+A
A-

موسكو تعلن السيطرة الكاملة على منطقة لوغانسك

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأحد، أن قواتها وقوات الانفصاليين الموالية لها باتت تسيطر بشكل كامل على منطقة لوغانسك، فيما يبدو أنه تطور عسكري كبير في الحرب المندلعة منذ فبراير الماضي. 
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن السيطرة الكاملة على منطقة لوغانسك في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا تمت، إثر “تحرير” مدينة ليسيشانسك، آخر جيب للقوات الأوكرانية في لوغانسك، وفق ما أوردت وكالة “تاس” الروسية.
وكانت الوزارة أعلنت في وقت سابق أن قواتها تطوق المدينة وتندفع نحو القتال في داخلها.
ولم تعلق كييف على هذه التطورات حتى الآن، لكنها أكدت في وقت سابق اندلاع معارك شرسة في ليسيشانسك، ودعت السكان إلى المغادرة.
وتسارعت الأحداث في منطقة لوغانسك خلال الأيام الأخيرة، بعدما كثفت قوات الروسية من هجومها على ليسيشانسك، آخر إثر السيطرة على المدينة التوأم لها سيفرودونيتسك في أواخر يونيو الماضي.
ويتكون إقليم دونباس شرقي أوكراني من منطقتي لوغانسك ودونيتسك، ويعيش فيها مواطنون أوكرانيون ناطقون بالروسية، وتقول موسكو إنهم كانوا يتعرضون للاضطهاد والإبادة الجماعية من جانب كييف.
وأطلقت روسيا حربا في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، وذكرت أن السبب وراء ذلك هو حماية دونباس.
وتنبع أهمية إقليم دونباس من كونه منطقة صناعية بارزة في أوكرانيا، فضلا عن أنه يحتضن احتياطيات ضخمة من الفحم.
ويُنظر البعض للسيطرة عل لوغانسك بأنه إنجاز عسكري روسي، سيمهد الطريق أمام ضمها إلى روسيا.
وتسيطر موسكو وقوات الانفصاليين الموالين لها على معظم أراضي منطقة دونيتسك، وتسعى إلى استكمال السيطرة على بقية الأراضي في دونباس الذي أعلن فيه الانفصاليون إنشاء “جمهوريتين” في عام 2014.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، أمس الأحد، إن روسيا كثفت هجماتها وتحركاتها العسكرية شرقي البلاد بالإضافة لضربات، في وقت أكد حاكم منطقة بيلغورود الروسية مقتل 3 أشخاص انفجارات يُعتقد أنها ناجمة عن هجوم أوكراني.
وأوضحت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في بيان أن قواتها صدت هجمات روسية بالقرب من خاركيف وسلوفينسك شرقي البلاد.
وفي السياق، قال رئيس بلدية ميليتوبول، جنوبي أوكرانيا إن قوات بلاده قصفت قاعدة عسكرية تسيطر عليها القوات الروسية في محيط المدينة بأكثر من 30 صاروخا. 
ويأتي هذا التطور بعدما أعلن حاكم منطقة بيلغورود الروسية فياتيسلاف جلادكوف، أن 3 أشخاص على الأقل قتلوا، ولحقت أضرار بعشرات المباني السكنية في مدينة بيلورود القريبة من الحدود الأوكرانية، وذلك بعد ورود أنباء عن وقوع عدة انفجارات في المدينة.
وقال جلادكوف في منشور على تطبيق “تلغرام” إن 11 بناية سكنية على الأقل و39 منزلا خاصا لحقت بهم أضرار مشيرا إلى دمار 5 منازل بالكامل، وفق “رويترز”.
ويبلغ عدد سكان مدينة بيلغورود 400 ألف شخص وتقع على بعد 40 كيلومترا تقريبا شمالي الحدود مع أوكرانيا وهي المركز الإداريل منطقة بيلغورود.
ولم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها عن الهجوم، لكن يعتقد أنها هي من تقف وراءه.
والتزمت كييف الصمت إزاء الهجمات التي وقعت مرارا في الداخل الروسي منذ اندلاع الحرب في 24 فبراير الماضي، لكنها أكدت حقها في ضرب أهداف داخل العمق الروسي.
ألمانيا تتدخل لإنهاء أزمة كالينينغراد
يبدو أن تهديدات موسكو باتخاذ إجراءات انتقامية ردًّا على حظر ليتوانيا مرور البضائع الروسية عبر جيب كالينينغراد، دفعت ألمانيا لإعادة النظر في حزمة العقوبات المفروضة ضد روسيا.
وطالب المستشار الألمانيأولاف شولتز، ليتوانيا والاتحاد الأوروبي برفع القيود المفروضة على نقل البضائع الروسية في كالينينغراد، مشيرًا في ختام قمة الناتو بمدريد، إلى أن العقوبات الأوروبية تجاه روسيا يجب ألا تطبق تجاه الإقليم التابع للأراضي الروسية.
وعقب تصريحات شولتز بساعات، أجرى مسؤولو الاتحاد الأوروبي مباحثات مع ليتوانيا لإعفاء البضائع الروسية المارة عبر كالينينغراد من العقوبات.
وإقليم كالينينغراد هو مقر للأسطول الروسي في بحر البلطيق، وممر لمنتجات البناء والأخشاب والصناعات الزجاجية والحديد والصلب الروسية.
ومنذ عام 1994، وقّعت اتفاقية تعاون بين روسيا وليتوانيا، للحفاظ على العبور بينهما عبر هذا الجيب الذي تصل مساحته إلى نحو 223 كم.
ولأن تقييد العبور عبر الإقليم بمثابة عزل لروسيا، اعتبرت السلطات الروسية القرار “انتهاك للقوانين”، وطالبت الاتحاد الأوروبي بالتدخل لإلغائه، متوعدة بأن روسيا ستتعامل مع ليتوانيا باعتبارها بلدًا لا ينتسب للاتحاد إن استمر الحظر.