العدد 4975
الأحد 29 مايو 2022
banner
مديرة بمهمة واحدة فقط!
الأحد 29 مايو 2022

اطلعتُ في إحدى المجلات الأجنبية المتخصصة في نشر القصص الإدارية الكثيرة والمتنوعة، على الدَّوْر الذي يمكن أن يلعبه قائد الفِرَق الإدارية في تحقيق الأهداف، وكان من المثير بالفعل في نتائج الدراسة أن هناك نسبة لا بأس بها من المديرين لم يتمكنوا من التعرف على الأهداف الحقيقية لوظيفتهم، وفشلوا في تسجيلها وذِكْرها عندما طُلب منهم ذلك في مقابلة شخصية مع كبار الاستشاريين!
بعض هذه المؤسسات تُذكر في قصص النجاح المبهرة؛ إذ تعطي دروساً في كيفية النهوض بالمؤسسة، وانتشالها من حالة الفشل إلى حالة النجاح، وبعضها الآخر يرسم صورة عكسية، صورة الفشل بعد النجاح.. وفي الحالتين فإنك أيها المطلع على أخبار هذه وتلك لن تعدم نفعاً، فتأخذ من الأولى أسباب النهوض بعد الفشل فتتبع النهج الذي سارت عليه، ومن الأخرى أسباب الفشل فتتحاشاها.
عزيزي القارئ، من بين القصص التي اخترتها لك من تلك المجلة قصة تتحدث عن ما يُعرف إداريا بـ “المدير الموسوس”، ويمكنك التعرف عليه بكل يسر وسهولة، فتراه يهجم عليك فجأة ليتأكد من وجودك في المكتب، أو يوظف أحد الأشخاص المتعطشين للترقية على حساب أذية الآخرين لينقل له الأخبار من هنا وهناك، ولو استطاع أن يجعل حول رسغك سوارا يترقبك من خلاله لما تردد في ذلك أبدا! المشكلة كما تنقل الدراسة أن مثل هؤلاء المديرين الذين يشككون في ولاء فريقهم تجدهم لا يلتزمون بوقت الدوام، وهم أول من يخالف ذلك! بل إنهم آخر من يصل إلى موقع العمل والجميع يعرفُ ذلك.
تأكّدْ أن مثل هذه الأمثلة من الإداريين لا يكون همهم تطوير العمل، أو ابتكار طرق جديدة تتناسب ومراحل النمو المؤسسي، بل يبقون على قالبهم القديم؛ لأنهم حقيقة لا يملكون أدوات التغيير والتطوير. لقد كانت قائدة الفريق أقل الأعضاء مؤهلاً، لكنها تحاول أن تعوّض هذا النقص بالتظاهر بإحكام سيطرتها على الموظفين، والتشديد في مواعيد حضورهم وانصرافهم فقط، حتى وصل بها الحال إلى أن يكون شغلها الشاغل تحركاتهم بين المكاتب، ووجوب أخذ الإذن عند أي تحرك، وخلصت الدراسة إلى أن من أكثر المصائب التي نبتلي بها في مؤسساتنا وجود مدير للفريق تكون مهمته الكبرى واحدة فقط، تلك المهمة التي لا تحتاج إلى مؤهلات عالية، ولا مهارات قيادية، وهي: مهمة التأكد من حضور أعضاء الفريق وانصرافهم! إنها المهمة العظيمة التي تسمح للقائد أن يذهب إلى بيته ويتناول غداءه، ويقول بكل فخر: حسناً، لقد أنجزت مهمتي اليوم بنجاح! ودمتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .