+A
A-

قوات إضافية إلى دونباس.. والدفاع الروسية: مقتل 500 عسكري أوكراني بضربة في نيكولايف

يواصل الجيش الروسي، اليوم الأربعاء، ضرب مواقع القوات والبنية التحتية العسكرية الأوكرانية، وتحرير أراضي دونباس، في إطار عمليته العسكرية التي أطلقها في 24 فبراير الماضي، فيما تستمر كييف في تلقي الدعم المادي والعتاد العسكري من القوى الغربية.

وفي آخر التطورات الميدانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، أن القوات الأوكرانية تتكبد خسائر كبيرة، وأن ما يصل إلى 500 عسكري لقوا حتفهم جراء ضربة بأسلحة عالية الدقة استهدفت موقعا في نيكولايف (جنوب)، أمس الثلاثاء، بحسب ما نقلت وسائل الإعلام الروسية.

وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادة يومية: "نتيجة لضربة بأسلحة عالية الدقة نفذتها القوات الجوية الفضائية الروسية في 21 يونيو، تم القضاء على ما يصل إلى 500 جندي من اللواء الميكانيكي 59 التابع للقوات الأوكرانية بأسلحتهم ومعداتهم التي كانت موجودة في ورشات مصنع بناء السفن "أوكيان" في مدينة نيكولايف".

يأتي ذلك فيما قالت الاستخبارات البريطانية إن روسيا تستعد لنشر قوات كبيرة من وحدات الاحتياط في دونباس.

وأكد الأوكرانيون، فجر الأربعاء، أن الضربات الروسية "تدمر كل شيء" في مدينة ليسيتشانك الصناعية الاستراتيجية لقريبة من سيفيرودونيتسك في منطقة دونباس شرق البلاد. وكتب سيرغي غايداي، حاكم منطقة لوغانسك، حيث تتركز المواجهة بين الجيشين الروسي والأوكراني عبر تلغرام "الجيش الروسي يدك ليسيتشانك بالمدفعية والصواريخ والقنابل الجوية وقاذفات الصواريخ".

ولا تزال القوات الأوكرانية والروسية متشبثتين بمواقعهما في ساحات القتال بشرق أوكرانيا حتى اليوم. ومالت كفة القتال في الحرب المستمرة منذ أشهر لصالح روسيا في الأسابيع القليلة الماضية، بسبب تفوقها الهائل في قوة نيران المدفعية، وهي حقيقة اعترف بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب ألقاه في وقت متأخر من ليل الثلاثاء.

ودعا الرئيس زيلينسكي الجيش الأوكراني إلى "الصمود" معتبرا أن نتيجة الحرب تعتمد على مقاومته وقدرته على التصدي للجيش الروسي وتكبيده خسائر. وأضاف: "يعزز الجيش الأوكراني دفاعاته في منطقة لوغانسك بفضل المناورات التكتيكية.. هذه حقا أصعب بقعة. المحتلون يضغطون بقوة أيضا في اتجاه دونيتسك".

وفي المقابل، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه "فخور" بجهود جنوده في أوكرانيا، ووعد بمزيد من التعزيزات العسكرية. وتحدث بوتين في الكرملين أمام متخرّجي الأكاديميات العسكرية الروسية وكبار المسؤولين في الجيش. وفي إشارة إلى العقوبات التي فرضت على روسيا، قال "بالتأكيد، سيتم التغلّب عليها".

وفي آخر التطورات، أعلن ميخائيل ميزينتسيف، رئيس مركز مراقبة الدفاع الوطني في روسيا، أن القوات الروسية أجلت أكثر من مليوني شخص عن مناطق الاشتباكات الخطرة في أوكرانيا وجمهوريتي دونباس.

ومن جانبها، صرحت وزارة الدفاع الروسية بأن مدافع الهاوتزر M-777 عيار 155 ملم والتي سلمتها الولايات المتحدة ودول أوروبية لأوكرانيا، أصبحت "هدفا جيدا" لقواتها.

وقال المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف، أمس الثلاثاء، إنه خلال اليوم الماضي وحده تم تدمير 15 من تلك المدافع، معظمها في إحدى محطات السكة الحديدية، دون أن يتسنى لها إطلاق طلقة واحدة.

وذكر كوناشينكوف أيضا أن صواريخ عالية الدقة تم إطلاقها من الجو، دمرت أربعة مستودعات للذخيرة في جمهورية لوغانسك ومنظومة صواريخ مضادة للطائرات من طراز Buk-M1 في دونيتسك الشعبية، كما أنها ألحقت خسائر بأفراد ومعدات للقوات المسلحة الأوكرانية والفصائل القومية المتطرفة.

وفيما تكثّف القوات الروسية تقدمها في دونباس في شرق أوكرانيا، أعلن مسؤول أميركي في واشنطن أن وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند قام بزيارة غير معلنة لكييف لعقد مناقشات مع المدعية العامة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا حول الجهود الدولية والأميركية لمساعدة كييف في "تحديد هويات الأفراد الضالعين في جرائم حرب وغيرها من الفظائع في أوكرانيا وتوقيفهم ومحاكمتهم".

من جانبه، تحدث حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي أمس الثلاثاء عن "معارك (دائرة) في المنطقة الصناعية في سيفيرودونتسك ودمار كارثي في ليسيتشانسك".

ومنذ أسابيع تشهد المنطقة التي تتعرض لعمليات قصف يومية، معارك عنيفة بالمدفعية بين القوات الروسية والأوكرانية.

وما زالت مدن عدة في دونباس تحت سيطرة كييف تستعدّ لتقدم القوات الروسية، على غرار سلوفيانسك وكراماتورسك، إلى الشرق من سيفيرودونيتسك.

وقال رئيس بلدية سلوفيانسك فاديم لياخ لوكالة فرانس برس إن "الجبهة اقتربت في الساعات الأخيرة، إلى ما بين 15 و20 كيلومترا"، معربا عن أمله في أن تصل سريعا "أسلحة جديدة" يحتاج إليها الجيش الأوكراني.

وعلى الصعيد العسكري أيضا، أكدت روسيا مجددا أنها صدت "مغامرة" من قوات كييف لاستعادة جزيرة الثعبان، وهي منطقة رمزية واستراتيجية في البحر الأسود احتلتها موسكو في بداية هجومها على أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير.