+A
A-

السعودية في الطريق الصحيح في السينما وسعدت لترميم أفلامي هناك


قدم المخرج المخضرم خيري بشارة العديد من الأفلام العظيمة في تاريخه، وظهر لأول مرة مع عدد من الأفلام الوثائقية، وبعد فترة ابتعد عن الأفلام القصيرة للتركيز على إخراج الأفلام الطويلة التي تم عرضها في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية.
فاز فيلمه الأول "الأقدار الدامية" (1982) بالعديد من الجوائز. بعد ذلك صنع فيلم "العوامة رقم ٧٠" في (1982) وهي مدرجة في أفلام السينما العربية التي لا تنسى ومع ذلك، فإن إخراجه المتميز في "كابوريا" (1990) ، بطولة الممثل الأسطوري أحمد زكي، فتح له قاعدة جماهيرية كبيرة.
اشتهر بمطابقة بعض الأحداث التاريخية المحددة مع الأفلام العربية المعاصرة على سبيل المثال، عكس المخرج السينمائي الرائع روح الوحدة الوطنية مع سقوط جدار برلين في أفلام مثل "رغبة متوحشة"  و"ايسكريم في جليم" بطولة عمرو دياب والممثلة المذهلة يسرا.
طوال حياته المهنية الطويلة، أخرج 50 فيلمًا قصيرًا و12 فيلمًا طويلًا وأكثر من 20 مسلسلًا تلفزيونيًا، كما قدم أفلامًا استثنائية لا تزال تشكل مصدر إلهام لصانعي الأفلام الشباب حول العالم، كان هناك العديد من صانعي الأفلام الذين قدموا العديد من الأفلام الناجحة في شباك التذاكر، ومع ذلك كان لعدد قليل جدًا منهم تأثير دائم على الأجيال.
بشارة هو أحد المخرجين الذين حققوا نجاحًا هائلاً في أواخر الثمانينات عندما تعاون مع ممثلين شباب في عدة أفلام، اكتسب المزيد من التقدير لنضجه الفني في أفلام مثل "الطوق والأسورة" (1986)، ويوم مر يوم حلو (1988)، وأمريكا شيكا بيكا (1993) والذي تم تصويره وتحريره في رومانيا، وفيلم حرب الفراولة (1993) ، وإشارة المرور (199) وغيرها من الروائع.
ولد بشارة في طنطا عام 1947 التحق بالمعهد العالي المصري للسينما عام 1976، وحصل على زمالة لمدة عامين في معهد السينما في بولندا. في الثمانينات، قاد حركة 'الواقعية الجديدة' في الأفلام المصرية، وأدخل أفلام الفنتازيا الشعبية إلى السينما العربية.
كان يريد أن يصبح ممثلا، وعندما صارح خاله بأنه يريد أن التحق بمعهد الفنون المسرحية، طالبه بأن يفكر جيداً  وطلب منه أن يسأل نفسه: "هل أنا موهوب، وسوف أكون ممثلا متميزا مثل العشرات أو سوف أكون مجرد ممثل متواضع مثل الآلاف"؟ كانت كلماته صارمة بصورة مرعبة، لكنه قرر أن يحقق ما يريده يوما ما، ولكن وقع في يده كتاب "فن الفيلم" لأرنست لندجرن، وما أن انتهى من قراءته حتى كان قد اتخذ قراره الحاسم بدراسة الإخراج السينمائي.
يعتبر المخرج المصري الشهير خيري بشارة جزءًا مهمًا من حياة العديد من الخليجيين، والبحرينيين خاصة أولئك الذين نشأوا في الثمانينات والتسعينات، ولم يكن أكثر سعادة برؤية حبهم ودعمهم له.
ينصح بشارة صانعي الأفلام المبتدئين عن بعض أسوأ الطلاب الذين درسهم في الجامعة، والذين أصبح الكثير منهم الآن من النجوم البارزين، ويقول: "إذا فشلت أو كانت لديك تجربة غير ناجحة، فإنك تتعلم من خلالها".
قدم المخرج المصري القدير خيري بشارة محاضرة في جدة المملكة العربية السعودية، رافق العرض الرئيسي عرض لأعماله الرئيسية والتي تم ترميمها من قبل مؤسسة مهرجان البحر الأحمر، وذلك لأول مرة يتم فيها عرض الأعمال المستعادة للمخرج المصري على الشاشة الكبيرة في المملكة العربية السعودية التي في حال نشاط كبير في السينما اليوم، ويقول عنها "أنا اعشق هذه الأرض جدا، وتقريبا أزورها باستمرار، ولاحظت مؤخرا التحول المذهل الذي حدث منذ ذلك الحين، لا أستطيع التعرف على أي شيء باستثناء جدة القديمة، لقد بقيت في ذاكرتي عندما ذهبت لتصوير المنطقة من أجل المتعة، وشملت زيارتي مؤخرا تقديم حلقة دراسية نظمها المهرجان بعنوان "تجديد السينما من خلال المؤامرات والقصص والعروض".
وعما ينقص السينما في الخليج أكد وجود حركة نقدية تتواكب مع مستوى الطرح الحالي، لتوثيق وتأريخ السينما السعودية بشكل خاص؛ بسبب شجاعة المخرجين ودخولهم في مناطق جديدة لم تطرح من قبل حتى في وسائل الإعلام، وقال إن السينما السعودية حققت قفزة من خلال الجيل الجديد من المخرجين الذين يقومون بصنع أفلام استثنائية وشجاعة على مستوى فني رفيع، ويتم مشاهدة هذه الأفلام في المهرجانات الدولية وتكتسب التقدير والجوائز، وما نشاهده واضح في صناعة الأفلام التي تتحرك وهي واعدة جدا بسبب التغيرات الاجتماعية والثقافية في المملكة العربية السعودية، أصبحت هذه الأفلام المعروضة الآن شجاعة في معالجة الأشياء التي لم تناقش من ذي قبل، وهو أمر إيجابي للغاية، إنه جهد كبير، وهذا هو الغرض من الفن، ولابد أن نرى نتائج مثمرة ومذهلة، والحقيقة واضحة أن السعودية في الطريق الصحيح.
وأشار إلى أن الحركة السينمائية في الخليج تسير بصورة صحيحة، لاسيما في السعودية، وشخصيا قد قرأت له لقاء في الصحافة السعودية أكد فيه أن أحد المخرجين المصريين قد صارحه بغيرته من أحد الأفلام السعودية التي شاهدها في إحدى المهرجانات، واعتبر المخرج السعودي شاباً أكثر من غيره!​