العدد 5031
الأحد 24 يوليو 2022
banner
أهمية الصحافة الاستقصائية
الأحد 24 يوليو 2022

لا نستطيع أبدا أن ننكر فضل الصحافة في صقل المواهب وصناعة النجوم، فمن المدارس الصحافية خرج أهم إعلاميي العالم، ولطالما أكدت من وجهة نظري الخاصة ومن خلال التجربة أن المذيع الجيد يحتاج أن يكون صحافيا جيدا في أصله، ذلك أن العمل في الصحافة يوسع المدارك ويلمع أجندة العلاقات العامة، كما أن الصحافة كانت النبض الأول للشارع قبل ظهور الوسائل التقليدية الأخرى ومنها الإذاعة والتلفزيون.
حاليا تواجه الصحافة في العالم بأسره عددا كبيرا من المشاكل، منها ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي تمثل الإعلام الحديث، حيث عملت على تسهيل تداول الأخبار بسرعة البرق بدل الانتظار ٢٤ ساعة، وهي الدورة الوقتية لطباعة الصحف يوميا، ورغم ما تعانيه الصحافة الورقية من انخفاض المبيعات حول العالم، إلا أنها حاليا تعمل جاهدة على مواكبة العصر من خلال بث تقاريرها الخاصة على مواقعها الرسمية على شبكة الإنترنت، لا أستطيع أن أجزم بفاعلية هذا الوضع، لكنه يلقى استحسانا وقبولا من العامة كونها طريقة جديدة لمواكبة التغييرات والوصول إلى الجمهور الأكبر بالأسلوب الجديد. وتتنوع القوالب الصحافية بين خبر وعمود وتحقيق، إلا أن قالب التحقيق الاستقصائي يأتي في المرتبة الأولى كونه يبحث عن الحقائق بالأدلة الواضحة، وفي مواضيع محددة وخاصة بتلك الجريدة دونا عن غيرها، ولا ينسى التاريخ عددا كبيرا من المواضيع الصحافية العالمية التي برزت في قالب الصحافة الاستقصائية وساهمت في فضح فساد أو سن قانون أو الوصول إلى حلول معينة.
وطرحت “البلاد” مؤخرا جائزة للتحقيق الصحافي الاستقصائي في دعوة مباشرة منها لإشراك الإعلاميين وطلبة وطالبات الإعلام في خوض خضم هذه التجربة الاستثنائية التي ستساهم بشكل إيجابي في رفع مستوى الاهتمام بعدد كبير من القضايا المحلية التي تشغل المجتمع وتحتاج إلى صوت يمثلها ويوليها الاهتمام الكبير، وهي فرصة حقيقية لكل المهتمين بهذا المجال للإثراء فيه ووضع المجتمع وراحته وأولوياته نصب عين القاصي والداني، فهذا هو دور الإعلام والصحافة بالتحديد في تنمية المجتمعات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية