+A
A-

أعضاء “حفظ النعمة” لـ“البلاد”: بناء مصنع للأسمدة العضوية وأكبر مطبخ خيري مستقبلاً

ندعم‭ ‬250‭ ‬أسرة‭ ‬يومياً‭ ‬عبر‭ ‬تقديم‭ ‬وجبتي‭ ‬طعام

150‭‬ ألف‭ ‬مستفيد‭ ‬من‭ ‬الجمعية‭ ‬منذ‭ ‬التأسيس

توزيع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬و850‭ ‬ألف‭ ‬وجبة‭ ‬وحفظها‭ ‬من‭ ‬الهدر

دفن‭ ‬مخلفات‭ ‬الطعام‭ ‬يؤدي‭ ‬لانبعاث‭ ‬الغازات‭ ‬الدفيئة

 

أفاد أعضاء مجلس إدارة جمعية حفظ النعمة بأن القيمة المالية لهدر الطعام سنوياً 100 مليون دينار بسبب رمي 400 طن من المأكولات في القمامة، فيما تكون نسبة هدر الأطعمة خلال مواسم عاشوراء من كل عام تعادل كمية هدر شهر رمضان الذي ترتفع فيه نسبة هدر الطعام يومياً 600 طن. 
وفي لقاء “البلاد” مع مجلس إدارة جمعية حفظ النعمة أكد الأعضاء بأن طموحهم توفير مقر ملك للجمعية وبناء أكبر مطبخ خيري في البحرين وإنشاء مصنع للأسمدة العضوية من خلال إعادة تدوير الطعام لتحويله إلى سماد. 
وفيما يلي نص الحوار مع كل من نائب رئيس مجلس إدارة جمعية حفظ النعمة الشيخ زياد بن فيصل آل خليفة، عضو مجلس الإدارة الأمين المالي ليلى جناحي، والرئيس التنفيذي أحمد الكويتي.  
ما الدور الذي تقوم به الجمعية لحفظ الطعام من الهدر والرمي في حاويات القمامة؟
تقوم الجمعية بحفظ وتدوير فائض الطعام الصالح للأكل وتوصيلة لمساعدة الأسر المستفيدة وفق أهداف بيئية خيرية اجتماعية من خلال الاستلام عبر سيارات الجمعية، وتعمل الجمعية 24 ساعة في اليوم طوال أيام السنة، أما فيما يتعلق بالجانب البيئي تسعى الجمعية لإشاعة نشر ثقافة المحافظة على الأطعمة من الهدر ورميها في القمامة، وذلك من خلال العمل على الحد وتقليل رمي المأكولات.
هل لديكم حملات للتوعية والحد من الإسراف في هدر الأطعمة خلال أيام المناسبات والأعياد على سبيل المثال خلال أيام شهر رمضان أو في أيام عاشوراء؟
الجمعية تعمل على مدار العام يومياً وفي شهر رمضان يتم التكثيف من التوعية للحد من هدر الطعام وذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي إضافة إلى حث الناس بالتوعية من خلال مؤسسات الإعلام والتعاون مع المدارس والجامعات والشراكة المجتمعية بالتعاون مع المؤسسات والجمعيات الأهلية لإقامة المحاضرات للتوعية بهدف الحد من هدر الأطعمة في مختلف أنواع المناسبات، ومنها أعياد الميلاد والأعراس.
هل لديكم تعاون مع بعض المطاعم والمطابخ أو الفنادق لأجل حفظ النعمة، وما آلية التعاون في هذا الجانب؟
لدينا اتفاقيات مع عشرات الفنادق من فئة الخمس نجوم وعدد من المطاعم ومطابخ البوفيهات وإعداد الولائم لاستلام الطعام الصالح وتسليمه للأسر المسجلة لدى الجمعية، ومنذ التأسيس في عام 2014 رسالة الجمعية هي الحد والقضاء على هدر الطعام، وسعت الجمعية من خلال الثقة المتبادلة في التعاقد مع الكثير من شركات الأغذية التي لديها مواد جافة قبل الانتهاء بفترات، ويتم أخذها وتعبئتها في سلال وتوزيعها على المستفيدين، أما المواد الممكن طبخها، فقمنا بجمعها في المطبخ الخيري سابقاً، وتم طهي 60 ألف بيضة وتوزيعا، وتسعى الجمعية ليكون لديها أكبر مطبخ خيري في البحرين من خلال التعاون مع أصحاب الأيادي البيضاء لتنفيذ المشروع على أرض الواقع في المستقبل القريب.
بخصوص مشروع أكبر مطبخ خيري في البحرين هل لديكم تصورات ورؤية لتحقيق المشروع على أرض الواقع؟
مجلس إدارة الجمعية يسعى لبناء مقر ملك للجمعية حتى يتم تحقيق المشروع من خلال التعاون مع الشركات لتقديم الدعم لتنفيذ مشروع المطبخ الخيري وبناء مكاتب ومقر دائم للجمعية، وتنفيذ المشاريع الاستثمارية مستقبلاً التي تعود بالنفع والمردود المالي لتحقيق الاستدامة بالعمل وتحقيق الأهداف والرؤى الموجودة للجمعية.
ما تفاصيل مشروع إقامة مصنع للأسمدة بعد إعادة تدوير الطعام المهدر؟
عملنا على إطلاع مشروع تدوير الطعام المهدر لتحويله إلى أسمدة أو غذاء صالح للأسماك والحيوانات، وهو طموح الجمعية لإقامة مشروع المصنع الذي يحتاج لرأس مال كبير بملايين الدنانير، والجمعية حالياً تقدم الحلول بالقدر المستطاع للتدوير لإنتاج الأسمدة الطبيعية، ولا يوجد في البحرين حتى الآن مشروع لإعادة فائض الطعام المهدر للحفاظ على البيئة من الاحتباس الحراري والغازات الدفيئة بسبب هدر ورمي المأكولات في حاويات النفايات، وفي حال تم تحقيق تنفيذ مشروع مصنع الأسمدة سيكون أول مشروع من نوعه لإنتاج الأسمدة الطبيعية في المملكة وذلك لتحقيق إحدى أهداف رؤية 2030.
ماذا تفعلون بالأطعمة التي يتم تسليمها لكم؟ وما آلية التوزيع على المحتاجين من الأسر البحرينية والمقيمة والعمالة الوافدة؟ وهل للمواشي والحيوانات حصة من الأطعمة المستلمة؟
منذ تأسيس الجمعية تم توزيع أكثر من مليون و850 ألف وجبة وحفظها من الهدر، ولدى الجمعية مطبخ افتراضي في التطبيقات الرقمية للتبرع بالوجبات والسلال الغذائية، كبنك للطعام لمساعدة الأسر المتعففة المستفيدة من برنامج الدم للأمن الغذائي، حيث الهدف الرئيسي من بنك الطعام الحد من هدر الطعام بما يصب في أهداف التنمية المستدامة للقضاء على الجوع وأنماط إعادة الاستهلاك والتدوير، والجمعية تعمل لجمع فائض الطعام الصالح للأكل لتوصيله إلى الأسر المستفيدة؛ بهدف تأمين توفير المواد الغذائية والتخفيف من الأعباء المالية، وخلال فترة جائحة كورونا زاد العمل وتم توزيع أكبر نسبة من فائض الأطعمة 820 ألف وجبة تم توصيلها للأسر البحرينية والمقيمة والعمالة الوافدة، كما تبرعت شركات الأغذية بالمواد الجافة قبل الانتهاء.
هل لديكم تواصل مع أعضاء مجلس النواب لمناقشة تشريعات مستقبلية للحد من هدر الطعام؟
قدمت الجمعية لعدد من أعضاء مجلس النواب مقترح مشروع قانون حفظ النعمة، كبند يضاف في المرسوم بقانون النظافة ليصب بشكل مباشر في ما يتعلق بحفظ النعمة والمواد الغذائية؛ حتى يكون هناك وعي وشراكة مجتمعية للحد من هدر الأطعمة في المنازل والفنادق والشركات.
كم عدد المستفيدين من خدمات الجمعية؟ 
150 ألف مستفيد منذ التأسيس وفي كل عام يتم دعم 500 أسرة وحالياً يتم دعم 250 أسرة يومياً من خلال تقديم وجبتين طعام، إضافة لوجود 1800 عائلة يتم دعمهم من خلال السلال والمواد الغذائية إضافة لدعم 5000 عامل وافد بالوجبات المحفوظة من الهدر.
نحن الآن في أيام عشوراء هل هناك تعاون مع المؤسسات الدينية مثل المآتم والحسينيات والمضائف لحفظ النعمة من الهدر؟
الجمعية ترحب بالتواصل مع الجميع، ولكن هناك حاجة للتنسيق المسبق من قبل إدارات المآتم والحسينيات لأخذ الفائض من الطعام وتوزيعه على الأسر المستهدفة.  
هل لديكم أية معلومات عن حجم كميات الأطعمة المهدرة خلال مواسم عاشوراء؟
كميات الأطعمة والمأكولات المهدرة في مواسم عاشوراء تعادل حجم الهدر خلال شهر رمضان. 

تقريباً كم طن من الأطعمة يتم هدرها في البحرين سنوياً؟ 
بحسب دراسة صادرة عن المجلس الأعلى للبيئة في عام 2014، يتم هدر 400 طن من المواد الغذائية يومياً، وخلال شهر رمضان يرتفع الرقم إلى 600 طن يومياً، وصنفت الأمم المتحدة البحرين الأولى عربياً في هدر الطعام والرابعة عالمياً، ولكن نحن نتحفظ على هذا التصنيف ونتوقع أنه غير دقيق مقارنة ببعض الدول العربية في حجم الهدر، ولكن التصنيف الأممي جعل الناس والمؤسسات تنتبه إلى حجم الهدر اليومي وتم خلق عدة برامج للتعاون المشترك للحد والقضاء على مظاهر الإسراف في هدر النعمة.  
ماذا يحتاج المجتمع البحريني لأجل الحفاظ على النعمة من الهدر في ظل ارتفاع أسعار سلع الغذاء؟ 
التوعية المستمرة من خلال استهداف رفع الوعي للأجيال المقبلة من خلال المدارس والجامعات ورياض الأطفال وإقامة الأنشطة في المناطق للحد الإسراف وتعديل سلوك المستهلكين، إضافة لتقليل حجم أصناف الأطعمة المعروضة في مطاعم البوفيهات والفنادق، وفي حال وتحققت غاية الجمعية في القضاء على هدر النعمة سيتم غلق الجمعية؛ لأن الهدف والغاية تحقق في المجتمع، وفي الآونة الأخيرة تم التعاون مع عدة شركات وجهات أهلية ورسمية وتم توفير 20 برميل في حملة “الفرز من مصدر” لاستدامة لوزارة البلديات في شرق الحد لإعادة تدوير فائض طعام المنازل التي سيتم تدشينها خلال الأسابيع المقبلة، والبراميل التي تم توفيرها 3 أنواع منها للمواد الجافة، المواد الورقية الخضراء، وأخرى للمواد الخضراء مثل قشرة الفاكهة حتى يتم خلطها يدوياً لتحويلها إلى سماد طبيعي؛ لتغذية التربة والنباتات.
ما الإحصاءات الحديثة التي رصدتها الجمعية خلال النصف الأول من العام الجاري؟ 
الإحصاءات تكون في متوسط حفظ فائض 25 ألف وجبة شهرياً، أي ما لا يقل عن 150 ألف وجبة في 6 أشهر، وحجم كل وجبة نحو 600 جرام، وفي كل شهر نتمكن من حفظ 116 ألف كيلوجرام من الأطعمة المهدرة الصالة للأكل، والرقم يعتبر في انخفاض مقارنة بالسنوات الماضية. 
هدر الطعام يعني هدر كميات عالية من المخلفات مثل مواد البلاستيك وغيرها من المؤثرات على البيئة ؟ ما هو دوركم في مجال التوعية البيئية؟
نحث دائماً على تقليل الهدر، لان هدر الطعام ووضعه في الأكياس البلاستيكية الموجهة للنفايات والمخلفات التي تدفن تؤدي لانبعاث الغازات الدفيئة.
  هل لديكم تعاون مع مؤسسات المجتمع المدني في المدن والقرى حول التوعية من خلال إقامة الورش التدريبية والمحاضرات لحفظ النعمة؟
لدينا تعاون وشراكات إستراتيجية مع عدة مؤسسات وجمعيات خيرية ومراكز تمكين الشباب من خلال المشاركة في حملات التوعية، إضافة للتعاون نع المؤسسات التعليمية كالجامعات والمدارس والمراكز العلمية، وسيتم الإعلان عن حملة “صحني نظيف” قريباً، وسنكون من المشاركين في الحملة لتقديم برامج توعية حول الحفاظ على النعمة.
أطلقت الجمعية مشروع تدوير فائض الطعام إلى سماد عضوي صالح للزراعة، ما الأهداف من ذلك؟
أهداف هذا المشروع بيئية توعوية نسعى من خلالها الوصول لكل بيت بحريني لحث الناس على معرفة طرق حفظ الطعام وإعادة التدوير، وقامت الجمعية بتوفير براميل للطعام المنزلي المهدر لأجل تحويله إلى سماد طبيعي، وذلك سينعكس مستقبلاً بشكل إيجابي في الحفاظ على البيئة من الطعام المهدر في مكب النفايات، وتم توزيع براميل بحجم 160 لترا ونتابع عملية الإنتاج لتصنيع السماد المنزلي، والغاية في المستقبل من تدوير الطعام وتحويله إلى سماد بيع الأسمدة على المزارع لتغذية النباتات والمردود المالي سيكون لصالح أهداف الجمعية في دعم الأسر المنتجة المسجلة بالجمعية.
ما المشاريع المستقبلية التي تسعى لها الجمعية خلال الفترات المقبلة؟
السعي الدائم لتحقيق فكرة بناء أكبر مطبخ خيري في البحرين وإنشاء مصنع إنتاج الأسمدة العضوية، من خلال إعادة تدوير الطعام توفير مأكولات للأسماك والحيوانات.