العدد 5052
الأحد 14 أغسطس 2022
banner
أوقفوا النشر!
الأحد 14 أغسطس 2022

العنف يولد العنف لا محالة، لا مبرر آخر لكثرة القتل والإيذاء سوى اعتياد هؤلاء الأشخاص على مشاهد العنف، وإذا ما بحثنا عن الأسباب سنجدها متشابهة، أسر مفككة، الكثير من الألعاب الإلكترونية التي تصدر تلك المشاهد، السينما والأفلام والدراما التي تلعب دورا كبيرا في هذا النمط وتقدم “البلطجي” على أنه بطل وصاحب حق، وأخيرا الاعتياد على سماع أو مشاهدة أو قراءة أخبار ذات سلوك عنفي بغيض كما يحدث هذه الأيام. 
وسأرجع معك عزيزي القارئ وبذاكرتك الخاصة عندما كنت تقرأ أو تشاهد في النشرات بعض الأخبار التي تتحدث عن مقتل طلاب المدارس على يد أقرانهم في الدول الغربية، لقد أكدت الأبحاث التي أجريت على مرتكبي هذه الجرائم ان هؤلاء ارتكبوا جرائمهم بدافع تجربة إحساس “القتل” كما يشاهدون عبر الأفلام وما يتعرضون له من أخبار، وفي كل مرة يقع حادث بشع كهذا في إحدى المدارس يكتشف المحققون أن الطفل “القاتل” كان يود أن يقوم بالتجربة لا أكثر ولا أقل، ويذهب ضحية هذا الاكتشاف المقيت المميت عشرات الأبرياء.
نحن الآن لسنا بعيدين عما يحدث في الغرب، بل نحن نعايش يوميا وفي عدد من المجتمعات العربية قصصا مماثلة، وجرائم قتل تحدث على أقل سبب، بل إن الجرائم في ازدياد مع كثرة نشرها، وأعتقد أن ذلك يعود إلى نفس الأسباب التي سردتها في بداية هذا المقال، وأزيد عليها حب بعض الشباب المراهقين لفت الأنظار إليهم بأية طريقة، لذلك يتعمد بكل عنجهية أن يأخذ حقه بطريقة البطل البلطجي ويلفت الأنظار إليه بأية طريقة كانت! 
أعتقد أن عدم تسليط الضوء على مثل هذه الجرائم ووقف نشرها سيساهم في تقليص أعدادها في تلك المجتمعات التي تعاني من مثل هذه الجرائم، وهنا ورغم كوننا في البحرين مجتمعا مسالما جدا تنخفض فيه معدلات الجريمة، بل إنها تكاد تنعدم، إلا أن الفضاء الإلكتروني الذي لا حدود له والذي يحمل المعلومات وينشرها بسرعة البرق هو المسؤول الأول عن بث تلك السموم للشباب، من خلال تداول أخبار الجريمة وقراءتها أو مشاهدتها بكل أريحية، لذلك وجب على المواقع المحلية عدم تداول مثل هذه الأخبار والحد منها لمصلحة الوطن والمواطنين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية