+A
A-

الحمد: جودة التعليم الرقمي تتمثل في تمكين الطالب من جميع المعارف والمهارات

قال الخبير الدولي في جودة التعليم بسام الحمد “نقصد بالتمكين الرقمي القدرة والثقة التي تحصل عليها المدرسة من أجل تقديم خدمات التعليم الإلكتروني بأفضل المعايير”، مضيفا “هنا نشير إلى أن هيئة جودة التعليم قد وضعت المعايير المناسبة لجودة التعليم والتعلم، ولكن هناك فهم خاطئ أو قاصر لكثير من المعايير، وبالتالي تحرف الفكرة عن أصالتها في تحقيق عملية التعلم”. 
وقال الحمد إن لديه إضاءات عدة أولها الفهم الخاطئ للتعليم الإلكتروني، شارحا أن “بعض المدارس يقتصر تعليمها الإلكتروني على المحتوى الإلكتروني والمواد التعليمية المكتوبة والمصورة، أو أنها تفسر التعليم الإلكتروني بالتقييم باستخدام المنصة الإلكترونية”،
 مؤكدا أنه على الرغم من أهمية هذين الجانبين، إلا أنهما لا يمثلان كل الجوانب المتعلقة بالتعليم الرقمي الموصلة إلى عملية التعلم”، مضيفا أنه لوحظ أن 90 % من الطلبة يفضلون التعليم الوجاهي على التعليم الرقمي، حيث يقوم 10 % فقط من الطلبة بإكمال المقررات إلكترونيا، وهذا يؤكد أهمية التعليم الإلكتروني ولكن بشكل مدمج يكمل العملية التعليمية من أجل التعلم الأمثل. 
وأردف “ثانيا هناك ما يسمى بإدارة التعليم الإلكتروني، وهو استخدام النظم الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي لإدارة المعلومات الخاصة بالتعليم والتقييم والمادة التعليمية والتواصل والتفاعل، بحيث تجمع هذه المعلومات ومن خلال الخوارزميات المناسبة ويتم تحديد المتميزين من الطلبة وأسباب تميزهم، أو المتعثرين من الطلبة وأسباب تعثرهم”. 
وأضاف “ثالثا لا شك أن الهدف الرئيس من التعليم الرقمي هو عملية التعلم، إلا أن هناك خلطا بين عملية التعليم وعملية التعلم. وهنا نشير أن كم المواد التعليمية على المنصة الإلكترونية لا يحقق بالضرورة عملية التعلم، وتسمى هذه العملية بالمحاذاة البناءة. ينطبق هذا المعنى على التقييم أيضًا”. 
رابعا: تساءل الحمد قائلًا “هل يحقق التعليم الرقمي البناء اللازم لشخصية الطالب المتكاملة؟”، وأشار إلى قلق وسط التربويين والمعلمين يسمى الفاقد التعليمي، والذي يتكون من فجوات تعليمية خطرة على عملية التعلم، وهي: فجوة المعرفة، فجوة المهارات، فجوة القيم، الفجوة النفسية. وقال “إن هذه الفجوات تضعنا في تحد بشأن تكييف الطالب أو نقله مرحليا في إكمال جوانب النقص لسد الفجوات كي يتعلم بشكل صحيح في تكوين الشخصية المتكاملة”. 
واستطرد بالقول “خامسًا: تقوم معظم جهات الاعتماد بالإشارة إلى هذا المعيار المهم، وهو الجهوزية، للمدرسة، والمدرسين، والطلبة، وولي الأمر الذي صار عنصرًا مهمًا في عملية التعلم”. 
ويضيف الحمد سادسًا “نضيء على جانب مهم في جودة التعليم الرقمي، وهو القدرة على هذا النوع من التعليم في تمكين الطلبة، وأقصد بالتمكين تعليم الطالب بحيث يتحلى بجميع المعارف والمهارات والصفات التي تؤهله للنجاح في حياته العلمية والعملية والمهنية. فمثلًا، تميزت التجربة الألمانية بالتوجيه المهني للطلبة من المرحلة الإعدادية، أي أن الطالب يتجه بشكل مدروس إلى المهنة المناسبة له ولشخصيته، بحيث يجد الحافز ويرى المستقبل لمهنته المستقبلية. أما التجربة الأسترالية، فتزود الطالب بجواز المهارات، حيث يقوم بتجميع جميع المهارات التي يحتاجها بحيث يكون الجواز بوابة الدخول إلى عالم المهن. وتشير التجربة الفنلندية إلى تميكن الطلبة من مهارة ريادة الأعمال وما في ذلك من أثر على تنمية المجتمع واقتصاد البلد، ولا يخفى أن من أهم مهارات القرن الواحد والعشرين مهارة التعلم الذاتي التي تعتبر أساسا في التطوير والتأثير. وفي الحديث عن التعليم الصناعي والفني، لن يستقيم تقديم الشهادات الفنية والصناعية دون تكامل القطاع العام مع الخاص”.