هناك فهم خاطئ، وسوء تقدير في ثقافة تقدير المواطن، مع اتجاه البعض لتفضيل الأجنبي، وهو أمر مشهود وقائم في العديد من مراكز العمل المُختلفة، مع تعاظم عقدة “الانبهار بالأجنبي”، وهناك الكثير من البحرينيين - وهي كلمة حق تقال - من مسؤولين، وموظفين، ومهندسين، وأطباء، ومحامين، وغيرهم ممن حققوا نجاحات كثيرة في ميادين عملهم، ليس على المستوى الوطني فحسب، إنما على المستوى العالمي أيضاً.
ولا نستغرب اليوم، حيث نرى أن أفضل منتجات الألمونيوم في العالم، هي من إنتاج شركة “ألبا” البحرينية، وكذلك بالنسبة لشركة “بابكو” المنتجة للنفط البحريني، والمكررة للنفط الخام السعودي، وبدرجة عالية من الجودة، مع خلوه التام من المواد المضرة.. وأشير أيضا لشركات البتروكيماويات التي أصبحت اليوم حديقة غناء، تساهم في خدمة البيئة ورعايتها، وتحقق الأرباح العالية، بقيادة وعمالة بحرينية واعدة، تقدم نموذجا جميلا في الإخلاص في العمل، والإبداع، والتفوق.
ولنفترض بهذا الشأن أنه لو كان لدينا خياران لارتياد “كوفي شوب” في أحد المجمعات التجارية، وكنا أمام خيارين اثنين أحدهما يحمل اسما أجنبيا والآخر بحرينيا، فماذا سيكون الخيار؟ الشاهد أن هناك ثقة لا إرادية بالأسماء المستوردة، وهي ثقة مسبباتها كثيرة، لا يسمح لنا متن المقال بسردها تفصيلياً، لكنها تدور بالغالب في تأثير الإعلام الأجنبي، ومخرجاته، وتصدد البعض وانشغالهم عن المنتجات البحرينية الوطنية، والتي تتفوق على نظيراتها الأخرى كثيراً، دون أذن تسمع، أو عين ترى.
لذا، فقبل أن نلوم الآخرين على عدم جعل البحريني الخيار الأول في سوق العمل وغيره، يجب أن نراجع أنفسنا جيداً، وأن نخلد العامل البحريني، ونبني الثقة بأنفسنا بأننا مميزون، وأن البحريني مبدع، ومنتج، متى ما أعطي الفرصة المناسبة، من دعم وتشجيع، وإحساس بالمسؤولية.