+A
A-

البرازيل.. بين الاغتيالات والمهرجانات

أعادت الأنباء المتداولة عبر وسائل الإعلام، خلال اليومين الماضيين، حول مقتل صحفي بريطاني ومرشده في البرازيل، صورا كئيبة عن تلك الدولة المترامية الأطراف التي غالبا ما اشتهرت بتنظيم كرنفالاتها الفنية المبهرة.

وجاء في الأخبار المحزنة أن برازيليْين اثنين مشتبه فيهما في قضية اختفاء الصحفي البريطاني دوم فيليبس ومرشده البرازيلي برونو بيريرا اعترفا بقتل وتقطيع أوصال الرجلين بحسب تقارير إعلامية محلية.

والمشتبه فيهما صياد يدعى أماريلدو دا كوستا وشقيقه أوسيني.

وذكرت وكالة "رويترز" أن السلطات البرازيلية كانت قد اعتقلت أماريلدو، الأسبوع الماضي، بتهم تتعلق بالأسلحة، ولا يزال محتجزا، بينما تحقق الشرطة في تورطه في هذه القضية.

وأضافت الوكالة أن "الشرطة اعتقلت شقيقه أوسيني مساء الثلاثاء".

وعلى الرغم من أن أسرة المشتبه بهما نفت أن يكون لهما أي دور في اختفاء الصحفي البريطاني ومرشده البرازيلي، فإن الأنباء راجت، في الموازاة، عن أن حالات الاختفاء في الأمازون مرتبطة بعمليات تهريب المخدرات.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن "الشرطة الفيديرالية في أمازوناس البرازيلية أعلنت أنها عثرت على متعلقات تخص مراسلها دوم فيليبس، ورفيقه الصحفي البرازيلي برونو بيريرا، اللذين اختفيا قبل 9 أيام في منطقة السكان الأصليين في غابات الأمازون، وهناك أنباء عن مقتلهما".

 

 

 

فرضية متوقعة في القضية

وأشارت "الغارديان" إلى أن مجموعة من المحققين المسؤولين عن القضية أوضحت لصحيفة "فولها" المحلية أن "الصيد غير المشروع والصيد في المنطقة يمكن تمويله جزئيا من قبل مجموعات تهريب المخدرات التي تعمل أيضا على الحدود الثلاثية بين البرازيل وبيرو وكولومبيا، وإذا تم تأكيد هذه الفرضية، نظرا لارتباطها بتجارة المخدرات، فستكتسب القضية طابعا فيديراليا ولن يتم التحقيق فيها إلا من قبل الشرطة الفيديرالية".

ولفتت الصحيفة إلى أنه تم العثور على متعلقات بيريرا وفيليبس، ومن بينها بطاقة صحية، وسراويل، وزوج من الأحذية تخص بيريرا، وحقيبة ظهر فيها ملابس للمراسل المتخصص في القضايا البيئية.

 

أسرار الأمازون

بالإضافة إلى ذلك، أكدت السلطات البرازيلية اكتشاف رفات بشرية، تم نقلها إلى برازيليا لتحليلها وتحديد ما إذا كانت تتزامن مع تلك الخاصة بالمختفين من خلال دراسة الحمض النووي.

وشوهد فيليبس (57 عاما)، وبيريرا (41 عاما)، لآخر مرة يوم الأحد في 5 يونيو في وادي جافاري، وهي منطقة غابات معزولة في غرب ولاية أمازوناس، بالقرب من الحدود.

وكان الصحفي البريطاني يعمل على إعداد كتاب حول الحفاظ على الأمازون، برفقة دليله البرازيلي الذي تلقى مرارا تهديدات بالقتل

بسبب عمله في الدفاع عن مجتمعات السكان الأصليين في الأمازون.

يذكر أن حوالى 200 شخص من السكان الأصليين تظاهروا ضد غزو أراضيهم، دفاعا عن العمل الذي قام به بيريرا وفيليبس، ورفضا لحكومة الرئيس الفنزويلي جاير بولسونارو.

 

 تفشي الجريمة

في الموازاة، قالت الشرطة المدنية في ريو دي جانيرو إن مارسيلو كاميلو، 36 عاما، قُتل بأداة حادة على يد مديره، وذلك بعد خلاف حول توقيت استراحة شرب القهوة.

وقالت بوابة "جي 1" البرازيلية إن الجريمة وقعت داخل شركة تُنتج الطلاءات المعدنية الصناعية، حيث حدد المشرف على مجموعة من الموظفين ساعات شرب القهوة وساعات معيّنة لتناول الوجبات الخفيفة خلال ساعات العمل.

ووفقا للشهادات، فإن الموظف كاميلو لم يمتثل لهذا الوقت، وفي الأسبوع الماضي تشاجر المدير معه لنفس السبب، ولكنهما تعرّضا لمشاجرة مرة أخرى أدت في النهاية إلى جريمة قتل.

وتُظهر لقطات كاميرا المراقبة اللحظة التي يخرج فيها الضحية من الغرفة ويده على صدره، يليه رجل آخر، ويشعر بقية العمال الحاضرين بالارتباك لما يشاهدونه.

وأشارت البوابة البرازيلية إلى أن المدير هرب، وهو مطلوب من قبل السلطات، وتم نقل الضحية إلى المستشفى، حيث توفي بعد فترة وجيزة من إصابته بثلاث سكتات قلبية.

 

عودة "بارينتينز"

أما عن الأخبار المفرحة، في الموازاة، فقد شهدت البرازيل عودة مهرجان "بارينتينز" للفولوكلور المحلي الخاص بمنطقة غابات الأمازون مرة أخرى، وذلك بعد توقف لمدة عامين بسبب جائحة "كوفيد-19".

ويعد "بارينتينز" أحد أكبر المهرجانات السنوية في البرازيل، وفرصة مثالية للراغبين في المشاركة في التفاعل مع تجربة إبداعية حقيقية ضمن فعاليات مهرجان برازيلي فريد للفنون الشعبية والتراثية خلال فترة العطلات الصيفية.

وستقام احتفالات هذا العام في الفترة ما بين 24 و27 من يونيو الجاري، في مركز بارينتينز الثقافي في جزيرة بارينتينز، حيث اشتق المهرجان اسمه، على ضفاف نهر الأمازون، الذي يبعد 370 كيلومترًا عن ماناوس، عاصمة ولاية أمازوناس الشاسعة.

ويُحتفل خلال المهرجان بأسطورة محلية، حيث تتنافس الفرق الفنية وجهًا لوجه، لتمثيل أسطورة تاريخية تحكي قصة الثور "كابريتشوسو"، باللون الأزرق، والثور "جارنتيدو" الذي يرمز له باللون الأحمر، في إعادة سرد أسطورة الثور القديمة للصراع بين الخير والشر.