تُنظم الجالية “البهائية” في البحرين مؤتمرًا بعنوان “بناء المجتمع”، ويُناقش دور المجتمع في تطبيق القيم الإنسانية والمواطنة وترجمتها إلى واقع بما يتفق مع أهداف ورؤى التعددية في المجتمع البحريني، وبمشاركة أطياف المجتمع البحريني لخدمة وبناء مجتمع أكثر تطورا وازدهارا.
تمايز المجتمع ثقافيًا ودينيًا ظاهرة متلازمة للمجتمع البشري وطبيعته، وهو إدراك لعالم متنوع ومختلف من الأديان والثقافات، وأحد ثوابت الحياة المُعاصرة، وتتم ترجمة ذلك بالتفاعل مع الآخر واحترام رأيه وذاته، وبنشر قيم التسامح والحوار والتعايش معه، ما يؤدي لتحقيق السِلم الاجتماعي، وإن المتعددات في الهويات الثقافية والبرامج الاقتصادية والاعتقادات الدينية والتجمعات الاثنية وغيرها من الأنظمة السياسية يتم جمعها في وعاء واحد من أجل بناء مجتمع واحد متماسك ومتنام.
وتعد التعددية من شروط ممارسة الديمقراطية، وهي جزء من تنظيم حياة المجتمع وفق قواعد عامة مشتركة تحترم وجود التنوع والاختلاف، وتتباين هذه التعددية من حيث أصولها العِرقية أو اللغوية أو الدينية أو المذهبية ومن حيث أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتتبلور من ذلك التعدد جُملة من المبادئ والقِيم والأفكار التي تهدف إلى تحقيق مبدأ الانتماء المجتمعي وبناء نسيجه تحت مظلة السِلم المجتمعي النابذ للعُنف والكراهية والتهميش والهيمنة والعنصرية، والهادف للوئام بين أفراد المجتمع.
وتتواجد بداخل التعددية الثقافية والدينية والسياسية مكامن القوة والبذل والعطاء للآخر، وإن كانت هناك سمات مُميزة لكل جهة إلا أن مصالحها في المجتمع واحدة، فالاعتراف بالآخر يؤدي إلى توسيع المدارك والمعارف بالعادات والتقاليد وبالأفكار وأنماط الحياة، وهي جزء من حرية التعبير واحترام حقوق الإنسان.
تؤكد مثل هذه المؤتمرات أن التعدد بتنوعاته العمودية والأفقية هو واقع فعلي في المجتمعات، وأن التعددية تعبر عن نفسها في المجتمع من خلال التيارات الثقافية والحركات الاجتماعية والأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات، كالتعددية الدينية والمذهبية والسياسية والحزبية والثقافية، ومن أسسها الاعتراف بالآخر وحق التعبير وحق المشاركة المجتمعية.
تعزز التعددية في المجتمعات تحقيق السِلم الاجتماعي والتعايش السلمي بين طوائف المجتمع، وتشيع روح الطمأنينة بين أفراده، وتعزز روح التفاهم والتسامح بينهم، وتعمل على غرس قيِم التعاون والاحترام بينهم.