+A
A-

لماذا عادت بورصات الخليج للارتفاع بقوة؟

سجلت مؤشرات بورصات الخليج ارتفاعات قوية في ختام تعاملات الأربعاء، تزامنًا مع مواصلة المتعاملين تنفيذ عمليات شراء انتقائي للأسهم الكبرى التي من المتوقع أن تعلن عن نتائج أعمال ربعية قوية وانتشار تقارير تؤكد المضي قُدمًا في رفع بعض العقوبات عن روسيا في مقابل استمرار ضخ الغاز لأوروبا ليساعد ذلك في تلاشي تداعيات الحرب الأوكرانية جزئيًا رغم استمرار مخاوف تصاعد وتيرة التضخم وانعكاسات رفع أسعار الفائدة.
وفي نهاية تعاملات الأربعاء، ارتفع مؤشر السوق السعودي بنسبة 0.88 % بالغًا مستوى 11864.34 نقطة ليتخلى عند الإغلاق عن مستوى 12000 نقطة مع ارتفاع سهم أرامكو بنسبة بأكثر من 0.5 %، وصعود سهم مصرف الراجحي 2.8 %.
وارتفعت بورصة الكويت بنسبة 1.35 % مع صعود سهم أجيليتي 4.2 % وصناعات 3.05 %.
وزادت بورصة قطر بنسبة 3.37 % مع ارتفاع أسهم استثمار القابضة والخليج الدولية بنسب 9.9 % للأول و7.9 % للثاني.
وارتفع مؤشر سوق مسقط 0.96 % مع ارتفاع سهم ظفار لتوليد الكهرباء 7.8 % والبنك الوطني العماني 3.4 %، وارتفعت بورصة البحرين بنسبة 0.73 % مع صعود سهم الأهلي المتحد 2.79 %.
وأوضح محللون لـ “معلومات مباشر”، أن الأسواق الخليجية ارتفع أغلبها اليوم متأثرة بصعود الأسواق العالمية التي تشهد ارتدادة إيجابية وسجلت أغلب مؤشراتها أعلى مستوياتها في أكثر من شهر بعد تقرير يفيد باستئناف تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1” في موعده المحدد، لتتراجع بعض المخاوف المتعلقة بأزمة إمدادات الطاقة في القارة، مشيرين إلى أن قرار رفع الفائدة المرتقب من الممكن أن يبطئ الصعود المتواصل بأسواق المنطقة الأسبوع المقبل.
صناديق التحوط والأسهم..
خسرت 8 %
وفي هذا الشأن، قال عضو جمعية الاقتصاد السعودية والمحلل الاقتصادي سعد آل ثقفان، إن الارتفاعات التي شهدتها الأسواق المالية الخليجية اليوم جاءت بدعم ارتفاع نظيرتها العالمية خاصة السوق الأميركية والتي شهدت بالأمس ارتفاعات قوية فاقت 2 %، وكذلك عودة أسعار النفط أعلى من 100 دولار، وكذلك الأخبار الإيجابية من أرباح بعض الشركات التي جاءت أعلى من التوقعات، الأمر الذي يعطي إشارة إلى المستثمرين بإيجابية أرباح الشركات الأخرى في نفس القطاع وأيضًا إعلان بعض من الشركات عن توزيعات نقدية.
من جانبه، أشار خبير أسواق الأسهم إبراهيم الفيلكاوي، إلى أن ما يحدث هو تفاعل إيجابي مؤقت قد يمتد أسبوعًا بالتزامن مع وجوب ارتداد مؤشرات بورصات المنطقة من الناحية الفنية مع ورود أنباء إتمام عمليات اندماج بين البنوك إضافة للتقارير التي تشير إلى احتمالية رفع العقوبات عن روسيا ومن ثم حلحلة الأزمة الحالية مع أوكرانيا.
وبدوره، رجح خبير الاستثمار بالأسهم لـ “معلومات مباشر” محمود عطا، أن تعود الأسواق سريعًا لبعض الحركات الحذرة بداية من الأسبوع المقبل مع اقتراب موعد انعقاد اجتماع الفيدرالي الأميركي وسط تقييم المستثمرين لقرار المركزي الأميركي بشأن رفع الفائدة هل سيكون بنحو 75 نقطة أساس أم 100 نقطة أساس، الأمر الذي سيؤثر على حركة الأسواق لاحقا بعد استكمال الارتدادة المؤقتة الحالية هذا الأسبوع.
من جانبها، أوضحت خبيرة أسواق المال حنان رمسيس، أن أسعار الأسهم القوية ماليا والمتدنية كانت صاحبة الأثر في عودة تكوين مراكز استثمارية في العديد من القطاعات إضافة للاتفاق العربي مع الولايات المتحدة وأخيرًا الاستحواذات الناجحة، وعودة استكمال خطط طرح الشركات الحكومية وشبه الحكومية والتي سيستمر تأثيرها الإيجابي علي أسواق المال بالمنطقة.
وبدوره، بَيَّن مدير البحوث بشركة المروة لتداول الأوراق المالية، لـ “معلومات مباشر” مينا رفيق، أن ارتفاعات اليوم جاءت بعد موجة تراجعات عنيفة شهدتها الأسواق المالية منذ بدء التوترات الروسية الأوكرانية واتجاه البنوك المركزية لرفع معدلات الفائدة والتي أثرت بالسلب على شهية المستثمرين نحو المخاطرة، وتراجعت أسعار أسهم أغلب الشركات لمستويات متدنية لا تعبر عن القيم العادلة لهذه الشركات.