+A
A-

كونان.. "بطاقة حمراء" نقلته إلى عالم الأبوة

نشأ غيسلان كونان في ظروف صعبة على غرار معظم لاعبي قارة إفريقيا، في مدينة دالوا بوسط غرب ساحل العاج، التي شهدت الحرب الإيفوارية الأولى في الفترة من 2002 إلى 2004، إلا أن الظهير الأيسر تمكن رغم ذلك من تحقيق حلمه بأن يصبح لاعبا محترفا ودوليا.

ترعرع كونان وسط 10 أشقاء، وكان والده متزوجا من امرأتين وحدثت الكثير من المشاكل العائلية في صغره، مما أدى إلى طلاق والديه، لكن ذلك لم يمنعه من أن يحظى بعلاقة رائعة مع أشقائه الآخرين من الأم الأخرى.

وكشف الإيفواري في تصريحات سابقة، أنه كان متعلقا بوالدته، وأثرت مشكلة والديه على مردوده الدراسي، مما جعله يترك مقاعد الدراسة مبكرا متوجها إلى كرة القدم، التي وجد فيها متنفسا وساعدت على إخراج طاقته السلبية.

عندما كان كونان يافعا ركز على اللعب دائما مع اللاعبين الأكبر سنا منه، كما أنه في الفئات السنية كان دائما يجعله مدربه يشارك مع الفئة الأكبر منه.

ورحل مع والدته إلى العاصمة أبيدجان وقطعا سويا مسافة 366 كلم، بحثا عن لقمة العيش وحياة أفضل، ولم يتمكن من مواصلة تعليمه ولم يعلم ماذا يفعل في حياته في تلك اللحظة، خاصة أنه كان يقطن مع والدته في سكن مشترك يجمع أكثر من عائلة واحدة.

وحكى كونان أنه قطع وعدا إلى والدته في تلك الفترة، عندما كانت تشاهد والدته إعلانا لأمهات نجوم منتخب ساحل العاج، أمثال دروغبا ويايا توريه، وقال لها حينها: يوما ما ستكونين مثلهم وستظهرين في التلفاز.

لكنه لم يمكث طويلا في العاصمة العاجية، وقررت والدته إعادته إلى دالوا للعيش مع والده، بعدما نصحت امرأة عجوز والدته بالخروج من الحي سيئ السمعة في أبيدجان.

وساعده والده بعدها في الخطوة الأولى نحو حلمه، عندما دفع 250 لإجراء اختبار بإحدى الأكاديميات، وبعدها بدأت مسيرة اللاعب التي مرت بنادي أسيك ميموزا في المراحل السنية ومنها المشاركة مع الفريق الأول لثلاثة مواسم، وهو النادي الذي كان شاهدا على انطلاقة كبار اللاعبين في البلاد، أمثال يايا توريه وكولو توريه وديديه زوكورا وسالمون كالو وباكاريه كونيه وجيرفينيو، إضافة إلى الأسطورة لوران بوكو.

ومن النادي الذي تأسس في 1948، صاحب أول مراكز التدريب في إفريقيا، انطلق كونان نحو الاحتراف في البرتغال يناير 2016، إذ بدأ مع الفريق "ب" في فيتوريا غيماريش.

غيماريش

ولطالما تحدث الظهير الأيسر عن تجربته الأولى في فيتوريا غيماريش بالبرتغال، مؤكدا أنه تعلم هناك أن يصبح لاعب كرة قدم محترفا، وعن بدايته في النادي، قال: كان علي أن أكون قويا ذهنيا، كانت بدايتي صعبة للغاية، واجهت صعوبة في التكيف مع البيئة والبرد، لكنني تدربت بقوة وبذات السلوك في جميع الحصص التدريبية، على الرغم من أنني أمضيت شهورا بدون لعب، ليس لأنني لم أكن جيدا، ولكن لأن الجهاز الفني أراد منحي الوقت الكافي للنجاح في التكيف، عندما سنحت لي الفرصة أثبت نفسي وتمت ترقيتي إلى الفريق الأول.

4 ملايين يورو

بعد تألقه في البرتغال، حصل ستاد ريمس الفرنسي على توقيع اللاعب مقابل 4 ملايين يورو، وخاض مع الفريق 98 مباراة، سجل 3 أهداف وساهم في لعب 6 تمريرات حاسمة، ووصلت قيمته السوقية إلى 7 ملايين يورو.


غضب الرئيس

أراد رئيس نادي ريمس بيع اللاعب في الانتقالات الشتوية الماضية، وذلك حتى لا يفقده مجانا في الصيف، وكشفت التقارير الصحافية أن النادي الفرنسي توصل إلى اتفاق مع فنربخشة التركي.

وقال رئيس ريمس في تصريحات: توصلنا إلى اتفاق مع فنربخشة من أجل كونان، أحد أفضل لاعبينا، لكننا نعتقد أن وكيله لا يريد انتقاله، ونحن غاضبون.

وتوقعت الصحافة الفرنسية حينها أن يضع ريمس اللاعب على دكة البدلاء إلى نهاية عقده، إلا أنه شارك في عدة مباريات وغاب عن المواجهات الأخيرة في الدوري فقط.

صدفة

قادت الصدفة كونان إلى أن يصبح أبا في 7 مارس 2020، وذلك بعدما نال البطاقة الصفراء الثانية في مباراة فريقه ريمس أمام بريست بالدوري الفرنسي، ليطرد في الدقيقة 68، وسمحت له عودته إلى غرفة خلع الملابس ليعرف أن زوجته أنجبت للتو بعدما فتح هاتفه.

مسيرته الدولية

يملك كونان 21 مباراة دولية مع منتخب ساحل العاج، كانت مباراته الأولى أمام هولندا في أبريل 2017 وديا، وشارك في البطولة الإفريقية الأخيرة بالكاميرون كلاعب أساسي، إضافة إلى تواجده في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2022.

ماريغا

سيكون اللاعب الإيفواري على موعد مع تحد جديد ضد زميله السابق موسى ماريغا في ديربي الرياض، بعدما خاضا سويا 19 مباراة في مختلف مسابقات البرتغال، عندما كانا يلعبان مع فريق فيتوريا غيماريش موسم 2016-2017.

وفي الموسم التالي انتقل لاعب الهلال السعودي الحالي إلى بورتو، ولعب ضد كونان 3 مباريات، تفوق فيها ماريغا.

مارسيلو وريال مدريد

كشف اللاعب البالغ من العمر "26 عاما" في مقابلة مع صفحة نادي طفولته أسيك ميموزا على "فيسبوك" أن قدوته في الملاعب الظهير الأيسر البرازيلي مارسيلو، أسطورة ريال مدريد، لكنه كشف أنه يشجع تشيلسي الإنجليزي، وتابع: تعلمت أن أحب ريال مدريد وأدعمه بسبب قدوتي مارسيلو، وأريد أن يأخذني إلى ريال مدريد حيث أود أن ألعب يوما ما هناك.