استوقفني وأسعدني خبر نشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية بخصوص تدريب 100 ألف سعودي من الجنسين بالقطاع السياحي، فقد أعلن وزير السياحة السعودي إطلاق البرنامج الذي يهدف إلى تنمية قدرات الملتحقين به وتزويدهم بالمهارات الرئيسة في مجال الضيافة والسياحة والسفر، وبهدف تهيئتهم للعمل في هذا القطاع المتنامي في المملكة، معتبرًا هذا البرنامج الذي أطلق عليه “رواد السياحة” أحد أكبر الاستثمارات على مستوى العالم في هذا الحقل، حيث تم تخصيص ميزانية ضخمة بقيمة 100 مليون دولار أميركي لتدريب السعوديين وإكسابهم المهارات المطلوبة بمعايير عالمية من خلال التحاقهم في أفضل الكليات والمعاهد المتخصصة العالمية.
من يقرأ الخبر جيدًا يدرك تماما ما تقوم به الشقيقة السعودية من جهود جبارة ورائدة لتحقيق رؤية السعودية 2030، حيث يظهر هذا البرنامج التزام الحكومة السعودية التام بتمكين الشباب من خلال تزويدهم بالمهارات اللازمة ودعمهم وإتاحة الفرص أمامهم للمستقبل المشرق، وبحسب وكيل وزارة السياحة لتنمية القدرات البشرية السياحية فإن المشاركين في البرنامج سيستفيدون من منح تدريبية في أبرز المعاهد والكليات المحلية والعالمية بفرنسا وإسبانيا وسويسرا والمملكة المتحدة وأستراليا وإيطاليا.
هذه الخطوة الرائعة ما هي إلا ترجمة حقيقية لتطلعات القيادة الحكيمة في السعودية، وبصراحة فإن هذه التجربة السعودية يجب أن تطبقها جميع دول الخليج، فكلها تتمتع بنفس الظروف المناخية والتاريخية وإن اختلفت بعضها بسبب مساحتها الجغرافية، فتأهيل وتوفير الأماكن والمرافق السياحية مطلب بات ضروريًا وكذلك العمل على تسويقها بالشكل الأمثل لتكون محطة جذب لجميع السياح من جميع أنحاء العالم.
على المستوى المحلي، أثبت البحرينيون من الجنسين تفوقهم وتميزهم في تنظيم الكثير من الفعاليات الثقافية والاجتماعية والرياضية، ولكن بصراحة تامة لابد من تأهيلهم بصورة أفضل، وتبقى الميزانية حجر عثرة لابتعاثهم للدراسة والتخصص في هذا القطاع الحيوي.
كلي أمل أن تقوم وزارة الصناعة والتجارة والسياحة بالاقتداء بالتجربة السعودية الناجحة وتخصيص ولو عدد متواضع من البحرينيين وابتعاثهم إلى دورات تدريبية في الخارج بالتنسيق مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وبما يدعم الوصول إلى الهدف المنشود لتحقيق الرؤية الاقتصادية 2030.