العدد 5045
الأحد 07 أغسطس 2022
banner
اهتم بطفلي
الأحد 07 أغسطس 2022

وسط الخيارات المتعددة في الحياة وطرق عيشها، نرى الأسر التي يعمل فيها الأب، والأخرى التي يعمل فيها الأب والأم معا سعيا في رزقهما ولتلبية رغبات وطموح هذه العائلة، وتكاد تكون قلة قليلة من الأسر التي يعمل فيها الأبوان محظوظة بوجود جد أو جدة تهتم بطفل لهما لم يبلغ سن المدرسة.
أسر أخرى توكلت على الله واستودعت أبناءها منزل المعيشة في ظل وجود كاميرات المراقبة وخادمة هناك، لكن آخرين لم يجدوا يد المساعدة ولم يستطيعوا أن يوفروا أجرة خادمة فاتجهوا إلى الأسر الحاضنة، والتي تستقطب الأطفال في منازلها بأجرة مدفوعة في أوقات عمل الأبوين. لن أتحدث هنا عن صواب هذا القرار من عدمه، البعض مسير لا مفر له في ظل البحث عن لقمة العيش وأداء الواجب وارتفاع تكاليف الحياة، ولا يخفى علينا جميعا ارتفاع أسعار الحضانات، وهو ارتفاع مبالغ فيه لا يستطيع الجميع تحمل كلفته، لكنني في مقالي هذا أود أن ألقي الضوء على أهمية أن نجعل هذا الخيار خيارا صائبا ومريحا للجميع!
نعم.. لم لا! مادام المجتمع بحاجة إلى ذلك فلماذا لا نبتكر أسرا حاضنة مرخصة لاحتضان الأطفال في بعض ساعات اليوم، بحيث تكون هذه الأسر الحاضنة مؤهلة حقا لاحتضان الأطفال في وقت محدد "شيفتات"، ويخضع ذلك لشروط كثيرة، منها سعة المكان وكم من الممكن أن يستقطب، وأعمار الأطفال، ونظافة المكان، ووجبة صحية خفيفة خلال ساعات التواجد مع الأسرة الحاضنة، ولا أنسى أن تكون هذه الأسر مؤهلة نفسيا واجتماعيا حيث يكون الشخص المحتضن - وغالبا يكون من النساء - صاحب سلوك نفسي واجتماعي طيب وعمر ناضج للاهتمام بالأطفال، بالإضافة إلى وجود كاميرا واحدة على الأقل في مكان تواجد الأطفال.
أكاد أجزم بأن بعض الأمهات تستودعن أطفالهن وفي قلبهن غصة، متوكلات على الحافظ، لا حل آخر في يدهن، لماذا لا نطمئن بالهن! لماذا لا تسجل هذه الأسر الحاضنة أسماءها في وزارة التنمية الاجتماعية بحيث تجتاز شروطا محددة تعلنها الوزارة.
كما أسلفت سابقا، تصبح هناك شروط حقيقية أو عقد مبرم بين المحتضن لساعات وأسرة الطفل؟
مازلت هنا أؤكد فاعلية هذه الفكرة، لكن ضمن شروط محددة تحتاج إلى دراسة وتفعيل حقيقي.


ومضة
تقول لي إحداهن إنها سمعت صراخا من إحدى الشقق المجاورة لها، فتوجهت هناك مسرعة لتجد طفلا معاقا وحده في مكان غير مهيئ، ولا تبدو فيه النظافة، هي تعلم أن صاحبة الشقة تستضيف الأطفال عندها لكن كثرة الصراخ جعلها تتوجه إلى الشقة بسرعة لتجد الطفل وحده على السرير يكاد ينفطر من البكاء ويشارف على السقوط من أعلى السرير، اعتقدت في بادئ الأمر أن صاحبة البيت في دورة المياه، لكنها تفاجأت أن صاحبة المنزل كانت في مشوار!! نعم مشوار كلفها عشرين دقيقة، لا نعلم ماذا كان سيجري لهذا الفتى خلالها لولا عناية الله التي بعثت له الفتاة في الوقت المناسب! هل وصلت الفكرة؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .