+A
A-

حبيب: ليس معقولا تخصيص 50 % من البعثات لخريجي المدارس الحكومية ومثلها للخاصة

بدأ المستشار التربوي فاضل حبيب حديثه بذكر موقف حصل له قبل بضع سنوات، قائلًا “بينما كنت خارجًا من وزارة التربية والتعليم، وإذا بأحد طلابي يستوقفني في مواقف السيارات ليسلّم علي ويعرفني بنفسه، فعرفته على الفور لأنه كان بحق طالبًا ذكيًا ومتميزًا جدًا في تحصيله الدراسي وذكائه ومناقشاته داخل الصف وخارجه. بادرته بالسؤال، ماذا تفعل في وزارة التربية والتعليم؟ فأجاب مبتسمًا: جئت لأتنازل عن بعثتي، فقلت له أجننت؟ الطلبة يحلمون بالحصول على بعثة هنا ومنحة هناك وأنت لا تريد؟ فقال الطالب: لقد حصلت على ما هو أفضل من البعثة (بعثة ووظيفة). لقد وقعت عقدًا مع إحدى الشركات الصناعية الكبرى في البلاد للدراسة على نفقة الشركة، مع تعهدهم بتوظيفي بعد التخرج مباشرة في وظيفة مرموقة”. 
وفي إشارة إلى خطة البعثات الدراسية للعام الجامعي 2021 - 2022 والتي اعتمدت من قبل الوزير في شهر يوليو من العام الماضي 2021، أكد حبيب استمرار الوزارة في طرح البعثات والمنح الدراسية للتنافس بين الطلبة البحرينيين المتفوقين الحاصلين على معدل 90 % فما فوق في الثانوية العامة، وفقًا للشروط والمعايير المعتمدة، مشيرًا إلى أن جميع الطلبة المتفوقين من أبناء البحرين من خريجي المدارس الحكومية والخاصة سيحصلون على بعثة أو منحة دراسية، استنادًا إلى معدلاتهم التراكمية.
وأردف “أظهرت نتائج الثانوية العامة للعام الدراسي 2020 - 2021 (المستوى الثالث الثانوي) أن نسبة النجاح بلغت 98.5 %، وبلغ عدد المتفوقين من الطلبة الذين حصلوا على تقدير 95 % فأكثر للعام الدراسي الماضي 1520 منهم 470 متفوقًا و1050 متفوقة، كما بلغت نسبة النجاح في التعليم الفني والمهني 94.1 %، وبلغ عدد المتفوقين الذين حصلوا على تقدير 95 % فأكثر 21 متفوقًا ومتفوقة.
وأضاف حبيب “شملت خطة وزارة التربية والتعليم حوالي 4 آلاف بعثة ومنحة شملت جميع من حصلوا على 90 % فما فوق، موزعين على عدد 3657 لخريجي المدارس الحكومية، وعدد 343 لخريجي المدارس الخاصة، وبالتالي حصة المدارس الحكومية تبلغ 91.4 %، بينما تبلغ حصة المدارس الخاصة 8.6 %”.
وتساءل حبيب عن قلة حصة خريجي المدارس الخاصة في البعثات والمنح الدراسية، متطرقًا إلى أسباب عدة مع تعليلها: 
الأول: الانطباع السائد لدى كثير من الناس، بل وحتى المسؤولين بأن متفوقي وخريجي طلبة المدارس الخاصة ينحدرون من أسرٍ وعائلات ميسورة أو متوسطة الحال والدخل، ما يعني أنه بإمكان أولياء الأمور مواصلة الإنفاق على تعليم أبنائهم لغاية التخرج من الجامعة.
ثانيًا: يذكر البعض أن مناهج ومخرجات التعليم الحكومي أقرب ملامسة لمتطلبات واحتياجات سوق العمل (باستثناء اللغة الإنجليزية)، كما يؤكدون ذذ أن هناك صرامة أكثر في منح الدرجات بالمدارس الحكومية، بينما هناك في المقابل تضخم في الدرجات في بعض المدارس الخاصة، ويستدلون على حصول بعض المتفوقين في المدارس الخاصة على نسبة 100 %، بينما هذه النسبة لا تمنح إطلاقًا في المدارس الحكومية.
وتحدث حبيب عن التحديات قائلًا “لا أتكلم هنا عن وجود استحالة، في إيجاد التوازن بين استحقاق المتفوق من خريجي المدارس الخاصة للبعثة، وبين مستوى دخل أسرته، فثمة اعتبارات تفرض نفسها في هذا المقام، إذ في عدد ليس بالقليل من العائلات متوسطة الدخل، يعمل الوالدان ليلًا ونهارًا لتوفير نفقات التعليم الخاص والرسوم الدراسية، اعتقادًا منهم أن الاستثمار الحقيقي يتمثل في تعليم أبنائهم تعليمًا جيدًا، لضمان مستقبل أفضل لهم”.
وأضاف “هنا لابد لنا أن نتعامل مع الموضوع بمسطرة حقوق الإنسان، وبمعيار العدالة لا المساواة؛ لأن مجموع عدد الخريجين من المدارس الحكومية (سنويًا) أكثر من الضعف مقارنة مع خريجي المدارس الخاصة، وبالتالي ليس من المعقول أن نخصص 50 % من البعثات لخريجي المدارس الحكومية، و50 % لخريجي المدارس الخاصة لأن هناك نسبة وتناسبا”.