العدد 4976
الإثنين 30 مايو 2022
banner
40 عامًا تحت وطأة حكم سلطة التعاسة وسوء الحظ والفساد والانهيار (1)
الإثنين 30 مايو 2022

أغرقت الأخبار المروعة لانهيار برج متروبول التوأم في مدينة آبادان، والخسائر المفجعة في أرواح وممتلكات المواطنين؛ إيران مرة أخرى في سلسلة من الحداد والتنهدات والألم، وبين الفينة والفينة يدق تكرار هذه الأحداث ناقوس التعاسة وسوء الحظ والدمار لسلطة الملالي في إيران. 

فبعد أقل من ساعتين من الانهيار المفاجئ لهذا البرج على رؤوس المشاة والمقيمين، كشف المواطنون عن أدلة تفضح على الملأ دور وكلاء السلطة صانعة الموت، حتى أن سكان الحي توجَّهوا أثناء وقوع الكارثة إلى رئيس البلدية وألقوا باللوم عليه، حيث تفيد أدلة المواطنين أنه أحد مرتكبي هذه الجريمة، وقام بدوره بالهروب من المشهد.

وتشير أدلة المواطنين التي تم نشرها على الفور للجميع على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنه تم قبل عام تحذير رئيس البلدية والقائمين على بناء هذا البرج من عدم مراعاة المعايير اللازمة في بنائه، وتم في الختام كشف النقاب عن إضافة 3 طوابق لهذا البرج بشكل فوضوي دون مراعاةٍ لأي منهج يتعلق بالهندسة المعمارية، وعلى الرغم من أنه انطلقت عدة تحذيرات في هذا الصدد، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، إذ لم يصغ الممثلون المحليين للحكومة لهذه التحذيرات ولم يولوها أي اهتمام، ولم تتم معالجة هذا الأمر، ومازال الكشف عن الفضائح مستمرًا، وتفيد الفضائح أن قوات حرس نظام الملالي يشاركون في جميع المشاريع المدرة للدخل في البلاد وهم أصحاب الكلمة الفصل فيها، كما أنهم متورطون في هذه القضية بشكل مباشر، حتى أنهم عند إنشاء الأبراج والبدء في استخدامها وصفوها بأنها نتاج خدماتهم.

ومما لا شك فيه أن هذه الكارثة المأساوية تنطوي على غرار كل الأمثلة السابقة التي كان ولا يزال المواطنون ضحاياها؛ على كواليسٍ سيقوم أهالي آبادان والمراقبون المحليون بالكشف عن وثائقها وأدلتها الدامغة في وسائل الإعلام، لكن ما هو خاضع للمراجعة مرة أخرى – على غرار الأمثلة السابقة – في مركز التحقيق في السبب وراء هذه الكوارث؛ هو دور السلطة صانعة الموت، ومن المناسب أن نشير إلى الأمثلة المماثلة السابقة وتأثيراتها، والتي تشبه كارثة آبادان تمامًا. "مجاهدين".

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية