+A
A-

الناتو: على بوتين سحب قواته من أوكرانيا

أفاد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أمس (الخميس)، بأن قمة الحلف صادقت على تعزيز قدرات الحلف في دول السفح الشرقي ودعم أوكرانيا، حيث إن كييف بحاجة إلى الكثير من الأسلحة الثقيلة والمتقدمة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي للأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، من مدريد، حيث قال: “عززنا شراكتنا مع حلفائنا في المحيط الهادي، وتوصلنا إلى اتفاق حول زيادة تمويل حلف الناتو بشكل مطرد حتى 2030”.
وشدد على أن “العدوان الروسي على أوكرانيا غير مقبول وله تداعيات كارثية على العالم”، ومطالباً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب قواته من أوكرانيا ووقف الحرب فوراً.
وشدد أمين عام الناتو قائلاً: “نعمل على تخفيف آثار الحرب الروسية على أوكرانيا، واستئناف تصدير الحبوب”.
وأضاف أن “أزمة الغذاء العالمية هي نتيجة مباشرة للحرب الروسية على أوكرانيا”.
وقال إن قرار انضمام السويد وفنلندا إلى “الناتو” تم اتخاذه والتوقيع الرسمي قريباً، مؤكداً أن الخلافات داخل “الناتو” طبيعية “لكن الحلف متحد”.
ستولتنبرغ أضاف أيضاً: “اتفقنا على دعم قدرات تونس لمكافحة الهجرة غير الشرعية”.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة حلف شمال الأطلسي المنعقدة في مدريد: “حتى وإن لم تعد القارة الأوروبية تنعم بالسلام، فإن حلف الأطلسي ليس في حالة حرب”. وشدد ماكرون على أن “روسيا وحدها تتحمل مسؤولية هذه الحرب والعواقب الوخيمة التي تفرضها على العالم أجمع”. وتابع الرئيس الفرنسي: “أوكرانيا ليست جزءاً من الناتو (...) لكن المعركة التي تقودها للدفاع عن نفسها هي حربنا”، وبالتالي ستستفيد من دعم الحلف “طالما استغرق الأمر”.
الرئيس الأميركي: روسيا لن تنتصر
قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمس (الخميس)، إن بلاده ستقدم المزيد من الدعم لأوكرانيا حتى تتصدى للعمليات العسكرية الروسية، مشدداً على أن دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) عززت الروابط فيما بينها بعد الحرب.
وأضاف بايدن، خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة حلف “الناتو” في العاصمة الإسبانية مدريد، أن روسيا لن تنتصر، ثم قال إن هذا “الأمر مهم بالنسبة للعالم”.
وأكد بايدن العمل على حشد دعم أكبر لأوكرانيا، قائلاً إن الولايات المتحدة ستقدم 800 مليون دولار إضافية لكييف، وقال إن واشنطن ستواصل دعم كييف “مهما استغرق الوقت”.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أن دولاً في حلف “الناتو” تزيد من إنفاقها العسكري لأجل مواجهة التحديات، بينما تعمل الولايات المتحدة على نشر المزيد من القوات في الدول الأوروبية التي تشغل عضوية “الناتو”.
وأردف أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كان يراهن على أن ينقسم “الناتو” ويتشرذم، لكن العكس هو الذي حصل، بحسب قوله، لا سيما في ظل استعداد كل من السويد وفنلندا للانضمام إلى الحلف العسكري.
وتوعد بايدن موسكو بأن تدفع ثمناً وصفه بالباهظ بسبب العمليات العسكرية التي أطلقتها في أوكرانيا، محملاً روسيا مسؤولية أزمة الغذاء، لأنها “ناجمة عن الحصار الذي تفرضه على موانئ أوكرانيا”، بحسب قوله. 
الصين وروسيا تهاجمان “الناتو”
وجهت بكين وموسكو، أمس (الخميس)، انتقادات لحلف شمال الأطلسي بعد إعلانه أن روسيا تمثل “تهديداً مباشراً” وأن الصين تشكل “تحديات خطيرة” للاستقرار العالمي.
فقد حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنه سيردّ بالمثل إذا سمحت دولتا الشمال الأوروبي، أي فنلندا والسويد، لقوات “الناتو” وبنيته التحتية العسكرية بدخول أراضيها.
وقال بوتين إنه سيتعين على روسيا “خلق نفس التهديدات للأراضي التي تنشأ منها تهديدات ضدنا”، بحسب ما ذكر الأسوشيتد برس.
من جانبها، اتهمت الصين الحلف العسكري الغربي “بمهاجمة الدولة وتشويه سمعتها بشكل خبيث”.
وقالت بعثتها الدبلوماسية لدى الاتحاد الأوروبي إن الناتو “يدعي أن دولاً أخرى تشكل تحديات، لكن (الناتو) هو الذي يخلق مشكلات في جميع أنحاء العالم”.
وأصدر الحلف خلال قمته في مدريد تحذيراً صارخاً من أن العالم قد دخل مرحلة خطيرة من المنافسة بين القوى العظمى، وتهديدات لا تحصى من الهجمات الإلكترونية إلى تغير المناخ. كما دعا قادة الناتو رسمياً فنلندا والسويد للانضمام إلى الحلف، بعد التغلب على معارضة تركيا.
روسيا تنسحب من “جزيرة الثعبان”
أعلن الجيش الروسي، أمس (الخميس)، انسحاب قواته من جزيرة الثعبان الأوكرانية الإستراتيجية في البحر الأسود والتي كانت موسكو قد سيطرت عليها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية: “في 30 يونيو في بادرة حسن نية، أنجزت القوات الروسية أهدافها المحددة في جزيرة الثعبان وسحبت كتيبتها منها”.
وشدد بيان وزارة الدفاع على أن من شأن هذه البادرة “تسهيل صادرات الحبوب من أوكرانيا”، وفقما نقلت “فرانس برس”.
وفرضت روسيا مع بداية العملية العسكرية في أوكرانيا سيطرتها على “جزيرة الثعبان” التي تبلغ مساحتها 0.17 كيلومتراً مربعاً، ويصل طولها إلى 662 متراً ويبلغ عرضها 440 متراً، في حين ترتفع أعلى نقطة فيها نحو 41 متراً. وتقع الجزيرة في موقع إستراتيجي مميز بالبحر الأسود بالقرب من السواحل الشرقية لكل من أوكرانيا ورومانيا.