+A
A-

بريطانيا: أسطول روسيا بالبحر الأسود يعجز عن فرض سيطرة بحرية فعّالة

تتواصل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، حيث يستمر الجيش الروسي في ضرب مواقع القوات والبنية التحتية العسكرية الأوكرانية بهدف تحرير أراضي دونباس، فيما تواصل كييف تلقي الدعم الغربي والعتاد العسكري في مواجهة الدب الروسي.

وفي آخر التطورات، قالت بريطانيا إن الأسطول الروسي في البحر الأسود يجد صعوبات حاليا في فرض سيطرة بحرية فعالة، إذ أن الدوريات تقتصر بشكل عام على المياه القريبة من ساحل شبه جزيرة القرم.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية، في نشرة مخابراتها اليومية على "تويتر" إن أسطول البحر الأسود لا يزال يستخدم صواريخ كروز طويلة المدى لدعم الهجمات البرية لكنه يحتفظ بموقف دفاعي. وأضافت النشرة أن "فعالية أسطول البحر الأسود المحدودة تقوض من استراتيجية الغزو الروسي الشاملة بسبب تحييد التهديد البرمائي لأوديسا إلى حد بعيد الآن".

وقبلها، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن "العالم سيخسر أمام الإرهاب ويرضخ للابتزاز النووي" ما لم يتخذ إجراء لمنع وقوع حادث في محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا، بحسب تعبيره.

وأضاف في رسالته المصورة اليومية: "إذا لم يظهر العالم الآن القوة والحسم للدفاع عن محطة طاقة نووية واحدة، فهذا يعني أن العالم يخسر. سيخسر لصالح الإرهاب، ويرضخ للابتزاز النووي"، وفق ما نقلت عنه "رويترز".

في المقابل اتهم رئيس مركز مراقبة الدفاع الوطني الروسي الجيش الأوكراني بالاستعداد لاستفزازات واسعة النطاق في منطقة محطّة زابوريجيا النووية. وأضاف أنّ فوجاً من قوّات الحماية من الإشعاع والمواد الكيميائية والبيولوجية وصل إلى مدينة نيكوبول، يصل قوامه إلى ألف جندي أوكراني لتنفيذ العملية، وهو مجّهز بالوسائل التقنية للاستطلاع والسيطرة.

وأشار المسؤول العسكري الروسي إلى أنّه نتيجة لهذه الاستفزازات، يمكن أن ينشأ تهديد حقيقي للأمن النووي ليس فقط في أوكرانيا وإنّما في أوروبا أيضاً، مؤكّداً أنّه تمّ وضع سيناريو مع تغطية إعلامية واسعة لإلقاء اللوم على العواقب المحتملة على الجيش الروسي.

يأتي ذلك شدد دبلوماسي روسي كبير، الثلاثاء، على أن أي زيارة تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لتفقد محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية لا يمكن أن تمر عبر العاصمة كييف لأن الأمر ينطوي على خطورة بالغة، وفق وكالات أنباء روسية.

وقال نائب رئيس إدارة الانتشار النووي والحد من التسلح في وزارة الخارجية الروسية، إيغور فيشنفيتسكي، للصحافيين: "تخيلوا ما يعنيه المرور عبر كييف.. هذا يعني أنهم سيصلون إلى المحطة النووية عبر خط المواجهة".

كما أضاف أن "هذا خطر كبير، بالنظر إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية لا تعمل كلها بالطريقة نفسها".

جاء ذلك بعد أن قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الأمم المتحدة لديها القدرات اللوجستية والأمنية اللازمة لدعم زيارة مفتشين تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوريجيا، التي تسيطر عليها روسيا، عن طريق كييف.

 

 

مفاوضات هاتفية

أتى ذلك بعد أن ناقش وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في وقت سابق الاثنين، أمن محطة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا، والمستهدفة بعمليات قصف.

وقالت وزارة الدفاع في بيان، إن "سيرغي شويغو أجرى مفاوضات هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بشأن شروط التشغيل الآمن لمحطة زابوريجيا النووية".

 

 

تبادل الاتهامات

يذكر أن القوات الروسية كانت سيطرت على محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وهي الأكبر في أوروبا، مطلع مارس، في بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

ومنذ نهاية يوليو، استهدفت عمليات قصف متعددة الموقع، وتبادل الطرفان الاتهامات بشأنها. كما أثيرت مخاوف من وقوع كارثة نووية، الأمر الذي دفع مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع الخميس الماضي.

وتتهم كييف موسكو باستخدام المحطة قاعدة لشن هجمات ومستودعاً للمعدات، فيما تدعو أوكرانيا، بدعم من حلفائها الغربيين، إلى منطقة منزوعة السلاح في زابوريجيا، وانسحاب القوات الروسية منها.