+A
A-

نائب مدير تحرير “روز اليوسف” علياء أبو شهبة: “الإخوان” شجعوا على ختان الإناث بفترة حكمهم

 عرّفت نائب مدير تحرير “روز اليوسف” علياء أبو شهبة الصحافة الاستقصائية بأنها الصحافة القائمة على توثيق المعلومات والحقائق، من خلال اتباع أسلوب منهجي وموضوعي؛ بهدف كشف المستور، وإحداث التغيير للمنفعة العامة، كما أنها تكشف التجاوزات والممارسات الخاطئة، وتفعل مبدأ المحاسبة، والمساءلة، بما يؤدي مبدئياً إلى تصويب الأوضاع، وتكشف كل ما هو جديد، وما لم يكن معروفا من قبل.
وعن مراحل العمل الصحافي الاستقصائي قالت إنه يبدأ  بالملاحظة، من ثم البحث الأولي، وتاليا صياغة الفرضية، وتحديد المصادر (أولية - ثانوية)، وإجراء المقابلات الميدانية والمعايشات، وجمع الدراسات والإحصاءات والوثائق، وكتابة مسودة أولى، وتوثيق المعلومات، وإتمام النواقص وتنقيح النص، والمراجعة القانونية، والسرد النهائي، وأخيرا النشر والمتابعة، وعليه فهو نمط صحافي متخصص يقوم بالبحث عن الموضوعات بشكل تقني وعملي، ولمعرفة من المتسبب بالمشكلة، ومن المتأثر، فالصحافة الاستقصائية تسير وفق نمط علمي، وعلى أسس (الفاعل، الفعل، المفعول به)، فهي بذلك تكشف شيئا جديدا غير معروف مسبقا، وفق أبعاد جديدة، مع التحليل المناسب للفكرة من خلال جمل تحدد الأطراف المتأثرة بالمشكلة والمتسببة بها.
وأوضحت أبو شهبة أن “التحقيق الاستقصائي يحتاج خطة للعمل، ولقد كان لي تحقيق بعنوان (الترياق القاتل، متعايشون مع “الأيدز” يواجهون انهيار المناعة والوفاة)، وفيه بدأت أتابع المشكلة ورحلة الدواء بدءا من المنظمة الدولية؛ لأن الدواء غير متاح بالصيدليات وعالي الكلفة”. 
وأردفت “علمت أن الإشكالية الأولى تبدأ بمنظومة الروتين الشديد في وصول الدواء رغم المنحة والمعونة لمصر، وكنت حريصة على أن أدخل القارئ بفكرة التحقيق الاستقصائي، وبحيث يتعايش مع الفكرة بشكل عام، وكذلك أشرت إلى أخلاقيات الكتابة؛ لأنك تتحدث عن فئة تعاني في المجتمع”.
وأضافت “لقد كان هنالك تتبع لي في الأمر خلال فترة الجائحة، وأشرت إلى خروج لقاح للوقاية من فيروس الأيدز، وفي تحقيق آخر بعنوان (زنقة المصريين.. دورة مياه لكل ربع مليون مواطن)، حيث سلطت الضوء على معايشات في دورات المياه، وناقشت فكرتها وحالتها من حيث النظافة، والأثر الصحي لها على حياة الناس، وعن تبول البعض بالشارع وأثر ذلك على الصحة، وأشرت أيضا إلى مساعي مصر لبطولة كأس العالم، ولكنها لا تمتلك دورات مياه كافية لذلك، وربطت ذلك بالقوانين والتشريعات، وهو أمر مهم للصحافي الاستقصائي”، كما لفتت إلى توقيع مصر اتفاقيات بشأن حقوق الإنسان أكدت حق المواطن بدورة مياه نظيفة، وأن يكون استخدامها بكلفة بسيطة، مضيفةً “كان لدي أرقام، ومعايشات، وأشرت للأمر من الناحية الصحية، لكي أقدم صورة متكاملة، مع طرح تساؤل هل الرجال الأكثر احتياجا للدورات أم النساء”.
وذكرت أبو شهبة أن “التحقيق الثالث كان عن ختان النساء، بعنوان (أطباء يمارسون ختان الإناث تحت مظلة القانون.. كفاية ختان نساء) وهي فكرة لم تعد من قبل، والجديد بهذا التحقيق هو تطور هذه القضية بفترة حكم الإخوان، الذين كانوا يشجعون على إجراء هذه العمليات وقد زادت خلال حكمهم بنسبة 87 % ومورست من قبل الأطباء؛ حتى لا يخسروا زبائنهم ووجودهم، وفي فترة الإخوان كانت تجرى العمليات في سيارات وزارة الصحة نفسها، وهنالك قضية عن الطبيب الذي تسبب بقتل فتاة، وما شاب ذلك من تلكؤ لمحاسبته، حتى تم حبسه في نهاية الأمر، وعليه فتحقيقي لم يكن سياسيا، وإنما ارتكز على التوعية”.