+A
A-

"كيرة والجن" و3 ساعات من الضحك والبكاء في أحداث ملحمية في ”سينيكو“


"كيرة والجن" هو أحدث مشروع للثنائي مروان حامد وأحمد مراد، ويعتبر واحداً من أكثر الأفلام المتوقعة تحقيق حضور جماهيري لهذا العام بسبب اسم حامد والسلسلة من الأفلام الناجحة التي قدمها والتي تشمل "الفيل الأزرق" و"تراب الماس" و"إبراهيم الأبيض"، وبالطبع الجمهور ينتظر باستمرار أعمال مروان حامد منذ صدور فيلمه الأول "عمارة يعقوبيان" في العام 2006، ويعرض حالياً فيلمه بنجاح بعد أن شاهدنه في شركة البحرين للسينما "سينيكو" ضمن عروضه لعيد الأضحى وسط استقبال كبير.
هذه المرة جمع حامد اثنين من أكثر النجوم المحبوبين حالياً في التلفزيون المصري وهما كريم عبدالعزيز وأحمد عز اللذان لديهما قدماً لنا أعلى الأفلام ربحاً في السينما مثل "الفيل الأزرق" و"ولاد رزق" على التوالي.
يتعاون حامد أيضاً مع رفيقه الدائم منذ فترة طويلة، المؤلف الأكثر مبيعاً أحمد مراد، وسبق للثنائي العمل معاً وصولاً إلى "كيرة والجن" المقتبس من الرواية الأكثر مبيعاً "1919"، التي تدور أحداثها في القرن العشرين وثورة 1919،  ويسلط الفيلم الضوء على المقاومة المصرية ومعارضة الاستعمار البريطاني، وفيه أراد المخرج أن يروي قصص هذه الحقبة بأكثر الطرق إقناعاً وواقعية ممكنة.
الفيلم عبارة عن مشهد مدته ثلاث ساعات تدور أحداثه في عدد قليل من المواقع المختلفة التي تحكي قصة مجموعة ضخمة من الشخصيات بالتفصيل، التصوير السينمائي مذهل خصوصاً مع بعض المشاهد الظلية مع تصميم المجموعة، وهو واحد من أكثر الجوانب الرائعة في الفيلم بسبب مدى ضخامة المجموعات ومدى ضخامة الإضافات، ويحتوي الفيلم على مشاهد شوارع ضخمة مع العديد من الإضافات التي تصور مظاهرات ثورة 1919، لقد كانوا أبطالاً حقيقيين عندما تنظر بعمق إلى ما حدث في مصر آنذاك، وكانت واحدة من أعظم الثورات على الإطلاق ضد الإمبراطورية البريطانية، حيث يتناول الفيلم واقع المجتمع المصري في فترة الاحتلال الإنجليزي، ويكشف عن قصص حقيقية لمجموعة من أبطال المقاومة المصرية ضد الاحتلال الإنجليزي حتى العام 1924، إذ إن بعض هذه البطولات لشخصيات حقيقة وتم إضفاء طابع درامي عليها.
وحمل الفيلم رسالة ضمنية مفادها أن لكل عضو في المنظمة السرية دوراً يقوم به، بصرف النظر عن المهنة التي يمتهنها، فالجن عمل في تجارة المخدرات وكان يتعاون مع قوات الاحتلال ثم تحول إلى عدو كبير له، والراقصة التي أدت دورها الفنانة هدى المفتي كانت تعمل في بيوت البغاء المنتشرة في ذلك الوقت، لكن حسّها الوطني أقوى من بعض الشريفات، كذلك الطبيب أحمد كيرة الذي لم يتخلَّ عن رومانسيته بالتوازي مع مقاومة قوات الاحتلال عندما وقع في غرام فتاة إنجليزية.
تبلغ ميزانية الفيلم الذي أنتجه أحمد بدوي، العضو المنتدب لشركة "سينرجي فيلمز" للمخرج تامر مرسي 10 ملايين دولار، مما يجعله أغلى فيلم في تاريخ السينما المصرية اليوم، الفيلم من بطولة بعض من أكبر الأسماء في السينما العربية، بما في ذلك هند صبري وأحمد مالك، والممثل البريطاني سام هازلدين يظهر أيضاً.
يقول حامد إن افتتاح دور السينما في المملكة العربية السعودية مع إمكاناته الكبيرة في شباك التذاكر خلق مشهداً يمكن فيه للممولين العرب التخطيط لتحقيق عوائد أفضل على الأفلام، وأضاف في تصريحاته: "ما شجع بالفعل على مثل هذا الاستثمار هو أرقام شباك التذاكر المصري من العام 2019 والسوق السعودي الجديد، وهو سوق كبير، ولديه شهية كبيرة للأفلام المصرية“، وأضاف في لقاء جديد: "دائماً ما تكون دور السينما السعودية محجوزة بالكامل، حتى بعد الإغلاق لم تكن دور السينما تؤدي بشكل سيئ هناك".
استغرق تصوير الفيلم عامين كاملين، وتم تصويره في عدد من المدن سواء داخل مصر مثل القاهرة والأقصر، أو خارج مصر مثل المجر، وهو جدير بالمشاهدة حالياً في سينمات "سينيكو" مع مشاهد حركة رائعة، ودراما مثالية، و3 ساعات من الإثارة، ولم أشاهد شخصياً منذ فترة فيلم عربي مدته 3 ساعات يمزج الضحك والبكاء في الوقت نفسه، لقد وقعت في حب كل شخصية في الفيلم، خصوصاً أنني قرأت رواية أحمد مراد منذ سنوات عديدة، ولم أتخيل أبداً أنها ستنبض بالحياة كما فعل مروان ومراد في هذه التحفة الرائعة التي جعلتني أضحك وأبكي وأستمتع به في كل لحظة، الفيلم العربي الأكثر إثارة للدهشة على الإطلاق.
"كيرة والجن" هي التجربة السينمائية الأكثر تسلية وإثارة في تاريخ صناعة الأفلام المصرية اليوم، خصوصاً مع تصوير هذه الفترة من التاريخ المصري بصورة مذهلة، يتمثل في الموقع والمبنى والسيارات والملابس وحتى الأسلحة، ويجلب مبدعو الفيلم إلى الحياة على الشاشة بالحركة والبطولة ومشقة الاحتلال وجمال مصر الكلاسيكية، ويبرز التصوير السينمائي والجنسيات المختلفة (البريطانية والمصرية) وأجيال مختلفة من الممثلين على الشاشة، الشخصيات حية ومتنوعة في فيلم ثوري يعطي الجمهور نظرة حادة كيف كان الاحتلال، ويحيي الشعور بالتقدير للشعوب التي تضحّي بها، كل ذلك دون أن يسلب عامل "الاستمتاع به”.            ​