+A
A-

أبوظبي الدولي للكتاب 31 يناقش واقع الإسلام والغرب

ناقشت جلسة "الإسلام والغرب: الماضي والحاضر والمستقبل"، التي أقيمت ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب 31، النموذج العربي والإماراتي المعتدل والوسطي في التعامل مع الأديان، وكيف أصبح نموذجاً عالمياً بفضل الدبلوماسية الإماراتية.

تحدّث في الجلسة التي أدارها الدكتور بلال الأورفه لي، أستاذ كرسي الشيخ زايد للدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الأمريكية في بيروت، وعضو اللجنة العلمية لمركز أبوظبي للغة العربية، إد حسين الكاتب البريطاني البارز في حوار الإسلام والغرب، وأستاذ في جامعة جورج تاون في واشنطن.

وعن صورة الإسلام في دولة الإمارات، أكد حسين أن الدبلوماسية الإماراتية استطاعت أن تروج للإسلام المعتدل الوسطي عن طريق النماذج المشرقة، وقدمت الإمارات كنموذج ناجح للدولة التي تمثل الإسلام المعتدل.

وعن معنى الإسلام، قال حسين: الإسلام مَثّلَ لي إيدلوجية في مراهقتي، موضحاً أن دراسته في البلاد العربية، وقضاءه وقتاً في دولة الإمارات، مكّنه من أن يرى الإسلام بوصفه مجموعة من الأخلاقيات، وهو دين السماحة ولا يحمل أي توجّه سياسي".

وعن الإسلام في الإمارات، أوضح حسين أن الإمارات تحتل الصدارة بإنجازاتها، منوهاً في هذا الإطار ببيت العائلة الإبراهيمية، كونه يجسّد حالة التعايش والتسامح بين الأديان، معتبراً وثيقة" الأخوة الإنسانية" دليلاً ملموساً على ذلك.

 

طه حسين تماهى في المقاربات النقدية مع المعرّي

أكّد عدد من المثقفين والأدباء والأكاديميين العرب أن عميد الأدب العربي، الدكتور طه حسين، مفكّر وناقد موسوعيّ تماهى في المقاربات النقدية مع المعرّي وكان كأنه ينطق باسمه.

جاء ذلك في جلسة بعنوان "طه حسين ناقداً ومفكّراً" عقدت ضمن فعاليات الدورة الـ31 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، شارك فيها معالي حسن ناظم، وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقية، والدكتور محسن الموسوي أستاذ الدراسات العربية والمقارنة في جامعة كولومبيا – نيويورك، والكاتب والباحث البحريني الدكتور حسن مدن، والدكتورة ضياء الكعبي، الأستاذة المشاركة للسرديات والنقد الأدبي الحديث، في كلية الآداب، جامعة البحرين، والدكتور أحمد السعيد، مؤسس ومدير عام مجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية، وأدارها الإعلامي الدكتور نجم عبد الكريم.

حضر الجلسة معالي صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، وسعادة السفير الدكتور مظفر مصطفى الجبوري، ممثل العراق الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة (إيرينا)، وسعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وعدد من الشخصيات الرسمية والثقافية وحشد من الصحفيين والإعلاميين.

استهلّ معالي وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي الجلسة بورقة بحثية أشار فيها إلى مكانة طه حسين الأدبية وعبقريته التي قادت اللغة العربية إلى طرق جديدة بأسلوبه الذي يحث على التفكير، موضحاً أن عميد الأدب العربي سيّد النثر الحديث وذو بصيرة فذّة اهتمّ بالتحديث والتجديد، وساهم في إعادة التفكير بتراث الثقافة العربية.

وقال الدكتور محسن الموسوي: "لطالما شغلت قضية دفاع طه حسين عن القلّة المثقّفة الذين وصفهم بأنهم يعيشون أحلامهم وتغرقهم أيامهم، فهو قامة أدبية ونقدية، وأراد أن يكوّن القيادات المثقفة لتكون قادرة على قيادة المجتمع بشكل أو بآخر".

وقال الدكتور حسن مدن: "طه حسين رسم ملامح أساسية لخارطة طريق فكرية وأدبية نحتاج إليها كعرب، فهو مشروع عربي يخصّ الثقافة العربية بأكملها، وها نحن في أبوظبي نجتمع كعرب ونناقش أهميته كشخصية أدبية كبيرة، والمطلوب لنرتقي ونعزّز واقعنا الثقافي هو أن نقرأ طه حسين، ونلمس جوهر ما تركه من أدب، ونطوّر أدواتنا، فقد كان عميد الأدب العربي شمولياً في كلّ شيء ومشاريعه الأدبية والفكرية والفلسفية غطّت الكثير من مناحي الحياة".

وأشارت الدكتور ضياء الكعبي في مداخلتها إلى أننا: "لا نتحدّث عن مجرد ناقد عابر بل مؤسّس وملهم، قامة امتلكت عمق تفكير وبُعد نظر، ويوجد تلازم بين عميد الأدب وأبي العلاء المعري الذي تماهى في المقاربات النقدية معه وكان وكأنه ينطق باسمه، كما يمكن القول إن طه حسين آخر الشفاهيين، إذ اعتبر أن العمى هو المجاز الأكبر في حياته، وهذا ما نلمسه في خطاباته النقدية متقابلاً مع البصيرة التي نقرأها مضمرة في العديد من مؤلفاته".

واختتم الدكتور أحمد السعيد الجلسة بالقول: "وصل صدى أدب طه حسين إلى الصين، واهتم به كبار المفكرين والأدباء الصينيين، فهناك تصدر له روايات تكريماً لعميد الأدب العربي للمكفوفين. وقد أنجزت الكثير من رسائل الدكتوراه والماجستير التي تناولت هذه الشخصية، كما كُتب عنه سلسلة مقالات سلّطت الضوء عليه كشخصية كبيرة ومحورية، ما يدلّ على أن عميد الأدب العرب لم يكن عربياً محلياً وحسب، بل عالميّاً ولجميع الثقافات الإنسانية". 

 

واسيني الأعرج وزينب الأعوج

استضافت جلسة "العائلة والثقافة"، التي نظّمتها مؤسسة صالون الملتقى الأدبي ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب بدورته الـ31، الروائي الجزائري واسيني الأعرج، والشاعرة الجزائرية الدكتورة زينب الأعوج، اللذين تحدّثا عن الروابط الإبداعية التي تجمع بينهما، وبعض الملامح في حياتهما الشخصية كزوجين وأثرها على مشاريعهما الإبداعية وغيرها من الحكايات.

استهلّت الأكاديمية الأديبة زينب الأعوج الجلسة التي أدارتها الناشطة الثقافية الإماراتية أسماء المطوّع بالحديث عن أن صاحب "كتاب الأمير: مسالك أبواب الحديد" هو قارئها الأول منذ أربعين عاماً، قائلة: "لطالما منحني رأيه فيما أكتب، وبدوري لا أقرأ له فقط بل استمع لقصصه قبل كتابتها، وأعيش مع شخوصها وأحداثها، واستمتع بها، ثم تنتقل بعد ذلك إلى مسامع الأولاد والأحفاد، لأن الرواية تصبح قصة شعبية في البيت.

ولفتت الأعوج إلى أن الإبداع عملية تراكمية أساسها القراءة، مشيرة إلى أنها تقرأ وتستمع بالموسيقى والمسرح والسينما وبجميع أشكال الفنون.

وعن أول عمل روائي لها قالت الأعوج: "شجعني واسيني كثيراً، إذ اشتغلت بأول عمل سردي نحو 3 سنوات، وعندما انتهى كنت بحاجة إلى رأي شخص مختص وكان واسيني، لذا أرسلت الرواية له باسم زائف، حتى أتمكّن من معرفة رأيه بموضوعية دون انحياز، وبالفعل بعد أن أعطاني عدداً من الملاحظات في البناء الروائي وهيكل الرواية، وحذف بعض الزوائد الكتابية، أنهيت الرواية معه بعد أربع أو خمس أشهر، وسألته في النهاية عن دار نشر، وأرسلتها، لتخرج روايتي الأولى".

وأشار واسيني الأعرج إلى أنه القارئ الأول لزوجته الشاعرة، ويحرص على اقتسام الآراء معها دون نفي أو مواربة، وأوضح أن الصدفة شاءت أن يقرأ لها قبل الزواج عبر صفحات الشعر الجامعية، لتتطوّر العلاقة بعد ذلك ويصبح زوجاً وقارئاً ومنصتاً على حسب تعبيره "مرّتين للشاعرة والزوجة".

وأشار الأعرج إلى أن "زينة ماريا"، وهي الاسم المستعار الذي تلقّى به رواية زوجته، صنعت لنفسها تاريخاً وحياة مختلفة، حتى بتُّ أرغب في التعرّف على تلك الكاتبة التي احترفت الكتابة بهذا الشكل، وقد أعجبني العمل وكتبت لها "العزيزة الغالية.. وأضفت ملاحظاتي إيجابيتها وسلبيتها" وأخبرت زوجتي عن العمل بل وأعطيتها لتقرأه، ونسيت الموضوع، لأفاجأ أن "زينة ماريا" نفسها ترسل بطلب المساعدة لنشر العمل، وساعدتها، وبالطبع أخبرت زوجتي عن ذلك أيضاً، لأفاجأ بعدها أنها تنقل بعض الجمل والفقرات من الرواية، وحذرتها أن الرواية لشخص اسمه "زينة ماريا" لكنها استمرت، لتخبرني بعد ذلك بأن العمل لها، وفعلت كل ذلك لأنها تبحث عن رؤية موضوعية في العمل خارج إطار الزواج.

 

"سينما الصندوق الأسود"

تعرض "سينما الصندوق الأسود"، أحد أبرز الأركان التي تشهد إقبالاً واسعاً في الدورة الـ 31 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، 22 فيلماً قصيراً من 13 دولة سعياً إلى نشر ثقافة السينما وتوفير منصة يلتقي فيها عشّاقها من مختلف أنحاء العالم. وتستمر فعاليات المعرض الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض حتى 29 مايو الجاري.

رفعت نسخة هذا العام من السينما طاقتها الاستيعابية من 50 إلى 70 شخصاً، ومع ذلك امتلأت مقاعدها بالزوار من مختلف الأعمار والجنسيات. ويتمحور مفهوم "سينما الصندوق الأسود" حول نشر ثقافة السينما بين شرائح جديدة من الجمهور، وخاصة في الفعاليات غير المختصة بالسينما، إضافة إلى تمكين فئات الزوار المختلفة من التعرف على السينما العربية.

وفي هذا السياق، قال نواف الجناحي، السينمائي الإماراتي ومؤسّس "سينما الصندوق الأسود": "تحوّلت هذه التجربة إلى ركن أساسي من أركان معرض أبوظبي الدولي للكتاب منذ إطلاقها في عام 2017، ووفرت صلة وصل متميّزة تربط بين الجمهور والثقافة العربية. ونظراً إلى الشعبية الواسعة التي يتمتع بها المعرض، نوسّع نشاطنا ليشمل جمهور الآداب بهدف تعريفه بفن الأفلام السينمائية القصيرة. وتشتمل اجندتنا السنوية على الأفلام العربية القصيرة بنوعيها الروائي والوثائقي، ونعمل باستمرار على تشجيع الناس من مختلف الثقافات للتعرّف على الثقافة العربية والأفلام المقدمة هنا، ونستقبل سنوياً ما يقارب 1700 مشاهد ونتوقع ارتفاع هذا الرقم قريباً".

يحرص الجناحي شخصياً على مشاهدة واختيار الأفلام التي سيتم عرضها في معرض الكتاب، ويأمل بتعزيز الاهتمام بالأفلام العربية وتقديرها. يقول الجناحي: "خلال الفترات الفاصلة بين تصوير الأفلام، يسعدني العمل على مثل هذه المشاريع حول العالم لنشر ثقافة السينما في مختلف الأرجاء، ونظراً إلى أن هذه المنصة تجمع تحت مظلتها العديد من الجنسيات، تتوفر أمامنا فرصة مثالية لعرض الأعمال الحديثة للمخرجين المتمرّسين والجدد على حدّ سواء".

 

معرض أبوظبي الدولي للكتاب

يمثل معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي انطلق للمرة الأولى في عام 1981 منصة ثقافية دولية تجمع الناشرين والمكتبات والوكلاء والمؤسسات الثقافية والصحافة لتبادل الأفكار وتحديد الفرص المجزية، حيث يستضيف الحدث سنويًا أبرز دور النشر العربية والإقليمية والدولية، كما ينظم مجموعة من الفعاليات والأحداث بمشاركة أهم دور النشر العالمية، مما يساهم في تطوير قطاع النشر ويفتح أمام الناشرين المحليين والعرب آفاقًا جديدة واعدة.

 

مركز أبوظبي للغة العربية

تأسس مركز أبوظبي للغة العربية بقانون رئيس الدولة ويتبع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي لدعم اللغة العربية ووضع الاستراتيجيات العامة لتطويرها والنهوض بها علميًا وتعليميًا وثقافيًا وإبداعيًا، وتعزيز التواصل الحضاري وإتقان اللغة العربية على المستويين المحلي والدولي، ودعم المواهب العربية في مجالات الكتابة والترجمة والنشر والبحث العلمي، وصناعة المحتوى المرئي والمسموع، وتنظيم معارض الكتب. ويعمل المركز لتحقيق هذه الأهداف عبر برامج متخصصة وكوادر بشرية فذة، وشراكات مع كُبرى المؤسسات الثقافية والأكاديمية والتقنية حول العالم، انطلاقًا من مقر المركز في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

 

دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي

تتولى دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي قيادة النمو المستدام لقطاعي الثقافة والسياحة في الإمارة، كما تغذي تقدم العاصمة الاقتصادي، وتساعدها على تحقيق طموحاتها وريادتها عالميًا بشكل أوسع. ومن خلال التعاون مع المؤسسات التي ترسخ مكانة أبوظبي كوجهة أولى رائدة؛ تسعى الدائرة إلى توحيد منظومة العمل في القطاع حول رؤية مشتركة لإمكانات الإمارة، وتنسيق الجهود وفرص الاستثمار، وتقديم حلول مبتكرة، وتوظيف أفضل الأدوات والسياسات والأنظمة لدعم قطاعي الثقافة والسياحة.

وتتمحور رؤية دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي حول تراث الإمارة، ومجتمعها، ومعالمها الطبيعية. وهي تعمل على ترسيخ مكانة الإمارة كوجهة للأصالة والابتكار والتجارب المتميزة متمثلة بتقاليد الضيافة الحية، والمبادرات الرائدة، والفكر الإبداعي.