العدد 5032
الإثنين 25 يوليو 2022
banner
برامجكم الانتخابية تجاوزها الزمن
الإثنين 25 يوليو 2022

غالباً ما يفاجأ الناخبون بأن البرامج الانتخابية التي يستعرضها المرشحون هي في حقيقتها مقلب كبير وقعوا فيه، وهدفها دغدغة مشاعر الناخبين لكسب أصواتهم، فكل ما تتضمنه من شعارات رنانة يظل حبرا على ورق، وهكذا يخرج الناخب الذي صدق للأسف أقوال وخطب المترشح جائعا، ولو أنّ شيئا منها وجد طريقه للواقع.. ولو كان النائب قد دافع بصدق وإخلاص لخفف هول الصدمة، لكن الأغلبية منهم لم يعد يعنيهم هذا المواطن بعد الفوز.
مسكين هذا الناخب الذي عليه عندما يحين موعد الانتخابات أن يصدق البرامج الانتخابية التي لا تمت للواقع بأدنى صلة، فكل إنجازات النائب “مداخلات نارية”، وكأن مهمته التي نذر نفسه لها لا تتجاوز بضع كلمات، ورغم أن جميع المرشحين على قناعة بأنّ ما يرفعونه من شعارات يستحيل تطبيقها كما طرح أحدهم ذات مرة مطالبا بإلغاء الديون، إلا أن هذا البعض لا يزال مصرا على تضمينها برنامجه الانتخابي!
يبدو لنا أنّ قوة المرشح تكمن في ملامسته أوجاع الناس وهمومهم، وقلة من النواب ويعدون على أصابع اليد الواحدة إذا لم نقل أقل قد اقتربوا من حياة الناس وكانت مداخلاتهم واقعية ومنطقية، وبالتالي فإنه ليس مستغربا أنهم كسبوا ثقة الجمهور وإعجابه، لعل واحدا من أسباب فشل أعضاء المجلس النيابي في إنجاز ما يطمح له المواطن أنّ كل نائب يغني بمفرده، أي ليس هناك أي إجماع على أي مقترح أو أي اتفاق على مشروع، وآخرون يعزون الفشل إلى أنّ الكثير منهم ليست لديهم القدرة على الرصد ومراقبة الأداء. 
المتابع للحراك الانتخابي يجد أن عددا من العناصر النسائية اتخذت القرار بالمشاركة، وهذا يدعو إلى الفخر، بيد أن الملاحظة التي لا تخطئها عين المراقب أنّ برامجهن الانتخابية تدور حول حقوق المرأة فقط دون ملامسة همّ واحد من هموم المجتمع الأخرى، والذي نعتقده أنّ المواطن في مملكة البحرين بلغ مرحلة من الوعي تجعله متأكدا من أنّ المرأة البحرينية نالت الكثير من حقوقها السياسية والمجتمعية، وأنّ ما يطالبن به بات أمرا متحققا، وأن قضايا من هذا النوع تجاوزها الزمن، وكان عليهن تبني قضايا أكثر أهمية وواقعية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية