كنت أشاهد حفل توزيع جوائز المعرض الدولي للعلوم والهندسة، “معرض ايسف 2022” الذي يجمع دول العالم بأسره لأتفاجأ أن المملكة العربية السعودية تحقق 16 مركزا عالميا أول باكتساح منقطع النظير لطلبة شباب تعد أعمارهم كأعمار الزهور إن أحببنا أن نطلق عليهم ذلك، الحقيقة أن الاهتمام بالعلوم أمر واجب لا مفر منه في هذا الزمان مع الانفتاح التكنولوجي الكبير وقرب العالم من بعضه، خصوصا بعد استخدام الإعلام الجديد الذي دمج العالم بأسره فأصبح العالم شبه قرية لامتناهية الأطراف، لذلك كان لزاما علينا أمام هذا الوضوح والعالمية أن نهتم بالتطوير والعلوم، خصوصا أن منطقة الخليج العربي تتوفر بها سمات إنتاج الأبطال والعلماء فلا قصور في المادة أو سبل الحياة، بل على العكس تعد دول الخليج من أفضل الدول التي عملت على تحسين قدرات المعيشة لمواطنيها وقاطنيها.
لكن السؤال الجدير بالطرح هو كيف استطاعت المملكة العربية السعودية أن تنافس وتنتزع 16 مركزا من فم أكثر الدول تقدما، وددت لو أن وسائل الإعلام الخليجية كاملة قد ألقت الضوء على هذا الخبر المهم واستضافت صناع القرار والمسؤولين عن هؤلاء الشباب والشابات، بل وددت أن تقوم وسائل الإعلام بإجراء لقاءات متفرقة مع صائدي المراكز الأولى وذويهم حتى نتعلم سر الخلطة منهم، وكيف وصلوا لهذا المستوى الباهر حقا.
إن فوز المملكة العربية السعودية لهو محفل كبير وغبطة مميزة لقلوبنا ونود لو تتم إقامة فعاليات لتبادل الأقران بيننا وبينهم حتى نبث روح التنافس والإيثار ونتعلم من أولئك كيف يكون العزم والمثابرة على النصر واقتناص المراكز الأولى بكل جدارة.