أحدث مسلسل كوميدي اليوم على "نتفلكس" للنجم البريطاني المحبوب روان أتكينسون هو "رجل ضد نحلة" الذي يعج بدروس الحياة، وكيف يمكنك أن تحاصر نحلة في بيانو كبير أو أن تضعها في الميكروويف.
ويدرك أتكينسون، مع كاتبه ويل ديفيز والمخرج ديفيد كير، أن الكوميديا ليست تقدم لشغل فراغ أو بلا هدف، ولكنها مع رسائل كثيرة.
يمكن أن يطلق على المسلسل القصير Man vs Bee بسهولة اسم Man vs Self أو Man vs House "رجل يصارع نفسه أو منزل"، إذ يقدم أتكينسون دور ”تريفور"، وهو رجل قد طرد من هايبرماركت "أسدا" بعد مشاجرة مع عربة، ومن مكتب بعد أن انتهى به المطاف على الجانب الخاسر من معركة مع آلة تمزيق، وطلقته زوجته وابنته تتوق إليه باستمرار دون جدوى. ”تريفور“ ليس الرجل المفضل لرعاية منزل به أنظمة أمان متقدمة تعمل بالصوت كما نعرف جميعا عشاق "مستر بين".
في التفاصيل المسلسل الجديد الذي يعرض حاليا نشاهد “تريفور”، يبحث عن طريقة لإرجاع علاقته مع ابنته حتى يتمكن من الذهاب معها في عطلة بالقرب من البحيرة، لهذا يجرب العمل بوظيفة غريبة بعض الشيء علينا، وهي "جليس بيت“، إذ يتولى الاعتناء بقصر فاخر مليء بالتكنولوجيا واللوحات والآثار الباهظة الثمن وسيارة جاكوار كلاسيكية ثمينة، حتى تدخل نحلة مزعجة جدا هذا البيت وتدمر العمل السهل الذي من المفروض أن يقوم به ويدخل معها في حرب في محاولة لإبعادها عن المنزل والتخلص منها بشتى طرقه المجنونة كما نعرفها، من خلال مشاهداتنا له في التسعينات.
”جوليان ريند توت“ و “جينغ لوسي“ يتصلان حرفيا في أدائهما البطولي البشع بصفتهما أصحاب المنازل المروعين الذين يقضون عطلاتهم وهم يتسكعون بجانب حمام السباحة، ويتصلون بالرجل الذي عهدوا إليه بغباء ممتلكاتهم الثمينة مثل الأعمال الفنية التي لا تقدر بثمن، وكلب مطيع، وبالطبع ينتهي بهم المطاف بتدمير منزلهم في ثورة غضب مع قاذفات اللهب وغيرها، لقد شعرت دائما وأنا أدرك ذلك أن أفضل كوميدي هو ”أتكينسون“ وأن "مستر بين" و “جوني إنجلش“ كانا في المقام الأول موضع اهتمام الديموغرافية المربحة الخافتة، ما كان ينبغي أن أقدره هو استمرارية عمله المحبوب الذي مازال يعرف كيف يضحكننا عندما يكون عالقا في أماكن مرتفعة، أو وهو يفكر في كيف أن يتخلص من هذا النحل الذي يهدده مثل المسلسل الذي نتحدث عنه.
كنت سأعطي هذه السلسلة خمس نجوم من خمسة لولا أن مثلا النحلة غير موصوفة بشكل يرثى له، وما هو دافعها؟ هل علينا أن نأخذ على محمل الجد الادعاء الضمني بأن ذكور النحل، التي طردت من خلايا النحل، مشردة وبلا أصدقاء، وبالتالي فإن هذا الشخص يبحث فقط عن مأوى وشركة؟ إذا كان الأمر كذلك، فلماذا يعذب تريفور؟ التفسير الوحيد المنطقي هو أنه غاضب من النقص المستمر في تمثيل النحل في الترفيه، لعب الفنان "جيري سينفيلد" دور الحشرة في فيلم Bee Movie، وكان Bumblebee Man لعائلة سيمبسون متحورا بشريا أعاد تحرير النحل إلى عقود إلى الوراء، لا يمكنك أن تكون ما لا يمكنك رؤيته، خاصة إذا كنت نحلة.
يتكون المسلسل القصير Man vs. Bee من 9 حلقات، بمشاركة: جينج لوسي، وكلودي بلاكلي، وتوم باسدن، وجوليان رايند توت، وجريج ماكهيو، وإنديا فاولر، وهو تأليف وإخراج ديفيد كير.
يذكر أن عودة أتكينسون إلى الكوميديا تأتي بعد تعهده العام 2012 بعدم لعب دور “مستر بين” مرة أخرى، بعدما حقق بفضله شهرة عالمية كبرى، على مدار 17 عاما من تجسيدها بين العامين 1990 و 2007.
وتحدث النجم ”روان أتكينسون“ لموقع CBR: "بغض النظر عن كل شيء، أجد العمل حاليًا أمرًا مرهقًا فقدرتي البدنية بدأت بالانخفاض، وثقل المسؤولية ليس لطيفًا، وأعتقد أن شخصًا كبيرًا في السن مثلي يصبح حزينًا قليلًا“. وفي حوار مع صحيفة التايمز الآيرلندية، شارك نجم الكوميديا بعض وجهات النظر لديه حول مجال الكوميديا، وأوضح المغزى من وراء مقولة "لكل نكتة ضحية"، كما انتقد ثقافة الإلغاء في الكوميديا، وهي شكل حديث من أشكال النبذ يتم فيه إقصاء شخص ما من الدوائر الاجتماعية أو المهنية، وشارك النجم الإنجليزي وجهة نظره حول هذا الموضوع، مشيرًا إلى أن الكوميديين يجب أن يكونوا قادرين على إلقاء النكات حول "أي شيء على الإطلاق“.