+A
A-

أدهم بن تركي: تعامل البحرين مع تداعيات الجائحة يضرب به المثل

ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬“سلاح‭ ‬ذو‭ ‬حدين”

دور‭ ‬أكبر‭ ‬لوزارات‭ ‬المالية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواجهة‭ ‬“الانكماش”

جميع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لديها‭ ‬خطط‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬في‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادي

الوقت‭ ‬غير‭ ‬مناسب‭ ‬لتعويم‭ ‬عملات‭ ‬الخليج‭ ‬وسياسة‭ ‬الربط‭ ‬أثبتت‭ ‬نجاعتها

لإعادة‭ ‬توجيه‭ ‬الوفورات‭ ‬المالية‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬وغربلة‭ ‬المحفظة‭ ‬الائتمانية

التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬خلق‭ ‬قطاعات‭ ‬اقتصادية‭ ‬غير‭ ‬معتمدة‭ ‬على‭ ‬الحكومات

حكومات‭ ‬الخليج‭ ‬الآن‭ ‬بمرحلة‭ ‬التخارج‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬أسستها

تجربة‭ ‬“التعاون‭ ‬الخليجي”‭ ‬في‭ ‬الكهرباء‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تمتد‭ ‬لقطاع‭ ‬الأغذية

 

اعتبر‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬السيد‭ ‬الدكتور‭ ‬أدهم‭ ‬بن‭ ‬تركي‭ ‬آل‭ ‬سعيد‭ ‬الأستاذ‭ ‬المساعد‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والعلوم‭ ‬السياسية‭ ‬بجامعة‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬ومؤسس‭ ‬“ذا‭ ‬فيرم”‭ ‬للاستشارات،‭ ‬أن‭ ‬الارتفاع‭ ‬الذي‭ ‬يشهده‭ ‬سوق‭ ‬النفط‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬“سلاحا‭ ‬ذا‭ ‬حدين”‭.‬

وقال‭ ‬آل‭ ‬سعيد‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬“البلاد‭ ‬الاقتصادي”‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬زيارته‭ ‬للمملكة‭ ‬مؤخرا‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬تدشين‭ ‬“قائمة‭ ‬البلاد‭ ‬لأقوى‭ ‬50‭ ‬شركة‭ ‬بحرينية‭ ‬لعام‭ ‬2022”‭ ‬إن‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬آثار‭ ‬عكسية‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الأغذية،‭ ‬حيث‭ ‬ارتأت‭ ‬دول‭ ‬أن‭ ‬تعيد‭ ‬طرح‭ ‬حماية‭ ‬إضافية‭ ‬لبرامج‭ ‬الدعم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ودعم‭ ‬السلع‭ ‬الذي‭ ‬تتباه‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭.‬

وأكد‭ ‬آل‭ ‬سعيد‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬تثبيت‭ ‬الأسعار‭ ‬جعلت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬أفضل‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬بالتضخم،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬مناص‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬توجيه‭ ‬الوفورات‭ ‬المالية‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬خصوصًا‭ ‬بعد‭ ‬ارتفاع‭ ‬المديونية‭ ‬لبعض‭ ‬الدول،‭ ‬وذلك‭ ‬لغربلة‭ ‬المحفظة‭ ‬الائتمانية‭.‬

وقال‭ ‬آل‭ ‬سعيد‭ ‬إن‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬الذي‭ ‬تواجهه‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬هو‭ ‬خلق‭ ‬قطاعات‭ ‬اقتصادية‭ ‬مترابطة‭ ‬لا‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حكومات‭ ‬الخليج‭ ‬بادرت‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬سابقة‭ ‬بتأسيس‭ ‬الشركات‭ ‬وخلق‭ ‬قطاعات،‭ ‬وأنها‭ ‬حاليًّا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التخارج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬بعد‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬مغرية‭ ‬للاستثمار‭ ‬وقادرة‭ ‬على‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬نفسها‭.‬

وبشأن‭ ‬ربط‭ ‬عملات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بالدولار،‭ ‬أشار‭ ‬آل‭ ‬سعيد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬تثبيت‭ ‬سعر‭ ‬العملة‭ ‬أثبتت‭ ‬جدواها‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬المالي‭ ‬ومواجهة‭ ‬التضخم،‭ ‬وأنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المناسب‭ ‬تعويم‭ ‬العملات‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تتمتع‭ ‬بموقف‭ ‬أفضل‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بنسب‭ ‬التضخم،‭ ‬ولكنها‭ ‬ستجد‭ ‬نفسها‭ ‬مضطرة‭ ‬لمواكبة‭ ‬خطوات‭ ‬الفيدرالي‭ ‬الأميركي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سينعكس‭ ‬على‭ ‬انخفاض‭ ‬الائتمان‭ ‬ويذكي‭ ‬مخاوف‭ ‬الانكماش‭. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬غياب‭ ‬أدوات‭ ‬نقدية‭ ‬فإنه‭ ‬سيتعين‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تفعيل‭ ‬سياساتها‭ ‬المالية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وزارات‭ ‬المالية‭.‬

 

‭- ‬فيما‭ ‬يلي‭ ‬النص‭ ‬الكامل‭ ‬للحوار‭:‬

ترتبط‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬حكومة‭ ‬وشعبًا‭ ‬بعلاقات‭ ‬أخوية‭ ‬عميقة،‭ ‬كيف‭ ‬تقيِّمون‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة؟

طبعًا‭ ‬ولله‭ ‬الحمد،‭ ‬العلاقات‭ ‬العمانية‭ ‬البحرينية‭ ‬لها‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬جدًّا،‭ ‬والاحتكاك‭ ‬بين‭ ‬الشعب‭ ‬العماني‭ ‬والشعب‭ ‬البحريني‭ ‬قوي‭ ‬جدًّا،‭ ‬وتاريخيًّا‭ ‬في‭ ‬الحضارات‭ ‬السابقة‭ ‬والعقود‭ ‬الماضية،‭ ‬هناك‭ ‬تقارب‭ ‬كبير‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬صلة‭ ‬التقارب‭ ‬والتواصل‭ ‬الأهلي‭. ‬ولا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬التواجد‭ ‬الرسمي‭ ‬والأهلي‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬والأفراد‭ ‬من‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬في‭ ‬الفعاليات‭ ‬واللقاءات‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والزيارات‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬القوية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭.‬

حديث‭ ‬الساعة‭ ‬الآن،‭ ‬هو‭ ‬الأزمة‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬وتداعياتها‭ ‬على‭ ‬اقتصاديات‭ ‬المنطقة،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬تداعياتها‭ ‬على‭ ‬المشهد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬حسب‭ ‬وجهة‭ ‬نظركم‭ ‬وتبعاتها‭ ‬على‭ ‬المنطقة؟

للأسف‭ ‬الأزمة‭ ‬خلقت‭ ‬إشكاليات‭ ‬أخرى‭ ‬مع‭ ‬بدايات‭ ‬التعافي‭ ‬من‭ ‬جائحة‭ (‬كوفيد‭-‬19‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬كانت‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬في‭ ‬الحسبان،‭ ‬وكما‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭.‬

طبعًا‭ ‬الجانب‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬كان‭ ‬تأثيره‭ ‬بارزًا‭ ‬من‭ ‬الأزمة،‭ ‬فكل‭ ‬من‭ ‬الدولتين‭ ‬تعدّان‭ ‬مصدرًا‭ ‬رئيسيًّا‭ ‬للقمح‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬يعتمد‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬السلعة‭.‬

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬رأينا‭ ‬تأثيرًا‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬فمن‭ ‬جهة‭ ‬ارتفعت‭ ‬فاتورة‭ ‬الطاقة‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬المستوردة‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬استفادت‭ ‬الدول‭ ‬بوفورات‭ ‬مالية‭ ‬جراء‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭.‬

وقد‭ ‬أدى‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬المستوردة‭ ‬لهذه‭ ‬السلعة‭ ‬الرئيسية،‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكلفة‭ ‬دعم‭ ‬هذه‭ ‬السلعة،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬دعم‭ ‬فسيكون‭ ‬هناك‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬والقطاعات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬والمصانع‭. ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬هو‭ ‬سلاح‭ ‬ذو‭ ‬حدّين،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬يحدث‭ ‬آثارًا‭ ‬عكسية‭ ‬مثل‭ ‬التضخم‭ ‬في‭ ‬سلع‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬والغذاء‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬والأفراد‭.‬

في‭ ‬مرحلة‭ ‬كان‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬تعيد‭ ‬توجيه‭ ‬الدعم‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬السلع،‭ ‬فهذه‭ ‬البرامج‭ ‬تأثرت‭ ‬كثيرًا‭ ‬وأرتأت‭ ‬الدول‭ ‬أنها‭ ‬بحاجة‭ ‬لطرح‭ ‬حماية‭ ‬إضافية،‭ ‬فمثلاً‭ ‬في‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬جاءت‭ ‬التوجيهات‭ ‬السامية‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬بتوجيه‭ ‬الدعم‭ ‬لفئات‭ ‬مستحقة‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬آثار‭ ‬الجائحة‭ ‬وآثار‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬ولكن‭ ‬تظل‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬بعيدة‭ ‬لحد‭ ‬ما‭ ‬عن‭ ‬التأثير‭ ‬المباشر،‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬استخدام‭ ‬سياسة‭ ‬تثبيت‭ ‬الأسعار،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬مناص‭ ‬من‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬إعادة‭ ‬توجيه‭ ‬الوفورات‭ ‬المالية‭ ‬من‭ ‬النفط،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬مرحلة‭ ‬ارتفعت‭ ‬فيها‭ ‬المديونية‭ ‬العامة‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬وغربلة‭ ‬المحفظة‭ ‬الائتمانية‭ ‬للدولة‭ ‬لتخفيف‭ ‬الآثار‭ ‬مستقبلًا،‭ ‬والإنفاق‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتأسيس‭ ‬استقرار‭ ‬اقتصادي‭.‬

مع‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الغذاء،‭ ‬هل‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لأن‭ ‬تبدأ‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬مشاريع‭ ‬مشتركة‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي؟

لاشك‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬خصوصية‭ ‬داخلية،‭ ‬حيث‭ ‬عملت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬معالجة‭ ‬هذه‭ ‬المساءلة‭ ‬بصورة‭ ‬داخلية‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬تكاملية‭ ‬مطلوبة،‭ ‬ربما‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬لديها‭ ‬وفورات‭ ‬مياه‭ ‬كافية‭ ‬والتقانة‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭ ‬التقنية‭. ‬هناك‭ ‬أسواق‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لكن‭ ‬لاتزال‭ ‬الإنتاجية‭ ‬لديها‭ ‬محدودة،‭ ‬والاستهلاك‭ ‬يفوق‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬موجود‭.‬

رأينا‭ ‬بعض‭ ‬التطور‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬الحليب‭ ‬ومشتقاته‭ ‬المختلفة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إنتاج‭ ‬اللحوم‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها،‭ ‬وتنمية‭ ‬القدرات‭ ‬المحلية،‭ ‬ومثل‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬والكهرباء‭ ‬قد‭ ‬نرى‭ ‬مستقبلًا‭ ‬تعاونًا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأغذية‭.‬

كما‭ ‬تعرف‭ ‬فإن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬بصورة‭ ‬أساسية‭ ‬كمصدر‭ ‬للدخل،‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬نفطية؟

فعلًا،‭ ‬لا‭ ‬يغيب‭ ‬عن‭ ‬بال‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لديها‭ ‬خطط‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬في‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادي‭. ‬وأعتقد‭ ‬أنه‭ ‬ينبغي‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬موضوع‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬من‭ ‬شقين‭: ‬الأول‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬للإنفاق‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتقديم‭ ‬الخدمات،‭ ‬والشق‭ ‬الآخر،‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تمتص‭ ‬الصدمات‭.‬

ولكن‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬هو‭ ‬خلق‭ ‬قطاعات‭ ‬اقتصادية‭ ‬قوية‭ ‬ومترابطة،‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬معتمدة‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬المباشر،‭ ‬وفي‭ ‬المراحل‭ ‬الأولى‭ ‬اتجهت‭ ‬الحكومات‭ ‬لإنشاء‭ ‬الشركات‭ ‬كمحفز‭ ‬مبدئي،‭ ‬واليوم‭ ‬نرى‭ ‬مرحلة‭ ‬التخارج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬وطرحها‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬المال‭ ‬وذلك‭ ‬لتقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭ ‬للإنفاق‭ ‬عليها‭ ‬وتغطية‭ ‬خسائرها،‭ ‬وهذا‭ ‬تحدٍّ‭ ‬كبير،‭ ‬فنرى‭ ‬الآن‭ ‬محاولة‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬قوية‭ ‬وقادرة‭ ‬على‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬عملية‭ ‬التخارج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭. ‬المدة‭ ‬الزمنية‭ ‬لمرحلة‭ ‬التخارج‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬لأخرى،‭ ‬ففي‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬أعلن‭ ‬جهاز‭ ‬الاستثمار‭ ‬العماني‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬المقبلة‭ ‬أنه‭ ‬سيتخارج‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬قطاعات‭ ‬والتي‭ ‬يراها‭ ‬أنها‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬النضج‭ ‬وقبول‭ ‬الأسواق‭ ‬للاستثمار‭ ‬فيها،‭ ‬وذلك‭ ‬بنسبة‭ ‬تخارج‭ ‬كلية‭ ‬أو‭ ‬جزئية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إدراجها‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المال‭.‬

وإذا‭ ‬ما‭ ‬اعتمدنا‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬قطاعات‭ ‬وأنشطة‭ ‬اقتصادية،‭ ‬دون‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬فتلك‭ ‬ستكون‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتخطاها‭.‬

كما‭ ‬تعلمون‭ ‬فإن‭ ‬الاحتياطي‭ ‬الفيدرالي‭ ‬الأميركي‭ ‬رفع‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬وهي‭ ‬الأكبر‭ ‬منذ‭ ‬30‭ ‬عاما،‭ ‬وحذت‭ ‬حذوه‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لعمان‭ ‬تجربة‭ ‬مغايرة‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬توقعاتكم‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬وتوجه‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية؟

طبعاً‭ ‬السياسة‭ ‬النقدية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالدولار،‭ ‬فدولة‭ ‬الكويت‭ ‬لديها‭ ‬سلة‭ ‬عملات،‭ ‬لكن‭ ‬نعتقد‭ ‬أنها‭ ‬تميل‭ ‬إلى‭ ‬الدولار‭ ‬الأميركي‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عملات‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬اليورو،‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬والدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬ترتبط‭ ‬اعتماد‭ ‬كلي‭ ‬على‭ ‬الدولار‭.‬

لا‭ ‬مناص‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة،‭ ‬ولكن‭ ‬لاتزال‭ ‬مستويات‭ ‬الفائدة‭ ‬الحقيقة‭ ‬في‭ ‬مستويات‭ ‬منخفضة،‭ ‬فمستويات‭ ‬الإقراض‭ ‬تقترب‭ ‬منً‭ % ‬ونسب‭ ‬تضخم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬4‭ % ‬فنحن‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬مستويات‭ ‬السالب‭. ‬فيجب‭ ‬على‭ ‬الفائدة‭ ‬أن‭ ‬ترتفع‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭.‬

هناك‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬سعر‭ ‬الفائدة‭ ‬سيكون‭ ‬مؤثرًا‭ ‬على‭ ‬القروض‭ ‬الشخصية،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬سنراه‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬سترفع‭ ‬الفائدة‭ ‬مع‭ ‬خطوات‭ ‬الاحتياطي‭ ‬الفيدرالي،‭ ‬النسبة‭ ‬ليست‭ ‬طبعًا‭ ‬1‭ ‬إلى‭ ‬1،‭ ‬ولكن‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬مستويات‭ ‬مغرية‭ ‬للاستثمار‭ ‬مع‭ ‬تفوق‭ ‬العائد‭ ‬على‭ ‬التضخم‭. ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬مستويات‭ ‬التضخم‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬لاتزال‭ ‬محمية‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تتعجل‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬الرفع‭ ‬المباشر‭ ‬للفائدة،‭ ‬ولكن‭ ‬قد‭ ‬ترى‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬خطرًا‭ ‬على‭ ‬عملاتها،‭ ‬فلذك‭ ‬سيجب‭ ‬مواكبة‭ ‬الفيدرالي‭.‬

التأثير‭ ‬المتوقع‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬انكماش‭ ‬القروض،‭ ‬والنمو‭ ‬أساسًا‭ ‬ضعيف‭ ‬في‭ ‬القروض‭ ‬والائتمان‭ ‬ضعيف،‭ ‬قد‭ ‬تعتمد‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬الإقراض‭ ‬الحكومي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صناديق‭ ‬الاستثمار‭ ‬وبرامج‭ ‬التنمية،‭ ‬فقد‭ ‬نتوجه‭ ‬للاستثمارات‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬البنوك،‭ ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬حميد‭. ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عوامل‭ ‬كثيرة‭ ‬ستؤثر‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬مستقبلًا،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬التصنيف‭ ‬الائتماني،‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬تحسن‭ ‬تصنيفها‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬وتثبيته‭ ‬إلى‭ ‬ايجابي‭ ‬مع‭ ‬تحسن‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭.‬

والحذر‭ ‬أن‭ ‬تغطي‭ ‬الحكومات‭ ‬العجز‭ ‬في‭ ‬الادخار‭ ‬والذي‭ ‬نتوقع‭ ‬أن‭ ‬يرتفع‭ ‬أو‭ ‬الاستثمار‭ ‬المباشر‭ ‬أو‭ ‬الإقراض‭. ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العوامل،‭ ‬ولكن‭ ‬نتوقع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تباطؤ‭ ‬أو‭ ‬انخفاض‭ ‬للائتمان،‭ ‬والخوف‭ ‬الأكبر‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬انكماش،‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬أدوات‭ ‬سياسة‭ ‬نقدية‭ ‬لمحاربة‭ ‬الانكماش‭ ‬والتضخم،‭ ‬وذلك‭ ‬فسيكون‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬المالية،‭ ‬وقدرة‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المخرجات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تساؤلات‭ ‬بخصوص‭ ‬هل‭ ‬سنرى‭ ‬ركودًا‭ ‬تضخميًّا؟

أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الوفورات‭ ‬الموجودة‭ ‬من‭ ‬بيع‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬هي‭ ‬الهبة‭ ‬التي‭ ‬تحتاجها‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬ولكن‭ ‬تظل‭ ‬هذه‭ ‬القدرات‭ ‬محدودة‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الوفورات‭ ‬في‭ ‬الصناديق‭ ‬الاستثمارية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬استثمارات‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭ ‬ويصعب‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭.‬

هل‭ ‬أنت‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬سياسة‭ ‬تثبيت‭ ‬سعر‭ ‬صرف‭ ‬العملات‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬أم‭ ‬التوجه‭ ‬للتعويم؟

تعويم‭ ‬العملات‭ ‬حاليًّا‭ ‬صعب‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬ولسنا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬يمكن‭ ‬تعويم‭ ‬العملات‭ ‬مباشرة‭. ‬وجود‭ ‬خطة‭ ‬استباقية‭ ‬ضرورية‭ ‬جدًّا،‭ ‬وحتى‭ ‬مؤسسات‭ ‬دولية‭ ‬مثل‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬مستفيدة‭ ‬من‭ ‬ربط‭ ‬عملاتها‭ ‬بالدولار‭ ‬الأميركي،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬يزيل‭ ‬جانبًا‭ ‬من‭ ‬التضاربات‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العملة،‭ ‬والتضخم‭ ‬المستورد‭.‬

ولله‭ ‬الحمد‭ ‬فإن‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬لتغطية‭ ‬الاستيراد‭ ‬إلى‭ ‬4‭ ‬و‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬وهذا‭ ‬مؤشر‭ ‬إيجابي‭.‬

كيف‭ ‬تقيِّمون‭ ‬تعامل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬تداعيات‭ ‬جائحة‭ ‬“كوفيد‭- ‬19”‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حزم‭ ‬الدعم‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتي‭ ‬ارتكزت‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬غير‭ ‬النفطية؟

نرى‭ ‬تقاربًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬بين‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الهيلكة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وخطط‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وتجربة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تداعيات‭ ‬الجائحة‭ ‬يضرب‭ ‬بها‭ ‬المثل‭.‬

كثير‭ ‬من‭ ‬النقاش‭ ‬كيف‭ ‬تمكنت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬للوباء،‭ ‬وكانت‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬التي‭ ‬تجنبت‭ ‬الأسوأ‭ ‬من‭ ‬الجائحة،‭ ‬ما‭ ‬أعرفه‭ ‬شخصيًّا‭ ‬عن‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والخطط‭ ‬هو‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬تشابه‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬2030‭ ‬ورؤية‭ ‬السلطنة‭ ‬2040‭. ‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الإيمان‭ ‬بهذه‭ ‬الخطط‭ ‬من‭ ‬قمة‭ ‬الهرم‭ ‬ضروري‭ ‬جدًّا،‭ ‬حيث‭ ‬انتقلت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬نموذج‭ ‬النمو‭ ‬المعتمد‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬المالية‭ ‬والنقل‭ ‬والسياحة‭ ‬إلى‭ ‬تنويع‭ ‬آخر،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬وتحديات‭ ‬صعبة‭ ‬جدًّا‭.‬

أعتقد‭ ‬أن‭ ‬تجربة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬يمكن‭ ‬استخلاص‭ ‬الدروس‭ ‬منها،‭ ‬وكما‭ ‬هي‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬فإن‭ ‬البحرين‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬تكاملية‭ ‬الإقليم‭.‬

‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬العملات‭ ‬المشفرة،‭ ‬نرى‭ ‬زوبعة‭ ‬أخيرًا‭ ‬بخصوص‭ ‬هذه‭ ‬العملات‭ ‬خصوصًا‭ ‬بعد‭ ‬الانخفاض‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬أسعارها،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬هناك‭ ‬توجه‭ ‬من‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية‭ ‬لإطلاق‭ ‬عملات‭ ‬رقمية؟‭  ‬فما‭ ‬رأيكم‭ ‬بما‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن؟

طبعاً‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نسأل‭ ‬أنفسنا‭ ‬ماهي‭ ‬المسببات‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬العملات‭ ‬المشفرة،‭ ‬فمن‭ ‬المسببات‭ ‬الرئيسية‭ ‬هو‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬التحكم‭ ‬المركزي‭ ‬بالنقد،‭  ‬ويمكن‭  ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬كذك‭ ‬بانتقال‭ ‬العملات‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬النقدية‭ ‬غير‭ ‬الصائبة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬وبعض‭ ‬من‭ ‬يقودون‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬واحد‭. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬وفي‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬فإن‭ ‬تركيز‭ ‬السياسية‭ ‬النقدية‭ ‬ينصب‭ ‬على‭  ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬العملة‭ ‬ومحاربة‭ ‬التضخم‭ ‬إن‭ ‬وجدت،‭ ‬والاستقرار‭ ‬المالي‭.‬

وكان‭ ‬للعملات‭ ‬المشفرة‭ ‬أثر‭ ‬إيجابي‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬هناك‭ ‬أثر‭ ‬سلبي،‭ ‬ومن‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية،‭ ‬تخفي‭ ‬بعض‭ ‬المعاملات‭ ‬غير‭ ‬القانونية،‭ ‬وعدم‭ ‬فهم‭ ‬البنوك‭ ‬لها‭. ‬ومن‭ ‬الآثار‭ ‬الإيجابية‭ ‬تفادي‭ ‬الاعتماد‭ ‬الكلي‭ ‬على‭ ‬المصارف‭ ‬في‭ ‬المدفوعات‭ ‬وتسهيل‭ ‬عملية‭ ‬الوصول‭.‬

والجزء‭ ‬الآخر،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العملات‭ ‬رهينة‭ ‬المضاربة،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬على‭  ‬المؤسسات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬والجهات‭ ‬المنظمة‭ ‬أن‭ ‬تعتمد‭ ‬هذه‭ ‬العملة،‭ ‬فالعملة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭  ‬توفر‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمور‭ ‬أساسية‭ ‬وهي‭ ‬قابلية‭ ‬التبادل‭ ‬والاحتفاظ‭ ‬بالقيمة‭ ‬ومعايير‭ ‬في‭ ‬القياس‭. ‬

ومن‭ ‬المهم‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التقنية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬“العملات‭ ‬المشفرة”‭ ‬وهي‭ ‬“سلاسل‭ ‬الكتل”‭ ‬أعطت‭ ‬آفاق‭ ‬رحبة‭ ‬لتطوير‭ ‬التعاملات‭ ‬المالية‭ ‬والتجارية‭ ‬وتطوير‭ ‬العقود‭ ‬الذكية‭.‬

وتوجه‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية‭ ‬للعملات‭ ‬الرقمية،‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬سوى‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬عملة‭ ‬بشكلها‭ ‬ورقية‭ ‬إلى‭ ‬عملة‭ ‬تجاري‭ ‬التطور،‭ ‬ولكن‭ ‬يكون‭ ‬مفتوحة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬في‭ ‬“سلاسل‭ ‬الكتل”،‭ ‬من‭ ‬سيراقب‭ ‬هذه‭ ‬العملة،‭ ‬فهذا‭ ‬غير‭ ‬واضح‭.‬

هناك‭ ‬بعض‭ ‬المخاوف‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تقيد‭ ‬العملات‭ ‬المشفرة‭ ‬الرسمية‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تقييد‭ ‬أو‭ ‬توجيه‭ ‬الإنفاق‭.‬

أعتقد‭ ‬أن‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية‭ ‬مازالت‭ ‬لم‭ ‬تتفق‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬معين‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬العملات‭ ‬الرقمية،‭ ‬أو‭ ‬التقنية‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬استخدامها،‭ ‬وإلى‭ ‬ذلك‭ ‬تظل‭ ‬العملات‭ ‬المشفرة‭ ‬قابلة‭ ‬للاستخدام‭ ‬مع‭ ‬تحفظ‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬والخبراء‭ ‬على‭ ‬تسميتها‭ ‬عملة‭ ‬حقيقة،‭ ‬ولكن‭ ‬التوجه‭ ‬هو‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستفيد‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية‭  ‬وتعامل‭ ‬مع‭ ‬التقنية‭ ‬المالية‭ ‬مثل‭ ‬“سلاسل‭ ‬الكتل”‭ ‬و”الفنتك”‭ ‬و”الذكاء‭ ‬الاصطناعي”‭ ‬وغيرها‭.‬

لا‭ ‬شيء‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬أن‭ ‬تعتمد‭ ‬العملات‭ ‬المشفرة،‭ ‬ولكن‭ ‬أن‭ ‬تمنعها‭ ‬وتخلق‭ ‬سوقًا‭ ‬موازيًّا‭ ‬لها،‭ ‬ولكن‭ ‬هل‭ ‬يتقبل‭ ‬المجتمع‭ ‬هذه‭ ‬التذبذبات‭ ‬أو‭ ‬يتطلب‭ ‬الأمر‭ ‬تدخلًا‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الحكومي‭ ‬لضبط‭ ‬الموضوع‭ ‬وتفادي‭ ‬الاستغلال‭.‬