العدد 5028
الخميس 21 يوليو 2022
banner
قمة جدة والحراك الدبلوماسي للسعودية
الخميس 21 يوليو 2022

نعم، المتأمل للحراك السعودي الدبلوماسي يرى التميز في قمة جدة، وتعاون الدول من أجل عقدها، وهي حقيقة حاضرة بمستقبل جديد لدولنا، حيث كانت زيارة الرئيس الأميركي للالتقاء بخادم الحرمين الشريفين، وكذلك بسمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، وهذه الزيارة، تُكتب في التاريخ للسعودية خصوصا، والشرق الأوسط عموما، حيث استطاعت المملكة بحكمتها وحنكتها وسياستها المتميزة جعل العالم ينظر لها، ونحن نتذكر ما قرأناه عن مكانة السعودية عندما أحسّ الرئيس روزفلت أن العالم على وشك التغيير قرّر أن يلتقي بالملك عبدالعزيز رحمه الله.
‏اليوم، العالم يتغيّر للمرة الثانية، حيث قرر بايدن أن يلتقي بالملك سلمان والأمير محمد بن سلمان.. ونقول ونكتب للتاريخ هذه السعودية وهذه مكانتها، حيث تكون دائماً في موطن الصدارة لأنها صانعة الحضارة، وصاحبة رسالة للعالم، وهذا العز والشرف بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، وها هو ولي العهد يوجه رسالة للجميع "نتمنى من العالم احترام رسالتنا وقيمنا النبيلة التي نفتخر بها ولن نتخلى عنها"، رسالة قوية لها معانيها السامية، ألا يحق لنا بعد ذلك أن نفخر ونعتز بقيادتنا وتميزها بفكرها وسياستها.
ومما سرنا كذلك في تلك الزيارة التي تضمن جدولها في يومها الثاني قمة مشتركة دعا إليها العاهل السعودي بحضور قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وملك المملكة الأردنية الهاشمية، ورئيس جمهورية مصر العربية ورئيس مجلس وزراء جمهورية العراق، حقيقة هذا رد واضح وتبيانٌ لقيمة المملكة ومكانتها العالمية وقدرتها السياسية والاقتصادية، فهي خليجيا تعتبر البلد القائد، وعالميا دولة ذات ثقل اقتصادي ودبلوماسي وسياسي ينظر إليه باحترام وتقدير، وهذه الزيارة تؤكد أن علاقة الولايات المتحدة بالمملكة لا يمكن التشويش عليها، فهي علاقة استراتيجية وثيقة تنبع من قيمة المملكة وقيادتها الحكيمة.
العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة أكبر من أن تختصر في علاقات اقتصادية قائمة على الطاقة، بل إن المملكة رمانة ميزان سياسية ودبلوماسية في إقليم يعج بالمشكلات، علاوة على أبعاد الاتفاقيات الكثيرة الموقعة بين البلدين لتعزيز التجارة والاستثمار، الأمر الذي أنتج تأسيس مجلس التجارة والاستثمار السعودي الأميركي، والذي يرأسه من الجانب السعودي وزارة التجارة والصناعة، وكذلك اتفاقية التعاون الفني بين حكومتي السعودية والولايات المتحدة الأميركية، والتي بمقتضاها يسعى الطرفان لتوسيع التعاون في المجالات الصناعية والتكنولوجية.
إن هذه القمة التي احتضنتها المملكة العربية السعودية تدعم الشراكة الاستراتيجية بين القوة العالمية الأولى ودول الإقليم، بعدما قيل الكثير عن انسحاب الولايات المتحدة من الإقليم وأزماته وتحدياته، كل هذا استند على ثقل دبلوماسي للمملكة العربية السعودية، ومكانتها على مستوى العالم الإسلامي والعربي، إذ تعتبر من مرتكزات الأمن الاستراتيجي في منطقة الخليج العربي، ودعامة لأمن واستقرار المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط.
إن الحضور العربي، ممثلا في ضيوف المملكة المدعوين للقمة على أراضيها في ثاني أيام زيارة "بايدن"، يعلن رسالة واضحة بأن الترابط العربي لا يزال خيطا واحدا متماسكا تدعمه المملكة ودول المنطقة معا، وإنه لفخر أن يجتمع العرب، كلهم أو بعضهم، على الأراضي السعودية لدراسة تحديات وملفات تعنيهم جميعا بقدر كبير وتمس مصالح شعوبهم، وهو الأمر الذي أشار إليه الديوان الملكي السعودي في الإعلان عن الزيارة والقمة، بأنها تهدف لتعزيز العلاقات الثنائية التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتميزة بين السعودية ودول المنطقة من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى، فضلا عن تطويرها في المجالات كافة. 
نعم ما فعلته سياسة المملكة، خصوصا سياسة ولي عهد السعودية، مازلت أكرر أنها يجب أن تدرس في منهج مبادئ العلوم السياسية للسنة الأولى بالجامعات، ليدرك ويعرف الجيل القادم ماذا فعلت السعودية ودورها في تحقيق السمو والرفعة للمنطقة، وكذلك تكاتف الدول العربية والخليجية مع المملكة لتحقيق رفعة الدول. كلمات استمعنا إليها من ولي العهد وكذلك من قادة مجلس التعاون تنم عن الوحدة والمطالبات الموحدة بتحقيق الأمن والاستقرار، نقولها هكذا هم الأشقاء وهكذا التآلف، فمستقبل دولنا وأجيالنا هو المهم لدى قادتنا، نقولها ونكتبها للعالم هكذا هم العرب في محبتهم لدولهم، هكذا كان استقبال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لضيوف خادم الحرمين الشريفين بالأحضان، ما يُؤكد أن هناك تحالفا حقيقيا وشراكة جادة، لحل القضايا في الشرق الأوسط، وهي اللبنة الأولى في طريق الحل والاستقرار والبناء الذي تقوده السعودية، نعم هي ملفات ساخنة ناقشتها قمة جدة، وهي حقيقة بداية جديدة لدول المنطقة مع الإدارة الأميركية في هذه المرحلة الدقيقة من عمر العالم. ونكرر "دمت يا عروبتنا شامخة".

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية