العدد 5043
الجمعة 05 أغسطس 2022
banner
كتّابُ قصة في سجل الخالدين
الجمعة 05 أغسطس 2022

لكتّاب القصة الإنجليز روعة تلامس العواطف وتفرح القلب، ويملكون من معاني العبقرية الفذة، فأنا قرأت رائعة تشارلز ديكنز “أوليفر تويست” في المرحلة الإعدادية، وتعلقت بهذا الكاتب والعناصر الجمالية في رواياته، والصور الرمزية التي ينطلق منها، وكتل الأحاسيس والوجدانيات التي يصبها بأسلوبه الرشيق وكأنه يحدثنا عن أحلام، وما هي بأحلام، بل هي في صميم الواقع الحي وقطعة من صميم كيانه.
وبالتأكيد جميعنا شاهدنا الأفلام أو المسلسلات الشهيرة المقتبسة من روايات وقصص كتبها الإنجليز مثل “رحلات جليفر في بلاد الأقزام” للشاعر جوناثان سويفت” و”رونسون كروزو” لدانيال ديفو، وقارئ هذه القصص كما كتب الكاتب الراحل محمد فريد أبوحديد. إن قارئ هذه القصص يستغرق في تتبع مغامرات أشخاصها ويستشف ما يقصده المؤلف من أحاديث هؤلاء الأشخاص وحركاتهم، فالمبدأ الأول الذي يضعه هؤلاء الرواد الأوائل هو السنة التي لا تزال إلى الآن تميز التأليف القصصي، فالمؤلف لا يظهر في القصة بنفسه ولا يتجه إلى القارئ مباشرة بآرائه، بل يدع الأشخاص الذين يرسمهم في قصصه ليحدثوا القارئ أو يسمعوا القارئ أحاديثهم ويوحوا إليه بوجهات نظرهم وبأعمالهم ومواجهة مشكلاتهم، بما يريد المؤلف أن يوحي إليهم.
والمبدأ الثاني الذي وضعوه هو أن يكون أسلوب القصة سهلا تصويريا لا يحول فيه غموض بين القارئ وبين الفكرة أو ملامح الشخصية، والمبدأ الثالث الذي وضعوه هو أن تكون القصة عرضا بلاغيا بالمعنى المفهوم من البلاغة في الشعر أو في المقال الأدبي، فإن بلاغة القصة تنحصر في سلاسة أسلوبها وصحة لغتها ووضوح صورها وقوة تعبيرها عن شخصياتها.
إن فن القصة كان منذ نشأته فنا اجتماعيا إنسانيا بمعنى أنه لم يقصد إلى التسلية وحدها وإن كان بطبيعته مسليا.
عموما ستبقى أسماء كتاب القصة الإنجليز في سجل الخالدين وكنفحات الزهور.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية