نحيي وزير شؤون البلديات والزراعة وائل المبارك على قرار قطع أو إتلاف الأشجار في الميادين والمنتزهات والطرق العامة، فهو قرار صارم يتصدى لكل من يخل بالقيم الجمالية في المنتزهات والطرق العامة، والاعتداء على حرمة التشجير بالقطع العشوائي أو إقامة المنشآت متعديا على المساحات الخضراء، حيث سادت الفوضى واختلط الحابل بالنابل، وأي مواطن لا تعجبه شجرة أمام منزله أو على جانبه، يستدعي عمالا ويقطعها ويزيل كل بهجة أو جمال في لحظات، وكأنه امتلك الشوارع والطرقات، ونظرة واحدة لبعض مدننا تبين لنا مع الأسف حجم هذه المشكلة وعدم محافظة بعض الأهالي على التشجير، وإلقاء مخلفاتهم على قارعة الطريق، والعبث والاعتداء على رونق وجمال المدينة، وهذا الجو القاتم من القبح والتنافر ينطوي على خطر داهم يهدد البيئة.
أية مدينة أو طريق عام بدون تشجير يبدو سقيما ويدعو إلى الملل، وبودنا أيضا من الوزير المبارك أن يعطي اهتماما أكبر للنصب التذكارية في الميادين العامة والتي ستسهم بلا شك في تجميل المدينة، وأعرف فنانين تشكيليين على أتم الاستعداد للتعاون، ولديهم مجسمات جميلة منجزة ستضيف إلى الطرقات والميادين بهاء وحسنا جديدا.
وهناك ظاهرة أخرى لها خطرها البالغ على مظهر المدن ورونقها وقد كتبنا عنها منذ فترة وهي مسألة لصق الإعلانات العشوائية في الشوارع وعلى إشارات المرور والمنشآت المؤقتة، حيث دأبت بعض الجمعيات الإسلامية على تشويه الطرقات والاعتداء على حرمتها بملصقات وأحجام مختلفة بلا حسيب ولا رقيب، وقد وصلت هذه الملصقات إلى الشواطئ تماما كما لو كنا نشاهد ملصقات فيلم سينمائي، ولو ترك المجال لهذه الجمعيات سيصلون إلى كل مبنى وشارع وبيت وشيئا فشيئا قد ينتقلون إلى محور آخر ويتوسعون في الفوضى، ومن يعلم قد نشاهد ذات يوم نقوشات حائطية على بيوتنا تدعو إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.