبل الشوكي وبالمجان خلال 10 أشهر! وقد أشادت وزارة الصحة العراقية عبر حسابها عبر تويتر بالإنسانية التي يتمتع بها نوري، مشيرة إلى استمراره في إشعال شمعة العطاء في مستشفى جراحة المخ في العاصمة بغداد.

كما نوهت الوزارة بنجاحاته في فك رموز العديد من أورام المخ وإجراء عمليات جراحية نادرة ومعقدة طوال حياته العملية، كما أشرف على تخريج وامتحانات طلاب دراسات البورد في مجال علم الأعصاب! ألا تتفقون معي أعزائي بأن هذا الخبر يستحق اهتمامًا وتقديرًا ووقفة إجلال لهذا الإنسان؟

من وجهة نظري المتواضعة أن هذا الاستشاري متألق ليس في إتقانه عمله فحسب، بل في إنسانيته وخلقه الرفيع، فهو يطبق أسمى درجات الإنسانية من خلال هذا العمل التطوعي المتميز .

هذا الإنسان كان بإمكانه أن يستمتع بتقاعده بعد سنوات خدمته الشاقة ودراساته العليا، لكنه أبى أن يرى أناسا بحاجة إلى خدماته ويجلس ساكنًا، نعم إنها قمة العطاء في الإنسانية والقيم النبيلة، فهذه التجربة الإنسانية تعتبر مثالًا يحب الاحتذاء به، بل درسًا من دروس القيم والأخلاق والإخلاص والحب للوطن والمواطنين.

قد يتناسى البعض أنّ مهنة الطبيب في الواقع من المهن التي يحتّم فيها الواجب الإنساني ممارستها بكلّ شغف، وأن تكون نية الطبيب في دراسة الطب إنقاذ أرواح الناس وتخفيف آلامهم، فالطبيب الذي يضع كلّ علمه لأجل تخليص الناس من أمراضهم ينظر إليه الناس نظرة تبجيلٍ واحترام، ويعتبرونه قدوة لهم ومصدر فخرهم، لكن أقولها بكل حسرة إن ما يحدث ونراه هذه الأيام هو انعدام لتلك القيم من قبل بعض الأطباء الذين لا يعيرون أي اهتمام للمرضى، حيث أصبح الهدف لديهم ماديا فقط.

أنا على يقين بوجود الكثير من شاكلة هذا الطبيب في الوطن العربي، وهؤلاء يستحقون التكريم اللائق ليس في وطنهم فحسب، بل في جميع أنحاء وطننا العربي الكبير.