العدد 5046
الإثنين 08 أغسطس 2022
banner
ما حَدَثَ بـ“عاشوراء” 1891م؟
الإثنين 08 أغسطس 2022

غداً الثلاثاء الذكرى السنوية الثالثة والثمانون بعد الثلاثمئة والألف من الهجرة النبوية الشريفة لمعركة الطف الخالدة التي استُشهد فيها سبط الرسول الكريم (ص) الإمام الحسين بن علي (ع) بمعية (72) من خيرة أصحابه الخُلّص، وكوكبة من نساء وأطفال بيت النبوة الكرام، والذين نُقلوا أُسَارَى مَسْبِيِيْنَ قسراً إلى بلاط الحكم في العاصمة الإسلامية دمشق آنذاك بعد احتدام المعركة التي وصلت الذروة فيها ظهر يوم العاشر من محرم الحرام المعروف باسم “عاشوراء” عام 61 هجرية.
إنّ ما جرى على السبط الشهيد (ع) في هذه المعركة الدّاميةّ، مأساة عُظمى أشعلت جمر اللوعة وحرارة الأسى في قلوب المؤمنين، ودفعتهم لإحياء المسيرات العزائيّة بغزارة الدموع، وإنشاد القصائد الرثائيّة بوهج العاطفة التي عبر عنها قول جدّه الكريم (ص): “إنّ لقتل ولدي الحُسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً”، هذه المواكب الحسينيّة التي يُعبّر عنها بالتحرّك الجماهيري في سلاسل بشرية خارج الحسينيات والمآتم أو في حلقات دائرية داخلها؛ تناغماً مع القصائد الرثائية المشهورة التي يرددها الرواديد المعروفون، لَعِبتْ عبر مختلف عصور التاريخ أدواراً بارزة في تشكيل العقل الجمعي وتعبئة الجماهير بالأعمال الوطنية السامية التي يُرافقها تنظيم حملات التبرّع بالدم الإنسانية وفتح المراسم الفنيّة الهادفة وعرض الفنون التمثيلية المُعبرّة، وسط مظاهر الحداد والتعبير عن الحزن والأسى ولبس السواد ونزع الزينة، والتّفجع والبكاء واللطم على الصدور والرؤوس، وضرب الظهور بالزنجيل وغيره حُزناً على السبط المذبوح ظلماً وعُدواناً.
نافلة: 
تُعتبر “المواكب العاشورائية” واحدة من مفردات الشعائر الحسينيّة التي - أول مَنْ - احتضنتها الدولة البُويهيِّة في عام 334 هجرية وأخرجتها من المآتم والدور والبيوت إلى الأسواق والشوارع والطرقات في صورة تجمعات يغلب عليها الحزن ومهرجانات يسودها التّفجع، فيما مملكة البحرين التي يعدّ شهر محرم الحرام من الأشهر الفريدة من نوعها فيها، باعتبارها البلد الوحيد الذي يحتضن أكثر من (5000) مأتم وحسينية، وتمنح الحكومة يومي تاسوعاء وعاشوراء عطلة رسمية للمواطنين؛ قد انطلقت أُولى المجالس الحسينية العلانية فيها عام 1700م في بيوتات “العريش” المصنوعة من سعف النخيل، وبعدها جاءت تلك المجالس لتنتهي في عام 1875م بلطميات منبرية ثلاث، بينما في عام 1880م كان يُحيي خطيب المجلس “ردادية” اللطم بعد مجلس الخطابة مباشرة، إلى أنْ خرج أول موكب عاشورائي في صورته الحالية المُتعارفة عام 1891م على شكل “هوسات” يُؤديها نهامة البحر وسط العاصمة المنامة، ومن ثم انتشارها لبقية مناطق وقرى البحرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية