العدد 5010
الأحد 03 يوليو 2022
banner
لا للدية في قضية نيرة!
الأحد 03 يوليو 2022

انتابني استغراب كبير وأنا أقرأ بعض الأخبار التي تتحدث عن محاولة “ترضية” أهل قتيلة المنصورة الشابة، عن طريق دفع دية كبيرة لهم تحت عنوان أن الفتاة ذهبت لرب كريم وأن لا فائدة من إزهاق روح الفتى كقصاص له، والحقيقة أن الدية موجودة في الإسلام ومعمول بها، إلا أنها غالبا ما يتم طرحها عندما يكون مرتكب الجرم قد ارتكبه دون قصد أبدا، كأن يرتكب حادث سير ويذهب ضحيته شخص ما، هنا تظهر الدية ومحاولات التخفيف من حدة المشهد عن طريق استرضاء أهالي المتوفى بدفع الدية لهم حتى يعفون عن مرتكب الحادث ويكتب له عمر جديد لأنه ارتكب ذلك الجرم دون قصد.
أما أن يتم ارتكاب الجرم بقصد وتكون هناك محاولات لاسترضاء اهل المتوفاة فهو أمر جديد، ولن أبالغ في وصفي مشاعري المترددة وأنا أكتب هذا المقال ليس لشيء إلا لأنني أعلم أن أهل الجاني يعيشون حالة من الفوضى والقلق و التوتر والخوف، كما يعيش أهل القتيلة الحزن والكمد والقهر، وكلهم لديهم مشاعر من الحنق والغضب والانكسار، ولا أحد منا - سواء من قرأ أو كتب في هذا الموضوع - يعيش أيا مما يعيشونه حاليا من ظروف، إلا أن موضوع دفع الدية لأهل الفتاة لم يرق لي أبدا، وقد سبب لي أرقا بأن تظهر في المجتمعات ظاهرة جديدة قد تحث أيا من الأشخاص على ارتكاب مثل ذلك الفعل على أمل أن يتم انتشاله فيما بعد ودفع الدية عنه! 
لا أعلم إلى أين ستجري الأمور في الأيام القادمة، لكنني أطالب أهل الثقة والعلم والحكمة في كل مكان أن لا تظهر هذه الظاهرة ولا تستخدم إلا بوقت الحاجة كالمثال الذي أسلفته في بداية المقال، رحم الله الفتاة وألهم ذويها الصبر و السلوان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية