+A
A-

سيارة أبل الذكية بعيدة عن الوصول إلى الشوارع

كشف تحقيق نشره موقع “ذي إنفورميشن” أن مشروع السيارة ذاتية القيادة الذي تحضّر له أبل بسرية كبيرة، لا يزال بعيد المنال بعد ثماني سنوات من الطموحات الكبيرة والتغييرات في الإدارة.

ومنذ مطلع العام الماضي سيطرت النقاشات على قطاع السيارات حول مساعي الشركة الأميركية من أجل الحصول على شريك لتطوير سيارتها الذكية، في الوقت الذي تتزايد فيه المنافسة لإنتاج مركبات صديقة للبيئة.

وظهرت التكهنات بشأن مشروع أبل السري لتصميم سيارتها الخاصة مرة أخرى في ديسمبر 2020، بعد توقف دام عدة سنوات، فيما ورد ذكر شركة هيونداي موتور المالكة لشركة كيا الأسبوع الماضي كشريك محتمل.

وحتى الآن لم تعلن الشركة المصنعة لهواتف آيفون، التي لم ترد على الفور على استفسارات وكالة الصحافة الفرنسية، يوما على الملأ أنها تعمل على تطوير سيارة ذاتية القيادة، رغم التسريبات الكثيرة في هذا المجال منذ سنوات.

وذكر موقع “ذي إنفورميشن” استنادا إلى مقابلات مع حوالي عشرين شخصا قال إنهم جزء من المشروع، أن المجموعة العملاقة خاضت غمار مجالات عدة، بينها ما يتعلق خاصة ببرمجية القيادة الذاتية المعنية برصد العوائق المحتملة وتعديل القيادة وفق المقتضى.

وخلافا لمجموعة تسلا التي تختبر وتعدّل تدريجيا خصائص القيادة الذاتية في برمجية مركباتها، أو وايمو التابعة لشركة غوغل وكروز التي بدأت اختبار مركباتها وروبوتات الأجرة التابعة لها، تتطلع أبل لطرح سيارات مستقلة القيادة بالكامل للمستهلكين، وهو رهان ينطوي على مجازفة أكبر ماليا وتقنيا، وفق المقالة.

وأشار الموقع إلى صعوبات واجهها المشروع المسمى “تايتن”، بينها محاولة تصنيع سيارة جديدة بالكامل، ومغادرة كوادر مخضرمين الشركة، خصوصا بسبب نقص الدعم من الإدارة.

ويشدد المختصون على أن المهندسين خسروا وقتا ثمينا في إعداد رحلات تجريبية في مسارات محددة باستخدام تكنولوجيا تعمل في هذا الموقع لكن ليس في أيّ نقطة أخرى. وتجري أبل اختبارات على نماذجها التجريبية مع سائق للتدخل في حالات الطوارئ في لوس أنجلس وسان دييغو وبمحيط بحيرة تاهو.

لكن إحدى المركبات التجريبية كادت، في مطلع العام الحالي، تصدم أحد المشاة حين كانت تسير بسرعة 25 كيلومترا في الساعة، وخلص تحقيق داخلي إلى أن المأساة كادت تقع لولا تدخل سائق الطوارئ في اللحظات الأخيرة، بحسب المقالة.

ومنذ وفاة مؤسسها ستيف جوبز سنة 2011، لم تحقق أبل أي خرق بارز باستثناء ساعتها المتصلة بالإنترنت أبل ووتش، فضلا عن توسيع أنشطتها في قطاع الخدمات.

وأشار موقع “ذي إنفورميشن” إلى أن ما يقرب من ألف شخص يعملون حاليا على برنامج “تايتن” الذي يكلف مليار دولار سنويا، من أصل 22 مليارا تنفقها أبل في مجال البحوث والتطوير.

ويبقى التساؤل الأبرز يتمحور حول مدى جدية شركة أبل في التعامل مع شركة تسلا وغيرها من شركات تصنيع السيارات الكهربائية، مع وجود منافسين آخرين في قطاع التكنولوجيا كعملاق التجارة الإلكترونية أمازون، الذي يريد تبني أنظمة القيادة الذاتية، وما إذا كانت قررت أنها ستحتاج إلى مصنع كبير بالفعل حتى تتمكن من طرح منتجها الخاص. وتسود شكوك في قدرة شركة التكنولوجيا الأميركية على إثبات وجودها في مجال ابتكار المركبات الذكية، فقد فشلت مفاوضات سابقة لأبل مع شركات عملاقة حول العالم، بما في ذلك بي.أم.دبليو ومرسيدس، لتطوير سيارة ذاتية القيادة بالكامل.

وكان سبب الخلافات عميقا، حيث رفضت العلامتان الفاخرتان الألمانيتان في أواخر 2017 السماح لأبل بالتحكم في تصميم السيارة والبيانات التي تنتجها. وجاء ذلك بينما ظهرت تسريبات عن أن أبل تدير مختبرا سريا لبحوث السيارات وتطويرها في برلين.

كما توقفت مفاوضات أبل مع شركات نيسان اليابانية وبي.

واي.دي أوتو الصينية وماكلارين البريطانية، لأن شركات تصنيع السيارات تلك كانت مترددة في التخلي عن السيطرة على التجارب والبيانات لشركة التكنولوجيا الأميركية.

ولكن سيطرة أبل على شركة درايف الأميركية الناشئة المتخصصة في أنظمة القيادة الذاتية في شهر يوليو 2019، أعاد زخم النقاشات حول إمكانية عودة عملاق صناعة الأجهزة الإلكترونية إلى فكرة صناعة سيارة ذكية.

ومنذ ذلك الحين لم تخرج إلى العلن أيّ معلومات تشير إلى أن أبل تنوي صناعة سيارة ذكية خاصة بها، بدليل أنها أعلنت في السابق أنها لن تمضي في خطط من هذا النوع حتى يتسنى لها ذلك، مع اتضاح الرؤية في السوق المليئة بالمنافسين. وصرفت الشركة الأميركية، أحد أبرز كيانات وادي السيليكون، النظر نهائيا في فبراير 2018 عن مشروع “تايتن” الذي كانت تهدف من خلاله إلى تطوير سيارة ذكية لم يسبقها إليها أحد.​