+A
A-

العريض لـ“البلاد”: لوقف منح تراخيص المستشفيات الخاصة لكل من يملك مالًا

وصف‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬سالم‭ ‬العريض‭ ‬انتشار‭ ‬المستشفيات‭ ‬الخاصة‭ ‬الصغيرة‭ ‬بالظاهرة‭ ‬غير‭ ‬الصحية،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنظيم‭ ‬المهن‭ ‬الصحية‭ (‬نهرا‭) ‬وقف‭ ‬منح‭ ‬التراخيص‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يمتلك‭ ‬مالًا،‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الإمكانات،‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬كوادرها‭ ‬من‭ ‬مراقبة‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬كلها‭.‬

وأشار‭ ‬العريض‭ ‬بحديثه‭ ‬إلى‭ ‬“البلاد”‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأرضية‭ ‬مهيئة‭ ‬لاستقطاب‭ ‬الطيور‭ ‬الطبية‭ ‬المهاجرة،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬المشاريع‭ ‬الخاصة‭ ‬لتدريب‭ ‬الأطباء‭ ‬المتخرجين‭ ‬حديثًا‭ ‬قائمة‭ ‬ومتوافرة‭ ‬بدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭.‬

ما‭ ‬الأسس‭ ‬التي‭ ‬ستساعد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬الإنمائية‭ ‬لتطوير‭ ‬القطاع‭ ‬الطبي‭ ‬الحكومي؟

أشير‭ ‬بداية‭ ‬إلى‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬مركزها‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬مستشفى‭ ‬فيكتوريا‭ ‬والإرسالية‭ ‬الأميركية‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

ولم‭ ‬تكن‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬لسكان‭ ‬البحرين‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬قاطبة،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬المرضى‭ ‬يستفيدون‭ ‬منها،‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬الكويت‭ ‬حتى‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭.‬

وكانت‭ ‬الفترة‭ ‬التاريخية‭ ‬الثانية‭ ‬بزمن‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬1932م‭) ‬حيث‭ ‬أمر‭ ‬بتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬لجميع‭ ‬الغواصين‭ ‬بسفنهم‭ ‬التي‭ ‬تبحر‭ ‬لصيد‭ ‬اللؤلؤ،‭ ‬فكانت‭ ‬السفينة‭ ‬الطبية‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬وعلى‭ ‬متنها‭ ‬طاقم‭ ‬طبي‭ ‬وأدوية‭ ‬وفيتامينات‭ ‬لجميع‭ ‬أطقم‭ ‬الغواصين‭ ‬والعاملين‭ ‬بها‭.‬

واستمر‭ ‬التقدم‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬حتى‭ ‬بناء‭ ‬أول‭ ‬مستشفى‭ ‬حكومي‭ (‬النعيم‭) ‬في‭ ‬ثلاثينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬ومن‭ ‬بعده‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬في‭ ‬ستينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

وظل‭ ‬الحال‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬للخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬المتنوعة،‭ ‬حتى‭ ‬أتى‭ ‬العهد‭ ‬الجاري‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬حيث‭ ‬شهدنا‭ ‬هذه‭ ‬الطفرة‭ ‬المباركة‭ ‬بتقديم‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭.‬

والتي‭ ‬واكبها‭ ‬إنشاء‭ ‬المستشفى‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية،‭ ‬ومستشفى‭ ‬قوة‭ ‬الدفاع،‭ ‬ومركز‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬للقلب،‭ ‬والمراكز‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تعم‭ ‬جميع‭ ‬قرى‭ ‬مدن‭ ‬البحرين،‭ ‬وعددها‭ ‬20‭ ‬مركزا‭ ‬صحيا‭.‬

وعزز‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬ترأس‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬خالد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للصحة،‭ ‬إذ‭ ‬شهد‭ ‬القطاع‭ ‬الطبي‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التنوع‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬بعد‭ ‬تطوير‭ ‬الإدارة‭ ‬الذاتية‭ ‬لها‭.‬

وقدم‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬منذ‭ ‬التسعينات‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يطبق‭ ‬إلا‭ ‬مع‭ ‬قدومه،‭ ‬وكذلك‭ ‬أنشأت‭ ‬الإدارة‭ ‬الحالية‭ ‬لنهرا‭ ‬والتي‭ ‬ترأسها‭ ‬الدكتورة‭ ‬مريم‭ ‬عذبي‭ ‬الجلاهمة،‭ ‬حيث‭ ‬فصلت‭ ‬أنشطتها‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬وأصبحت‭ ‬إدارة‭ ‬ذاتية‭ ‬والترخيص‭ ‬للمستشفيات‭ ‬والأطباء‭.‬

 

برأيك،‭ ‬ما‭ ‬أهم‭ ‬التشريعات‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬النظر‭ ‬إليها‭ ‬بالمرحلة‭ ‬الراهنة؟

التشريعات‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬أجدها‭ ‬ضرورية‭ ‬وساهمت‭ ‬في‭ ‬صياغتها‭ ‬وتقديمها‭ ‬لمجلس‭ ‬الشورى،‭ ‬أولها‭ ‬التشريع‭ ‬بإنشاء‭ ‬المركز‭ ‬لتدريب‭ ‬الأطباء‭ ‬والممرضات‭ ‬وأطباء‭ ‬الإنسان،‭ ‬والذي‭ ‬اصدره‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬بمرسوم‭.‬

وكذلك‭ ‬التأمين‭ ‬على‭ ‬الأخطاء‭ ‬الطبية،‭ ‬وممارسة‭ ‬الأطباء‭ ‬للطب،‭ ‬ومشروع‭ ‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬لزراعة‭ ‬الأعضاء،‭ ‬ولقد‭ ‬تم‭ ‬الموافقة‭ ‬عليهما‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭.‬

 

هل‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تفصل‭ ‬لنا‭ ‬المزيد‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬التأمين‭ ‬عن‭ ‬الأخطاء‭ ‬الطبية؟

يتركز‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتحمل‭ ‬شركات‭ ‬التأمين‭ ‬مسؤولية‭ ‬التكفل‭ ‬بالتعويضات،‭ ‬سواء‭ ‬للمرضى‭ ‬أو‭ ‬لذويهم‭ ‬إذا‭ ‬صدرت‭ ‬أحكام‭ ‬قضائية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬اللجان‭ ‬المختصة‭ ‬التي‭ ‬تقر‭ ‬وتعترف‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬التأمينية،‭ ‬وبذلك‭ ‬تحفظ‭ ‬حقوق‭ ‬المرضى‭ ‬وأهاليهم‭ ‬إذا‭ ‬وقع‭ ‬هذا‭ ‬الخطأ‭.‬

وسينتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬تحسن‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬الأطباء،‭ ‬وحذرهم‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬لمرضاهم،‭ ‬ولأن‭ ‬شركات‭ ‬التأمين‭ ‬ستتردد‭ ‬في‭ ‬التأمين‭ ‬على‭ ‬الأطباء‭ ‬كثيرو‭ ‬الأخطاء‭ ‬وبذلك‭ ‬ستستحب‭ ‬منهم‭ ‬رخص‭ ‬ممارسة‭ ‬المهنة،‭ ‬ويتخلص‭ ‬الجسم‭ ‬الطبي‭ ‬منهم،‭ ‬وترتفع‭ ‬مستويات‭ ‬تقديم‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭.‬

 

كيف‭ ‬تقرأ‭ ‬المرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬لإنشاء‭ ‬وتشكيل‭ ‬المجلس‭ ‬البحريني‭ ‬للدراسات‭ ‬والتخصصات‭ ‬الصحية؟

كان‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬وجود‭ ‬وإنشاء‭ ‬أمانه‭ ‬عامة‭ ‬له،‭ ‬وتعيين‭ ‬أمينا‭ ‬عاما‭ ‬متفرغا‭ ‬و4‭ ‬مساعدين،‭ ‬أحدهم‭ ‬لمتابعة‭ ‬الأطباء‭ ‬في‭ ‬تدريبهم،‭ ‬وآخر‭ ‬للمتابعة‭ ‬وتدريب‭ ‬التخصصات‭ ‬التمريضية،‭ ‬وثالث‭ ‬لمتابعة‭ ‬وتدريب‭ ‬أفراد‭ ‬المهن‭ ‬المساعدة،‭ ‬مثل‭ ‬فني‭ ‬المختبرات‭ ‬والأشعة‭ ‬والأجهزة‭ ‬الطبية‭.‬

وأخيرًا‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬مساعد‭ ‬لمتابعة‭ ‬تدريب‭ ‬أطباء‭ ‬الأسنان،‭ ‬والمتخصصون‭ ‬في‭ ‬المهن‭ ‬المساعدة‭ ‬بعد‭ ‬تخرجهم،‭ ‬واجتياز‭ ‬الامتحانات‭ ‬المطلوبة‭ ‬لهذا‭ ‬المجلس،‭ ‬لإلحاقهم‭ ‬بالمستشفيات‭ ‬الحكومية،‭ ‬والتي‭ ‬لديها‭ ‬2000‭ ‬سرير‭ ‬تديرها‭ ‬من‭ ‬ميزانيات‭ ‬المملكة‭.‬

 

هل‭ ‬ترى‭ ‬بأن‭ ‬تكاثر‭ ‬المستشفيات‭ ‬الطبية‭ ‬الخاصة‭ ‬والصغيرة‭ ‬ظاهرة‭ ‬صحية؟‭ ‬ولماذا؟

لا‭ ‬اعتقد‭ ‬بأنها‭ ‬ظاهرة‭ ‬صحية،‭ ‬مع‭ ‬حاجة‭ (‬نهرا‭) ‬والمعنية‭ ‬بالترخيص‭ ‬والرقابة‭ ‬بالترخيص‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬الوقت،‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬كوادرها‭ ‬من‭ ‬مراقبة‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬كلها‭.‬

فالتدرج‭ ‬في‭ ‬إعطاء‭ ‬التراخيص‭ ‬مهم،‭ ‬وأيضا‭ ‬عدم‭ ‬إعطاء‭ ‬الاستثمار‭ ‬الطبي‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يملك‭ ‬المال،‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الإمكانات،‭ ‬وبرأيي‭ ‬فإن‭ (‬نهرا‭) ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بدور‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرقابية‭ ‬البريطانية‭ ‬التي‭ ‬تدرجت‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬مراقبة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الطبية‭.‬

هل‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬الذمة‭ ‬المالية‭ ‬معيق‭ ‬لدخول‭ ‬الشباب‭ ‬أو‭ ‬الكفاءات‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬الأطباء؟‭ ‬وما‭ ‬الحل؟

لا‭ ‬حاجة‭ ‬ضرورة‭ ‬له‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأطباء،‭ ‬وقد‭ ‬أسست‭ ‬جمعية‭ ‬الأطباء‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1973‭ ‬وكنت‭ ‬أحد‭ ‬مؤسسيها،‭ ‬إذ‭ ‬قامت‭ ‬على‭ ‬سواعد‭ ‬ثلاثين‭ ‬طبيبا‭ ‬بحرينيا‭ ‬حينها،‭ ‬وحاليا‭ ‬الجمعية‭ ‬تقوم‭ ‬بدور‭ ‬مهم،‭ ‬أسوة‭ ‬ببقية‭ ‬الجمعيات‭ ‬المهنية‭ ‬الأخرى‭.‬

 

يشكو‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬اختلافات‭ ‬بأسعار‭ ‬الأدوية‭ ‬وحليب‭ ‬الأطفال‭ ‬بالصيدليات،‭ ‬ما‭ ‬الأسباب‭ ‬وأين‭ ‬هي‭ ‬الرقابة‭ ‬من‭ ‬ذلك؟‭ ‬

هذه‭ ‬من‭ ‬مسؤوليات‭ (‬نهرا‭) ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لديها‭ ‬الطاقم‭ ‬المراقب‭ ‬للصيدليات‭ ‬والأسواق،‭ ‬وعدم‭ ‬إعطاء‭ ‬تراخيص‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬رغب‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬رخصة‭ ‬صيدلية،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬عليها‭ ‬مراقبة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرقابية‭ ‬الطبية‭ ‬المختصة،‭ ‬كوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬و‭(‬نهرا‭) ‬وجمعية‭ ‬الصيادلة‭.‬

بشأن‭ ‬الجدل‭ ‬المستمر‭ ‬والمتعلق‭ ‬بالأدوية‭ ‬التي‭ ‬تصرف‭ ‬لمرضى‭ ‬السكلر‭ ‬خصوصا‭ ‬المورفين‭ ‬وبقية‭ ‬الأدوية‭ ‬المسكنة‭ ‬الأخرى،‭ ‬كيف‭ ‬تنظر‭ ‬لهذا‭ ‬الشأن؟

علاج‭ ‬مرض‭ ‬السكلر‭ ‬ليس‭ ‬جديدًا‭ ‬بالبحرين،‭ ‬إذ‭ ‬كنا‭ ‬نعالج‭ ‬هؤلاء‭ ‬المرضى‭ ‬بالمسكنات‭ ‬والسوائل‭ ‬فترة‭ ‬إصابتهم‭ ‬بالنوبات‭ ‬المتكرر‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬أنشات‭ ‬المستشفيات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وكنا‭ ‬نتحاشى‭ ‬إعطاءهم‭ ‬المورفين‭ ‬والعقاقير‭ ‬المخدرة،‭ ‬ونحمد‭ ‬الله‭ ‬حاليا‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬المسكنات‭ ‬أصبحت‭ ‬متوافرة‭ ‬حاليا‭ ‬بالصيدليات،‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬استخدام‭ ‬المورفين‭ ‬ومشتاقته‭.‬

وسبب‭ ‬تحاشي‭ ‬استخدام‭ ‬المورفين؛‭ ‬لأنه‭ ‬يحول‭ ‬المريض‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬إلى‭ ‬متعاطٍ‭ ‬للمخدرات،‭ ‬ونحن‭ ‬نخشى‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬ولأن‭ ‬عدد‭ ‬المصابين‭ ‬بالسكلر‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬كبير،‭ ‬ويتجاوز‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬مريض،‭ ‬وعدد‭ ‬حاملي‭ ‬جينات‭ ‬السكلر‭ ‬يتجاوزون‭ ‬20‭ ‬ألفا‭ (‬من‭ ‬المواطنين‭).‬

وأكدت‭ ‬بعض‭ ‬الدراسات‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬بأوروبا‭ ‬ذات‭ ‬العدد‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬المصابين‭ ‬بالسكلر،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬الأدوية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يعمم‭ ‬عالميًا،‭ ‬لكن‭ ‬الإشكالية‭ ‬بالبحرين‭ ‬هي‭ ‬كثرة‭ ‬أعدادهم،‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬بوصول‭ ‬العلم‭ ‬الآن‭ ‬لعلاجات‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الأدوية‭.‬

ولقد‭ ‬بدأ‭ ‬أعداد‭ ‬مرضى‭ ‬السكلر‭ ‬يقل‭ ‬بالبحرين،‭ ‬بسبب‭ ‬قيام‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬ووزارة‭ ‬التربية‭ ‬بإجراء‭ ‬فحوصات‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الطلبة‭ ‬ليكتشفوا‭ ‬المصابين‭ ‬الحاملين‭ ‬لهذا‭ ‬الجين،‭ ‬وإعطاءهم‭ ‬النصائح‭ ‬النافعة‭ ‬لهم‭ ‬ولأهاليهم،‭ ‬خصوصا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بزواج‭ ‬الأقارب‭.‬

 

هل‭ ‬تنظر‭ ‬بأحقية‭ ‬الوالدين‭ ‬في‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الأجنة‭ ‬المشوهة؟‭ ‬

تقدمت‭ ‬بفترة‭ ‬سابقة‭ ‬بمشروع‭ ‬الإجهاض‭ ‬للأجنة‭ ‬المشوهة‭ ‬بعد‭ ‬موافقة‭ ‬العائلة،‭ ‬ولقد‭ ‬تم‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬الموافقة‭ ‬عليه‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الأربعة‭ ‬من‭ ‬الحمل،‭ ‬وسبب‭ ‬تمرير‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬بأننا‭ ‬أصبحنا‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قادرين‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحديثة‭ ‬كالسونار‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬التشوهات‭ ‬بالجنين‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬ولوج‭ ‬الروح‭ ‬بالأجنة،‭ ‬وهذا‭ ‬القانون‭ ‬مطبق‭ ‬بجميع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬والدول‭ ‬المتحضرة‭.‬

 

لماذا‭ ‬تأخرت‭ ‬البحرين‭ ‬بإنشاء‭ ‬مركز‭ ‬متخصص‭ ‬لزراعة‭ ‬الأعضاء؟‭ ‬

بدأنا‭ ‬في‭ ‬زراعة‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بسنة‭ ‬1994‭ ‬لوجود‭ ‬طبيب‭ ‬متمكن‭ ‬لعمل‭ ‬ذلك،‭ ‬وهو‭ ‬الدكتور‭ (‬جورج‭ ‬ابونا‭) ‬وكان‭ ‬عميد‭ ‬كلية‭ ‬الطب‭ ‬بجامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وقد‭ ‬أجريت‭ ‬حوالي‭ ‬60‭ ‬عملية‭ ‬زراعة‭ ‬كلى‭ ‬من‭ ‬متوفين‭ ‬دماغيًا‭.‬

واستمر‭ ‬البرنامج‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بأطقم‭ ‬بحرينية،‭ ‬وتم‭ ‬زراعة‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬المتوفين‭ ‬دماغيا‭ ‬بتعاون‭ ‬مع‭ ‬المركز‭ ‬السعودي‭ ‬لزراعة‭ ‬الأعضاء‭ ‬بالرياض،‭ ‬وخلال‭ ‬الألفية‭ ‬الجديدة‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬البروتوكولات‭ ‬بدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬بتطبيقها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬شكل‭ ‬لنا‭ ‬عائقًا‭ ‬كبيرًا‭.‬

وتتأمل‭ ‬حاليًا‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬البحرينية‭ ‬أن‭ ‬يعاد‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬لأن‭ ‬نجاح‭ ‬مشروع‭ ‬زراعة‭ ‬الأعضاء‭ ‬من‭ ‬المتوفين‭ ‬دماغيًا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ربط‭ ‬جميع‭ ‬مراكز‭ ‬العناية‭ ‬القصوى‭ ‬بمستشفيات‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬بالمركز‭ ‬السعودي‭ ‬لزراعة‭ ‬الأعضاء،‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬بأن‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬حاليا‭ ‬يتجاوز‭ ‬الستين‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭.‬

فالاستفادة‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬من‭ ‬المتوفين‭ ‬دماغيًا‭ ‬بهذه‭ ‬الدول،‭ ‬سينقذ‭ ‬حياة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬بدولنا،‭ ‬وعليه‭ ‬فالعائق‭ ‬الرئيس‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬المتوفين‭ ‬دماغيا‭ ‬هو‭ ‬اللوجستيات‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬العلاجية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭.‬

وعليه،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تطبيق‭ ‬زراعة‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬مركزي،‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الرئيس‭ ‬بالرياض،‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬طائرات‭ ‬طبية‭ ‬متخصصة‭ ‬لنقل‭ ‬هذه‭ ‬الأعضاء‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليج،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬أطباء‭ ‬اختصاصيين‭ ‬في‭ ‬تشخيص‭ ‬الموت‭ ‬الدماغي‭ ‬بجميع‭ ‬مراكز‭ ‬العناية‭ ‬القصوى‭ ‬بالمستشفيات‭ ‬العامة‭ ‬لتوصيل‭ ‬المعلومات‭ ‬للمركز‭ ‬الرئيس‭ ‬بالرياض‭.‬

 

دعيت‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬سابق‭ ‬لاستقطاب‭ ‬الطيور‭ ‬الطبية‭ ‬المهاجرة،‭ ‬هل‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬الأرضية‭ ‬مهيأة‭ ‬لذلك؟‭ ‬

الأرضية‭ ‬مهيأة‭ ‬جدًا‭ ‬لاستقطاب‭ ‬الطيور‭ ‬الطبية‭ ‬المهاجرة،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬المشاريع‭ ‬الخاصة‭ ‬لتدريب‭ ‬الأطباء‭ ‬المتخرجين‭ ‬حديثًا‭ ‬قائمة‭ ‬ومتوافرة‭ ‬بدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬شهادات‭ (‬البورد‭) ‬العربي،‭ ‬أو‭ ‬الزمالات‭ ‬الطبية،‭ ‬ونحن‭ ‬بحاجة‭ ‬لاستقبال‭ ‬هؤلاء‭ ‬المهاجرين‭ ‬لإحلالهم‭ ‬مكان‭ ‬الطواقم‭ ‬الأجنبية‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬مستشفياتنا‭ ‬حاليًا‭.‬

 

هل‭ ‬أنت‭ ‬راضٍ‭ ‬عن‭ ‬نسبة‭ ‬البحرنة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الطبي‭ ‬الحكومي؟‭ ‬

بعد‭ ‬أن‭ ‬زادت‭ ‬المستشفيات‭ ‬الحكومية‭ ‬سواء‭ ‬التابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬أو‭ ‬الدفاع،‭ ‬نحتاج‭ ‬لتوفير‭ ‬عمالة‭ ‬وطنية‭ ‬من‭ ‬أطباء‭ ‬وممرضين،‭ ‬فهذا‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬إلا‭ ‬بتطبيق‭ ‬التدريب‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬أصدر‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬مرسومًا‭ ‬بإنشائه‭ ‬حديثًا‭.‬

 

ما‭ ‬الأسس‭ ‬التي‭ ‬تحتاجها‭ ‬البحرين‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬مقصدًا‭ ‬لمصانع‭ ‬الأدوية‭ ‬المختلفة؟

التشريعات‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬وهنالك‭ ‬نوعان‭ ‬من‭ ‬المصانع،‭ ‬للأمصال‭ ‬والسوائل‭ ‬معتمدة‭ ‬على‭ ‬الرخص‭ ‬من‭ ‬المصانع‭ ‬الأجنبية،‭ ‬والمطلوب‭ ‬من‭ ‬المراكز‭ ‬البحثية‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بدراسات‭ ‬لاكتشاف‭ ‬أدوية‭ ‬لعلاجات‭ ‬الأمراض‭ ‬عبر‭ ‬براءات‭ ‬الاختراع،‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬استيراد‭ ‬الأدوية‭ ‬أو‭ ‬تصنيعها‭ ‬بتراخيص‭ ‬خارجية‭.‬