هل هي صدفة أم حكمة إلهية؟ سؤال يطرح نفسه ولا أحد يستطيع أن يفسره غير رب العالمين، في حياتنا تصادفنا الكثير من المواقف غير المتوقعة، أحيانا تكون حلوة ومضحكة، وأحيانًا تكون حزينة وغير مستحبة، لكن قدر الله وما شاء فعل، وقد تكون هذه المرة الأولى التي أكتب فيها مقالا عن موضوع أو موقف شخصي جدا، فقد استيقظت من نومي الأسبوع الماضي وأنا خارج البلاد أقضي إجازتي الصيفية، ومثل كل يوم كعادتي أتابع جميع ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأقرأ الجرائد اليومية وأتابع ما يدور من أخبار وتقارير، وفي تاريخ 21 يونيو الجاري، صادف أن ابنة أختي تكتب رسالة جميلة عن والدتها “رحمها الله” في ذكرى رحيلها الأربعين.
إلى هذا الحد وكل شيء طبيعي وعادي، بل جميل أن نشارك بهذه الرسائل وأن نذكر بمن رحلوا ونترحم عليهم، وكان من الطبيعي أن يشارك جميع أعضاء المجموعة في إرسال عبارات التعاطف والدعاء لها واستذكار مناقبها.. لكن المفاجأة كانت أن يتوفى زوج المرحومة في نفس اليوم، متزامنًا مع نفس تاريخ رحيلها وبعد أربعين عامًا بالتمام والكمال! صدق أو لا تصدق، كيف حدث ذلك؟ لدرجة أن الجميع انتابتهم الدهشة وعدم استيعاب هذه الحالة أو الصدفة!
أعزائي القراء.. ألا تعتقدون أن في ذلك حكمة إلهية، بل أعتبره شيئا من الخيال، فكيف حدث ذلك وبعد أربعين عامًا، كما دعوني أزيدكم من الشعر بيتا، فإن شقيقتي الأخرى “أطال الله عمرها” حلمت بشقيقتها المرحومة في الليلة التي سبقت ذكراها الأربعين وهي تؤكد أنها المرة الأولى التي تحلم بها منذ وفاتها! أدركت أن هناك شيئا ما لا يمكن أن نفهمه أو نستوعبه كبشر، هناك إشارات ربانية خارجية مرسلة من رب العالمين توجهنا إلى الطريق الذي يجب أن نكون فيه، هذه هي الحكمة الإلهية التي أتحدث عنها.
اللهم ارحمهما واغفر لهما وانظر إليهما بعين لطفك وكرمك يا أرحم الراحمين، وأفسح لهما في قبرهما، اللهم أبدلهما دارًا خيرًا من دارهما، وأدخلهما الجنة.